أحمد قايد صالح.. قائد أركان الجيش الذي قاد الجزائر لانتخابات الرئاسة

كتب: محمد علي حسن

أحمد قايد صالح.. قائد أركان الجيش الذي قاد الجزائر لانتخابات الرئاسة

أحمد قايد صالح.. قائد أركان الجيش الذي قاد الجزائر لانتخابات الرئاسة

"لا تسامح، أقول لا تسامح مع هذه الفئة القليلة، التي تعودت على فرض إرادتها الظالمة على الأغلبية، لقد انتهى وإلى الأبد هذا العهد غير السوي، فالكلمة الآن أصبحت للشعب الجزائري الذي سيعرف كيف يبني دولة القانون التي لا سيد فيها سوى القانون، ومن يحاول عرقلة هذا المسار فقد ظلم نفسه"، بهذه الكلمات التي قالها الفريق أحمد قايد صالح تمسك بخروج بلاده من مرحلة بوتفليقة.

وانتقد ما وصفه بـ"المماطلة والتعنت والتحايل" من قبل أشخاص يعملون على إطالة عمر الأزمة وتعقيدها ولا يهمهم سوى الحفاظ على مصالحهم الشخصية الضيقة غير مكترثين بمصالح الشعب وبمصير البلاد.

وتدرج أحمد قايد صالح في صفوف الجيش الجزائري إلى حين تعيينه عام 2004 رئيسا لأركانه من قبل رئيس البلاد عبدالعزيز بوتفليقة، ثم يضيف إليها منصب نائب وزير الدفاع.

وبعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد ولاية خامسة لبوتفليقة رئيسا للجزائر، طالب قايد صالح بتطبيق المادة 102 من الدستور، وعزل الرئيس لعدم قدرته على القيام بمهامه.

إعلان كان رئيس الأركان الجزائري الفريق أحمد قايد صالح (79 عاما) الذي طلب الثلاثاء "التطبيق الفوري" للحل الدستوري القاضي بعزل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قبل أن يعلن هذا الأخير استقالته، من المخلصين للرئيس الذي عينه قائدا للجيش ليصبح من الشخصيات الأكثر نفوذا في البلاد.

ولد صالح في العام 1940 في ولاية باتنة (300 كلم جنوب شرق الجزائر)، والتحق في سن السابعة عشر من عمره بجيش التحرير الوطني الذي حارب لثلاث سنوات جيش الاستعمار الفرنسي.

لدى استقلال الجزائر في 1962، انخرط في صفوف الجيش ودخل أكاديمية عسكرية سوفياتية وتدرج في سلم القيادة.

وقد تولى قيادة مناطق عسكرية عدة قبل تعيينه عام 1994 قائدا لسلاح البر خلال الحرب الأهلية (1992-2002) بين الجيش الجزائري والجماعات الإسلامية.

 في العام 2004، اختار بوتفليقة بعد إعادة انتخابه، هذا الضابط الذي أراد المسؤولون عنه إحالته على التقاعد، ليخلف الفريق محمد العماري الذي دفع ثمن معارضته لولاية ثانية للرئيس الجزائري.

وعبر الفريق صالح عن امتنانه عبر تحوله إلى أكثر المخلصين لبوتفليقة الذي أمن له وسائل تحديث الجيش.

لدى عودته من باريس في يوليو 2013 حيث أمضى في المستشفى 80 يوما بعد إصابته بجلطة في الدماغ، عين بوتفليقة الذي كان يشغل أيضا منصب وزير الدفاع والقائد الأعلى للجيوش بموجب الدستور، رئيس الأركان نائبا لوزير الدفاع.

ويؤكد مراقبون أن بوتفليقة منحه هذا المنصب الوزاري مقابل دعمه في مواجهة قسم من الجهاز الأمني الذي كان يعارض ولاية رابعة ترشح لها بوتفليقة في 2014، أي بعد عام من إصابته بالجلطة.

ودعم الفريق صالح أيضا بوتفليقة عندما أضعف دائرة الاستخبارات والأمن، الجهاز الواسع النفوذ للاستخبارات التابع للجيش، ورئيسه الفريق محمد مدين الملقب "توفيق" الذي أحيل على التقاعد عام 2015.

في العام 2019، وبينما خرج الجزائريون إلى الشارع للاعتراض على ترشيح بوتفليقة لولاية خامسة، أعلن قايد صالح أن الجيش هو الضامن للاستقرار والأمن في مواجهة ما وصفهم بالذين يريدون جر الجزائر إلى سنوات الحرب الأهلية.

لكنه بعد تنامي الاحتجاجات، اعتمد خطابا أكثر ليونة، معلنا أن الجيش يتقاسم "القيم والمبادئ نفسها" مع الشعب.

وفي 26 مارس، قدم رئيس أركان الجيش اقتراحه الذي شكل مفاجأة وقضى بتطبيق المادة 102 من الدستور التي تؤدي إلى إعلان عجز رئيس الجمهورية عن ممارسة مهامه بسبب المرض.

بعد أقل من أسبوع، أعلنت رئاسة الجمهورية أن بوتفليقة سيستقيل قبل انتهاء الموعد المحدد لولايته الرابعة في 28 أبريل.

لكن قايد صالح عاد وأكد قبل ساعات من إبلاغ بوتفليقة المجلس الدستوري باستقالته، وجوب "التطبيق الفوري" للحل الدستوري الذي يؤدي إلى عزل بوتفليقة.

وشدد قائد أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية القادمة في موعدها المحدد في 12 ديسمبر والذي وصفه بـ"الموعد الحاسم"، محذرا من أي محاولات لعرقلتها.

وقال الفريق قايد صالح في خطاب بمقر قيادة القوات العسكرية البحرية، إنه "متيقن أن قطار الجزائر قد وضع على سكة صحيحة وآمنة، وتم توجيهه نحو الوجهة الصائبة التي يرتضيها أخيار الوطن بفضل ذلك التظافر المشهود، والثقة العالية المتبادلة بين الشعب وجيشه الذي كان بمثابة الحامي له من العصابة وأذنابها"، معرباً عن تفاؤله بإجراء الانتخابات الرئاسية القادمة في موعدها المحدد في 12 ديسمبر.

 


مواضيع متعلقة