من هو الزعيم الفعلي الجديد لتنظيم "داعش" الإرهابي

من هو الزعيم الفعلي الجديد لتنظيم "داعش" الإرهابي
- أبو إبراهيم الهاشمي القرشي
- داعش
- التنظيمات الإرهابية
- البغدادي
- أبو إبراهيم الهاشمي القرشي
- داعش
- التنظيمات الإرهابية
- البغدادي
لا تزال الهوية الفعلية لزعيم تنظيم "داعش" الإرهابي أبو بكر البغدادي، الذي قتل إثر هجوم أمريكي، في أكتوبر الماضي غير واضحة على الرغم من إعلان تنظيم "داعش" الإرهابي قبل نحو شهرين عن اسمه، وينسحب الأمر كذلك على استراتيجية التنظيم للأشهر المقبلة، وعين التنظيم الإرهابي أبو إبراهيم الهاشمي القرشي في منصب "الخليفة" الجديد، لكن قلة من المحللين يؤكدون معرفته.
وقال الخبير العراقي هشام الهاشمي، المتخصص في التنظيم الإرهابي: لا يُعرف عنه الكثير عدا عن كونه القاضي الأول في "داعش" ويرأس اللجنة الشرعية، فيما يشكك البعض حتى في وجوده، ما يشير إلى أنه لم يتم بعد تعيين الشخص الذي قد يملك الشرعية اللازمة لقيادة التنظيم.
ورأى الأستاذ في معهد العلوم السياسية جان بيار فيليو في باريس، المتخصص في شؤون العالم العربي "لقد فوجئ التنظيم بالقضاء المفاجئ على البغدادي. وتم الإعلان حينها عن هوية خلفه الذي لا نعلم حقا إذا كان موجودًا، أم تم طرحه كنوع من فخ فيما تستمر عملية تعيين خلف فعلي في منطقة سوريا والعراق".
باحث: لا يمكن لأي جماعة إرهابية أن تحافظ على سرية بنيتها الهرمية
وبعد قيام البغدادي بتفجير حزامه الناسف إثر غارة أمريكية، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معرفة خليفته "بالضبط". لكن مسؤولاً أمريكياً رفيعاً تحدث بعد فترة وجيزة عن "مجهول تام". وساد صمت مطبق منذ ذلك الحين.
وقال الباحث سيث جونز من مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية ومقره واشنطن "أعتقد أن الولايات المتحدة تعرف من هو"، مشيرا إلى أنه "لا يمكن لأي جماعة إرهابية أن تحافظ على سرية بنيتها الهرمية، لا أحد يفلح في ذلك".
ولا يكفي أن يكون عدد من الخبراء وكبار المسؤولين على دراية بالأمر فالتنظيم يحتاج لوجود شخصية تؤدي دور المرشد والخبير الاستراتيجي. وجرب التنظيم، في عهد البغدادي الذي ظل متكتما، إدارة "دولة بدائية" وإصدار كتب مدرسية وصك عملة خاصة بها. وتحول التنظيم، منذ سقوط بلدة الباغوز في مارس 2019 ونهاية التنظيم بعد عدة سنوات من إرسائه، نحو اعتماد نهج العصابات.
وكي لا يتم التشكيك في سلطة الزعيم الجديد، يجب أن يكشف الأخير عن هويته، بحسب جونز الذي أضاف "إنه يحتاج إلى التحدث علنًا" من أجل منح "شكل من أشكال القيادة الاستراتيجية، ما من شأنه أن يلهم الحركة بشكل عام"، فكيف يمكن للتنظيم، في ظل غياب زعيم التنظيم استقطاب المقاتلين الأجانب ومواصلة هجماته وتوحيد التنظيمات التي بايعته ودعمها على الصعيد المادي واللوجستي؟
وأشار الباحث في جامعة جورج تاون في واشنطن دانيال بيمان إلى "أنها نقطة تحول بالنسبة للتنظيم. لكن بدون معرفة المزيد عن الزعيم سيكون من المعقد التكهن بالاتجاه الذي سيتبعونه"، موضحا أن الزعيم الجديد تتجاذبه الحاجة للخروج إلى العلن ومتطلبات الأمن، كونه يعلم بأنه سيكون هدفا لأعدائه. لكن هذا التكتم باهظ الثمن.
وأضاف بيمان "نشهد بالفعل انتقادات خطيرة من (الجهاديين) الآخرين، الذين يقولون إنه لا يوجد (خلافة) من دون (خليفة)"، مشيرا إلى أن "هذا الشخص سيواجه الكثير من المتاعب لبسط سلطته"، لافتا إلى أن الفراغ في السلطة قد يولد أفكارًا لدى منافسيه.
ولايمكن للتنظيم قط، على الصعيد العملي، أن يأمل بالسيطرة على أراض في الحال. إلا أن التنظيم "جنى إيرادات كبيرة من مختلف الضرائب وعمليات الابتزاز التي مارسها على أولئك الذين عاشوا تحت سيطرته، بحسب الباحث في مؤسسة "هيريتج" الأمريكية روبن سيمكوكس، وسيؤدي ذلك إلى أن "يتصرف التنظيم كطرف متمرد كونه لم يعد يسيطر على مناطق. أن ذلك ضرورة".
ولا يزال يتمتع، مع أو بدون زعيم، بالمرونة، ويحتفظ، بلا أدنى شك، بقوة ضاربة حقيقية. وزعيمه الجديد "بحاجة ماسة لشن هجوم"، بحسب سيث جونز الذي رجح أنه سيستهدف أوروبا، إذ سيلقى ذلك صدى أكبر بكثير من استهداف مناطق في سوريا أو العراق أو حتى في الساحل، وأضاف أنه يحتاج إلى حدث يشكل منعطفا، إلى عملية خارجية تثبت حضوره في شكل ما.