من منتجات الألبان والأثاث والرخام إلى الأسمدة.. "الدمايطة" يصنعون المستحيل

09:33 م | الخميس 19 ديسمبر 2019

«صُنع فى دمياط»، غزت هذه الجملة الأسواق المصرية لسنوات طويلة، من منتجات الألبان والأثاث والرخام والجرانيت ومواد البناء، وصولاً إلى الأسمدة، ومع الوقت خرجت هذه المنتجات من نطاق السوق المحلى الضيق، لتغزو العالم، خاصة الاتحاد الأوروبى والدول العربية، بينما شهدت صادرات المحافظة من المنتجات الزراعية تراجعاً كبيراً لحساب الصناعية خلال السنوات الماضية.

عزبة البرج تمتلك 2387 مركب صيد

بجانب أعداد ضخمة من ورش الأثاث، ومعامل منتجات الألبان، تمتلك دمياط العدد الأكبر من حجم أسطول الصيد المصرى، فوحدها لديها 2387 مركباً من إجمالى 3800 مركب فى كل أنحاء الجمهورية، ما يجعل المحافظة واحدة من أكبر مصادر الثروة السمكية على مستوى الجمهورية، حيث تغادر مئات المراكب ميناء عزبة البرج يومياً إلى البحرين المتوسط والأحمر.

أسامة حفيلة، نائب رئيس الاتحاد المصرى لجمعيات المستثمرين، ورئيس جمعية مستثمرى «دمياط الجديدة»، قال، لـ«الوطن»، إن دمياط تشتهر بتصدير منتجات الألبان إلى العديد من الدول العربية والأوروبية، بالإضافة للولايات المتحدة، ومنها الجبن الأبيض والرومى والمطبوخ، أما صادرات الأثاث فتصدر إلى كل دولة وفقاً للذوق الخاص بشعبها، ويختلف الأوروبى عن العربى.

وأضاف أن أذواق واحتياجات الأثاث تختلف أيضاً من مدينة لأخرى داخل الدولة الواحدة، فـ«الاحتياجات فى الشارقة مثلاً تختلف عنها فى دبى وأبوظبى، رغم أن المدن الثلاث داخل دولة الإمارات نفسها، لهذا لا بد أن يقرأ مصنعو الأثاث أذواق المستوردين فى كل دولة ومدينة، قبل أن يخطوا باتجاه التصدير، لضمان الفوز بفرصة لتصدير منتجاتهم إلى الخارج».

وحسب «حفيلة»، فإن «الأسواق العربية تطلب المجالس الشبيهة بالصالون والإنتريهات، ويفضل البعض الأثاث النمطى، بينما يفضل آخرون المودرن»، مضيفاً: «مشكلة الكثير من المصنعين فى دمياط عدم القراءة الجيدة للأسواق قبل التصدير، فأمريكا تختلف عن كندا وفرنسا، وتختلف الأذواق فى ألوان الأقمشة والدهانات».

وأشار إلى أن «واردات لبنان من الأثاث المصرى تكون عادة من المودرن، بينما توقفت الصادرات لأسواق سوريا واليمن والجزائر وليبيا، وكانت تمثل فى السابق نسبة تتراوح بين 10 و15% من إجمالى صادرات الأثاث المصرى، ونسعى فى اتحاد المستثمرين حالياً إلى اقتحام السوق الأفريقى، وناقشنا مع وزير قطاع الأعمال تأسيس شركة تتولى نقل وتأمين البضائع إلى أفريقيا».

رئيس "مستثمرى دمياط الجديدة": نصدر 58% من الأثاث و40٪ من الألبان

وتصدّر دمياط الرخام إلى لبنان والكويت والسعودية والإمارات، حسب «حفيلة»، الذى يوضح: «يتميز الرخام الخاص بنا بلونه المميز، وهو من أغلى الأنواع فى أوروبا والولايات المتحدة، ودمياط تحتكر نسبة تتراوح بين 4 و5% من صادرات الرخام المصرى إلى الخارج، وتمثل نسبة بين 12 و13% من إجمالى إنتاج المحافظة، كما تحتكر نسبة 58% تقريباً من صادرات الأثاث المصرى، و40% من صادرات الألبان، بينما لم نعد نصدر حاصلات زراعية منذ زمن».

"الغرف التجارية": المحافظة لا تصدر حالياً من الحاصلات الزراعية سوى البطاطس بقيمة 500 طن سنوياً

وعن أزمة تصدير الحاصلات الزراعية، يقول حامد شاهين، رئيس شعبة الخضر والفاكهة فى الغرفة التجارية بدمياط، لـ«الوطن»، إن المحافظة لا تصدر حالياً سوى البطاطس، وبكميات لا تتجاوز 500 طن سنوياً، خلال الفترة بين منتصف يناير وأبريل، موضحاً: «نعانى من الركود، ويباع المحصول بأثمان بخسة، لذلك نناشد المسئولين مساعدتنا لزيادة صادراتنا، فالفلاح لم يعد يزرع أكثر من فدانين من البطاطس، لأن تكاليفها مرتفعة جداً».

مصدر: إنتاجها من الأسمدة مليونا طن سنوياً

وطالب «شاهين» بأن تتدخل الدولة لمساعدة المزارعين على تصدير الحاصلات الزراعية، مضيفاً أن «محصول الجوافة أصيب بذبابة الفاكهة، أما البلح فتأثر بارتفاع درجة الحرارة، وأصابته ذبابة الفاكهة، كما عانى المحصول من اضطرار كثير من المزارعين لتخميره، بإضافة الخل إليه، ليستوى ويتساقط سريعاً دون الاستعانة بعمالة هز النخيل، فى محاولة لتخفيض النفقات على حساب الجودة».

ويشترى محصول البلح من مزارعى دمياط تجار قادمون من محافظات أخرى، حسب «شاهين»، ويتراوح سعر الكيلو بين 4 و5 جنيهات، موضحاً أن «تاجر التجزئة يستغل المستهلك ويبيع له البلح بأسعار مرتفعة، بينما لو باع المزارع المنتج للجمهور مباشرة فإنه لم يكن سيحتاج وقتها لتخمير البلح، والتأثير على جودته».

وقالت مصادر فى شركة موبكو للأسمدة، لـ«الوطن»، بعدما طلبت عدم ذكر اسمها، إن الإنتاج السنوى للمصنع الأكبر فى دمياط يبلغ مليونى طن، ويغطى احتياجات السوق المحلى فى المقام الأول، كما تصدر منتجاتها لدول فرنسا وإيطاليا واليونان وتركيا والبرازيل والأرجنتين والأوروجواى، وتونس والسودان، مشيرة إلى أن الشركة لديها خطة توسعات مستقبلية، تتمثل فى إنشاء رصيف بحرى للتصدير خاص بها.