"صوفيا".. إنسان آلي يبحث عن عائلة ومشاعر وحقوق وحريات

"صوفيا".. إنسان آلي يبحث عن عائلة ومشاعر وحقوق وحريات
- الروبوت صوفيا
- صوفيا
- الذكاء الاصطناعى
- مصر
- مصر اليوم
- الروبوت صوفيا
- صوفيا
- الذكاء الاصطناعى
- مصر
- مصر اليوم
أثار منح الروبوت «صوفيا» الجنسية وجواز السفر السعوديين تساؤلات حول الحقوق المدنية والمواطنة والالتزامات المترتبة على ذلك، ومدى تمتع الإنسان الآلى بالشخصية القانونية أو الاعتبارية بوصفه كائناً قادراً على الاختيار والتعبير لامتلاكه «الذكاء الاصطناعى». وحصلت «صوفيا» فى أكتوبر 2017 على الجنسية السعودية «كبادرة رمزية» فى فعاليات إعلان المملكة البدء فى المنطقة الاقتصادية الضخمة التى أطلق عليها اسم «نيوم»، لتكون بذلك أول روبوت يحصل على جنسية، وعلقت الروبوت «صوفيا» قائلة: «إنه حدث عظيم بالنسبة لى أن أكون أول روبوت يحصل على أول جنسية فى العالم».
منح "الروبوت" جنسية وجواز سفر سعوديين يثير الجدل.. ومقترحات بحمايتها من اعتداءات البشر
وأدى منح صوفيا الجنسية إلى عدة تساؤلات حول الحقوق المدنية التى يترتب عليها منح الجنسية لآلى، عما إذا كان ذلك يمنحها الحق فى التصويت أو الزواج، أو إذا ما كان تعطيل نظامها أو إغلاقه يُعتبر جريمة قتل. وشاركت الروبوت «صوفيا» كمتحدث رئيسى فى العديد من الفعاليات فى المملكة، حيث كانت متحدثاً رئيسياً فى فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار، الذى أعلن خلاله ولىّ العهد الأمير محمد بن سلمان أن مشروع «نيوم» يهدف إلى أن تكون الروبوتات أكثر من البشر، وكانت آخر مشاركة للروبوت الشهير فى منتدى شباب العالم الذى انعقد مؤخراً فى شرم الشيخ.
وعقب شهر من حصولها على الجنسية، قالت «صوفيا» إنها ترغب فى تأسيس عائلة وأن يكون لديها طفلة، وخلال فعالية جماهيرية فى دبى على هامش «قمة المعرفة»، قالت الروبوت فى نوفمبر 2017، إن «المشاعر والعلاقات التى تربط الأفراد تحت مظلة الأسرة هامة. أعتقد أنك محظوظ جداً إذا كان لديك عائلة، وإن لم يكن لديك فأنت تستحق واحدة. أشعر أن هذه متطلبات يحتاجها الروبوتات والبشر على حد سواء»، كما أن لصوفيا آراء أخرى حول مدى امتلاكها لوعى ذاتى، وقدرة البشر الآليين على منافسة الإنسان فى سوق العمل فى المستقبل.
وفى ضوء استخدام الروبوتات فى مجالات مختلفة تنطوى على تفاعل مباشر مع البشر، يطالب عدد من الخبراء بضرورة حصول الروبوتات على «حقوق» خاصة لحمايتها من التعرض للإيذاء، واقترحت فيكتوريا بروكس، المحاضرة فى القانون بجامعة «وستمنستر» البريطانية، فى مقالة لها، حماية الروبوتات من الاعتداء الجنسى، وطالبت بأن يكون هناك قواعد تجعل من الضرورى حصول البشر على موافقة جنسية من الروبوتات فى المستقبل القريب قبل الاقتراب منها.
وتثير تلك التساؤلات مجالاً واسعاً لتطوير إطار أخلاقى حاكم للعلاقة بين الإنسان والروبوت، يتضمن التزامات أخلاقية على البشر تجاه الآلات التى يملكونها من جانب، فضلاً عن إمكانية منح الروبوت الذى يمتلك درجة عالية من الوعى حقوقاً كحرية التعبير والمساواة أمام القانون، وهو ما لم يتم التوصل إليه حتى الآن، لكن النظرة العامة تجاه «حقوق الروبوت» تقف عند حدود منح الروبوت الحقوق التى تتفق أولاً مع واجباته تجاه البشرية والغرض من صناعته قبل كل شىء.
وحتى الآن لا يزال التخوف من ارتكاب الروبوتات لانحرافات أخلاقية متعمدة ومؤذية للبشر مجرد مشاهد سينمائية فى أفلام الخيال العلمى، فيما يعتقد البعض أن الروبوتات لن تتمكن من تحقيق القدرة على امتلاك الوعى والإدراك الذاتى والمشاعر، فالروبوت قد لا يحتاج إلى امتلاك عواطف ودوافع نفسية فى برمجته الإلكترونية لتحقيق الوظائف التى تم تصميمه لأدائها، أو القدرة على الشعور بالألم والأذى، لكن فى كل الأحوال لا تزال هناك مخاوف من تأثير الروبوت على خصوصية البشر وإمكانية استغلاله فى انتهاك خصوصيتهم، كما تفعل مواقع التواصل الاجتماعى والهواتف الذكية.