تجارب العالم مع "الربوت": الصين تسخّره للتعليم.. وشرطة دبي تستخدمه في 7 محاور

كتب: محمد الليثى

تجارب العالم مع "الربوت": الصين تسخّره للتعليم.. وشرطة دبي تستخدمه في 7 محاور

تجارب العالم مع "الربوت": الصين تسخّره للتعليم.. وشرطة دبي تستخدمه في 7 محاور

خطوات متسارعة وتطور مذهل لتطبيق الذكاء الاصطناعى فى العالم، حيث شهدت عدة دول تجارب ناجحة ساعدتها على نهوض عدد من القطاعات، ما أسهم فى تقدمها وتعزيز الخدمة المقدمة لمواطنيها، ولعل أبرز مثال على تجارب الذكاء الاصطناعى هو «الصين» التى أطلقت تجربة كبرى قد تغير من أساليب التعليم فى العالم.

3 عوامل لازدهار "التعليم التكنولوجى" فى الصين

«كارين هاو» المحررة بمجلة «إم آى تى تكنولوجى ريفيو» العلمية التى تصدر عن معهد «ماساتشوستس» للتكنولوجيا تناولت فى مقال لها اندفاع الصين فى السنوات الأخيرة نحو «التعليم الذكى» حتى وصلت شركاتها الضخمة المتخصصة فى التعليم التكنولوجى لتصدير أفكارها ورؤاها إلى الخارج، مشيرة إلى أن ازدهار التعليم بالذكاء الاصطناعى فى الصين جاء بسبب ثلاثة عوامل، الأول هو التخفيضات الضريبية وغيرها من الحوافز المقدمة لاستثمارات الذكاء الاصطناعى التى تهدف إلى تحسين أى شىء، بدءاً من تعليم التلاميذ فى المدارس وتدريب الأساتذة وصولاً إلى إدارة المدرسة، أما بالنسبة لرؤوس الأموال الاستثمارية فهذا يعنى أن هذه الاستثمارات مغرية وتمثل فرصاً جيدة، لافتة إلى أن الصين احتلت الصدارة ضمن استثمارات العام المنصرم فى التعليم بالذكاء الاصطناعى على مستوى العالم والتى تجاوزت المليار دولار.

أما العامل الثانى الذى تحدثت عنه «هاو»، فهو احتدام المنافسة الأكاديمية فى الصين، حيث يخوض 10 ملايين تلميذ صينى سنوياً امتحان دخول الجامعة والمعروف باسم «جاوكاو»، بحيث تحدد النتيجة إمكانية ومكان الدراسة من أجل الحصول على درجة الجامعة، ويُنظر إلى هذا الامتحان على أنه من أهم عوامل النجاح لبقية الحياة، أما عن العامل الأخير، فله علاقة بما لدى رواد الأعمال الصينيين من كميات ضخمة من البيانات تبعاً لوجود عدد هائل من السكان، كما أن وجهة النظر العامة إزاء خصوصية البيانات أكثر تساهلاً مما فى الغرب، خصوصاً إذا كان المقابل الحصول على مزايا مرغوبة مثل تحسين الأداء الأكاديمى.

تقنيات جديدة فى دبى لـ"البحث الجنائى" و"أمن الطرقات"

تجربة أخرى للذكاء الاصطناعى فى دولة الإمارات، حيث اعتمدت القيادة العامة لشرطة دبى 7 محاور ضمن استراتيجية تهدف إلى تطوير جميع الأنظمة للتنبؤ بالاحتياجات الخاصة بالمتعاملين، اعتماداً على أساليب الذكاء الاصطناعى فى كل المجالات الشرطية، وكذلك التنبؤ الأمنى بالجريمة والحوادث المرورية، وتطوير وإعداد أفضل التقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعى، التى تخدم الجمهور الداخلى والخارجى لشرطة دبى، إلى جانب الاستخدام المتوازن بين أدوات الذكاء الاصطناعى والكوادر البشرية.

ووفقاً لما صرح به العميد خالد ناصر الرزوقى، مدير الإدارة العامة للذكاء الاصطناعى بشرطة دبى، فى تصريحات صحفية: «إن الخطة الاستراتيجية للذكاء الاصطناعى 2018-2021 تهدف إلى تحقيق أهداف مئوية الإمارات الساعية إلى تعديل وتنفيذ البرامج والمشروعات التنموية لبلوغ المستقبل.

وأشار إلى أن الخطة تسعى أيضاً إلى تطوير مراكز الخدمة المستقبلية للمتعاملين مع شرطة دبى، التى ستكون مدعومة بأنظمة الذكاء الاصطناعى، كنظام ذكى يتنبأ بالمعاملات التى يرغب المتعامل فى الحصول عليها عند مراجعته مراكز الخدمة، إلى جانب زيادة انتشار مراكز الشرطة الذكية فى مختلف المناطق فى الإمارة، من أجل سهولة الوصول إلى مختلف أفراد المجتمع، وتعزيز المراكز بمختلف أنواع «الروبوتات» والسيارات ذاتية القيادة والطائرات من دون طيار والأنظمة المدمجة بتقنيات الذكاء الاصطناعى ضمن مراكز الشرطة المستقبلية، والتى تعد المحور الأول فى التحول الذكى، حيث تتمثل بمراكز الشرطة الذكية وعددها الحالى 7.

وكشف «الرزوقى» أن نسبة الانخفاض فى معاملات مركز بر دبى 15% منذ إنشاء مراكز الخدمة الذكية سبتمبر 2017 وحتى الآن، فيما بلغ عدد الزائرين لمراكز الشرطة الذكية (sps) منذ تدشينها حتى الآن أكثر 100 ألف زائر، أما نسبة المعاملات الذكية فتقدر بـ81.6% مقارنة بـ18.4% يدوية خلال العام الماضى.

أما المحور الثانى الذى تسعى شرطة دبى لتسخير الذكاء الاصطناعى من خلاله، قال «الرزوقى»، إنه محور المتعاملين وذلك عبر تقديم أفضل خدمات ذكية للجمهور عبر التطبيق الذكى والذى فاز 6 مرات متتالية، حيث يشتمل على حزمة خدمات تهم الجمهور.

وعن المحور الثالث، أوضح «الرزوقى»، أنه يشمل البحث الجنائى عبر «استشراف الجرائم» وتوقعها قبل حدوثها، من خلال استخدام المعلومات المتعلقة بالتعداد السكانى وتاريخ الجرائم السابقة وغيرها من العوامل المرتبطة والمؤثرة فى زيادة أو نقصان الجريمة، لافتاً إلى مشروع «عيون» الذى يركز على ربط جميع الكاميرات فى الإمارة مع غرفة بشرطة دبى، من أجل التعرف على المركبات المطلوبة والمخالفة وأيضاً «المشبوهين» والمطلوبين من خلال بصمة الوجه ومراقبة الجماهير فى الأحداث الكبرى.

والمحور الرابع «أمن الطرقات»، حيث يتم التعرف على أكثر الأفراد ارتكاباً للمخالفات عبر دراسة الممارسات الخاطئة وأكثر الجنسيات ارتكاباً لها، والتركيز على الفئة المطلوبة عبر الاستفادة من تجارب القطاع الخاص وتطويعها لصالح العمل الشرطى.

أما الخامس فهو محور «نظام إدارة الحشود والأزمات» من خلال استغلال أنظمة الذكاء الاصطناعى فى إدارة الأزمات والكوارث، وهو نظام ذكى يعمل على دراسة وتحليل الحشود ورفع تقرير مباشر إلى متخذ القرار، وذلك عبر رسم سيناريوهات متخيلة لحدث ما ومن ثم وضع الحلول المناسبة الذكية، ويأتى «محور العمليات» فى المركز السادس وذلك من خلال الاستخدام الأمثل لحوادث الشرطة والأنسب مثل تحدى أماكن الدوريات، إذ يسهم الذكاء الاصطناعى فى الحفاظ على الموارد بدل زيادة عدد الدوريات، بل إعادة التوزيع وتسخير الطائرات من دون طيار.

وعن القطاع السابع، أشار إلى الأدلة الجنائية وكيفية تحليل الأدلة أوتوماتيكياً من خلال الذكاء الاصطناعى الذى يقوم بمقارنتها وإعطاء تقرير واضح وشامل، موضحاً أن الخطة الاستراتيجية تسعى أيضاً ضمن محور «البحث الجنائى» إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعى فى العمل الجنائى.

دراسة: سيتفوق على البشر فى غضون 45 سنة ويتولى جميع الوظائف بعد 120 عاماً من الآن

وفى السياق نفسه، استطلعت دراسة أُجريت عام 2017 بشأن الذكاء الاصطناعى آراء 352 خبيراً من خبراء التعليم الآلى فى العالم، وخلصت إلى أن الذكاء الاصطناعى قدراته تتحسن بسرعة وبنحو متزايد فى العديد من المجالات التى سيطر عليها الإنسان تاريخياً، وكشفت الدراسة التى أجراها باحثون فى جامعتى «أوكسفورد» البريطانية، و«وييل» الأمريكية، أن هناك احتمالاً تبلغ نسبته حوالى 50% بتفوق الذكاء الاصطناعى على الذكاء البشرى فى جميع المجالات فى غضون 45 عاماً، وذلك بالإضافة إلى أنه من المتوقع أنه سيكون قادراً على تولى كافة الوظائف البشرية بعد 120 عاماً.


مواضيع متعلقة