3 سيناريوهات لخوض بنيامين نتنياهو انتخابات الكنيست الثالثة

3 سيناريوهات لخوض بنيامين نتنياهو انتخابات الكنيست الثالثة
حل الكنيست نفسه في يوم الثاني عشر من ديسمبر الجاري، لتذهب إسرائيل إلى انتخابات ثالثة في غضون أقل من عام في حدث لم يسبق أن مرت به دولة الاحتلال، متسببا بخسائر حقيقية على كل المستويات واضطرار حكومة تسيير الأعمال التي يقودها نتنياهو المكبلة في كل المجالات والاختصاصات لاحتياجها إلى مصادقة الكنيست سواء في الموازنات أو القرارات السياسية المهمة والمصيرية.
ويقول الدكتور عبدالمهدي مطاوع، مدير منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والأمن القومي، إن المراقب لمجريات الأحداث يعرف تماما أن ما تمر به إسرائيل ليس مجرد صراع حزبي ولكنه صراع على هوية الدولة (دينية علمانية)، وربما كان ليبرمان أول من أشعل هذه الحرب بعد تجربته كجزء من تكتل يميني ديني متطرف حكم إسرائيل لفترة طويلة نسبيا، إلا أن اللافت للانتباه أن هذا الصراع لم يكن جوهرة العلاقة مع الفلسطينيين كما يحاول نتنياهو أن يصوره ولكنه صراع على هوية الدولة بعد أن تم اقرار يهوديتها في الكنيست .
وأضاف مطاوع لـ"الوطن": "رغم أن إسرائيل ذاهبة للانتخابات إلا أن المؤكد أن مصير نتنياهو هو المحاكمة بتهمة الفساد وخيانة الأمانة وأضف إلى ذلك سيكون على رأس القائمة في حال ثبتت تهم جرائم الحرب في محكمة الجنايات الدولية".
وتابع: "حتى إجراء الانتخابات الثالثة في مارس 2020 ستجري محاولتين من أجل إبعاد نتنياهو عن الساحة السياسية إحداها وهي من داخل الليكود وحظوظها ضعيفة إلا أنها ستسبب بشرخ داخلي كبير قد يصل إلى انقسام وخروج معارضي نتنياهو إلى قوائم أخرى ، ولكن المحاولة الأكثر جدية وقوة هي مخاطبة المحكمة العليا للمستشار القانوني أفيخاي مندلبيت لكتابة رد قانوني حول هل يمكن لنتنياهو أن يتم تكليفه في ظل التهم الموجهة له، خصوصا أن القانون ليسبه نص صريح لمثل هذه الحالة فان لم يستطع المستشار القانوني الرد او لم يعطي ردا واحدا فسينقل الملف إلى المحكمة العليا لاعطاء فتوى قانونية لهذا الملف، وقد تكون هذه هي نهاية نتنياهو السياسية وستؤثر على كل تحالفات اليمين ، وحتى في استطلاعات الرأي الأخيرة يلاحظ الانخفاض فيتأييد نتنياهو وصعود غانتس وهذا مؤشر على أن كل ألاعيب نتنياهو أصبحت مكشوفة للجمهور ، حتى في نتائج الانتخابات الأخيرة فالليكود خسر أصوات كثيرة في مناطق كانوا يمتازون فيها بالتفوق دائما خصوصا مستوطنات القريبة من الخط الأخضر".
وأوضح أن الأسابيع القادمة ستشكل منصة يمكن من خلالها توقع وتنبؤ الوضع السياسي في إسرائيل، فأما أن تخسر إسرائيل ويكسب نتنياهو، أو يخسر نتنياهو وتكسب إسرائيل، لكن الشيء المؤكد ان كتلة اليمين لن تبقى كما هي في الانتخابات القادمةسواء كقوائم أو كعدد مقاعد مادام نتنياهو هو من يقود الليكود.
وأشار مطاوع إلى أن الكثير من المحللين والمراقبين أبدوا ملاحظاتهم عن توتر العلاقة بنتنياهو وترامب بعد الانتخابات الأخيرة ولكن في حقيقة الأمر أن هذه العلاقة توترت قبل الانتخابات الثانية وأثناء الحملة الانتخابية لنتنياهو فقد قام بخطأ استراتيجي عندما كان يستعرض في دعايته الانتخابية أنه هوالوحيد القادر على مواجهة ترامب إذا طرحت صفقة القرن وتحقيق الأفضل لإسرائيل وهذا بحد ذاته يعزز آراء بعض السياسيين الأمريكيين أن نتنياهو لن يلتزم لترامب في صفقته التي كان من المفترض طرحها وتم تأجيلها عدة مرات وهذا الطرح قد ألمح له تليرسون في محاضرته في جامعة هارفارد أن ترامب قد فهم لكن متأخرا ولهذا لاحظ أن ترامب لم يتصل بنتنياهو بعد نتائج الانتخابات وحتى محاولة نتنياهو لقاءه في لشبونة لم تتم وكان بومبيو هو البديل والذي كذب نتنياهو علنا عندما قال أنه ناقش ضم الغور والسيادة على المستوطنات في لقاءه مع بومبيو وقال أنه لم يتطرق في الاجتماع إلى أي من هذه المواضيع ، ومن المفارقات اننتنياهو قد دفع ثمن كذبه في الانتخابات الثانية عندما سارع لحشد الجماهير لمواجهة تصويت العرب الفلسطينيين ولكن كانت الاستجابة ضعيفة لأنه قد فعلها في الانتخابات التي سبقتها ولم يكن العرب يحشدون فعلا فلم يصدقه الكثيرون في الانتخابات الثانية ولم يستجيبوا لدعوته.
وأكد أن ترامب أيضا في عام الانتخابات ولا يريد معاداة اللوبي اليهودي المنقسم بالنسبة لتأييد نتنياهو فجزء كبير من يهود الولايات المتحدة يعتبرون أن يهودية الدولة تعني أن يسود اليهود الأرثوزكس ويتحكموا في هذه الدولة وهذا يخالف معتقداتهم لذلك كان مرسومه بقانون اعتبار اليهودية عرق وليس ديانة لمغازلة يهود الولايات لمتحدة واعطاءهم سلاح لمواجهة حملات المقاطعة والعداء التي تنمو في الوسط الأكاديمي والمثقف في الولايات المتحدة وتعويض الغاضبين منهم لدعمه نتنياهو سابقا .
واستطرد "هناك حاجة لترامب لاستقطاب الانجليكيين الصهاينة فقرار ضم المستوطنات المدنية الذي أعلن عنه بومبيو يعطي ترامب مصداقية أمام هؤلاء الناخبين ويعزز من موقفه في مواجهة الديمقراطيين خصوصا في ولايات حزام الانجيل او التوراة كما يسميها البعض".
واختتم حديثه لـ"الوطن": "في النهاية اعتقد أن شكل التكتلات الانتخابية والتوازنات بعد الانتخابات الثالثة لن تكون كما السابقة كما يعتقد بعض المحللين بل ستتغير التحالفات تماما وأن بقيت نسب التصويت وعدد المقاعد متقاربة مثل آخر انتخابات".