بين أيرلندا واسكتلندا.. فوز "جونسون" يضع بريطانيا تحت شبح التفكك

بين أيرلندا واسكتلندا.. فوز "جونسون" يضع بريطانيا تحت شبح التفكك
- بوريس جونسون
- بريطانيا
- أيرلندا
- اسكتلندا
- "الاتحاد الأوروبي
- بريكست
- العالم
- بوريس جونسون
- بريطانيا
- أيرلندا
- اسكتلندا
- "الاتحاد الأوروبي
- بريكست
- العالم
استطاع زعيم حزب المحافظين، بوريس جونسون، تحقيق فوز ساحق على حزب العمال في الانتخابات العامة التي جرت مؤخرا، وهو الزعيم الذي يدعم مسألة الخروج من "الاتحاد الأوروبي" دون اتفاق بأجل أقصاه نهاية يناير المقبل.
وفجر فوز "جونسون"، جدلا كبيرا داخل بريطانيا، خصوصا مع رفض داخل اسكتلندا للخروج من الاتحاد "بريكست"، وفي نفس الوقت هناك حالة انقسام داخل إيرلندا الشمالية بشأن "بريكست"، ما قد يتسبب في تفكك المملكة المتحدة لاحقا عبر استفتاءات يتم تنظيمها لهذا الغرض.
وقال بهاء محمود، الباحث المتخصص في الشؤون الأوروبية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن "اسكتلندا طبقا للانتخابات العامة التي جرت تعزز موقع الحزب القومي داخل برلمان المملكة المتحدة، من 35 مقعدا تقريبا إلى 45 مقعدا، وهذا يعتبره الحزب القومي الاسكتلندي تصويتا داخليا بضرورة الانفصال عن المملكة المتحدة، لأنه حزب يعزز الانفصال، ويدعم أيضا الاستفتاء على الخروج من المملكة المتحدة، حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".
وأضاف "محمود"، في اتصال هاتفي لـ"الوطن": "أما بالنسبة لأيرلندا الشمالية فالوضع معقد للغاية، رغم حصول جونسون على الأغلبية إذ أن الحزبين الكبيرين في أيرلندا الشمالية، يرفضان اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي، سواء الحزب الوحدوي أو حزب الشين فين الكاثوليكي الذي يميل إلى مسألة العودة إلى أيرلندا الأم".
وقال الباحث في الشؤون الأوربية: "طوال الوقت كان هناك توتر على الحدود بين أيرلندا الشمالية وأيرلندا، فكان هناك اتفاق عام 1998 لتهدئة الحدود وهو الاتفاق الذي سمي بالجمعة العظيمة، وأبرمه رئيس الوزراء الأسبق في بريطانيا توني بلير، والذي نص على أن أي شيء يتم بشأن أيرلندا الشمالية يجب أن يكون بالتشاور مع أيرلندا، وبالتالي الخروج من الاتحاد الأوروبي سيعرض أيرلندا الشمالية ومنطقة الحدود مع أيرلندا لاضطرابات".
وأوضح "محمود": "الحزب الوحدوي في أيرلندا الشمالية هو حزب قومي معظمه من الاسكتلنديين والإنجليز البروتستنت، ويحكم أكثر من ولاية، في المقابل فإن حزب الشين فين، هو من السكان الأصليين، وهم من أصول فرنسية ويتحدثون الفرنسية وهؤلاء يمليون إلى العودة لأيرلندا أو الجزيرة الأم".
وتابع: "اتفاقية بلير أو الجمعة العظيمة، لحل أزمة الحدود ومشكلاتها بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا، أبقت على الحدود مفتوحة بينهما، في إطار أن إيرلندا الشمالية جزء من المملكة المتحدة التي هي عضو في الاتحاد الأوروبي، وكذلك جمهورية أيرلندا عضو في الاتحاد الأوروبي".
وقال "محمود": "بالتالي عند خروج أيرلندا الشمالية مع بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ستحدث مشكلات الحدود مرة أخرى، وبالتالي فإن حزب الشين فين، سيميل أكثر إلى جمهورية أيرلندا، ما سيتسبب بطبيعة الحال في مشكلات داخل إيرلندا الشمالية".
وأعلنت زعيمة الحزب الوطني الاسكتلندي، نيكولا ستورجين، أن "الفوز الكبير للحزب يعني أن رئيس الوزراء المحافظ، بوريس جونسون، لم يعد يملك الحق في أن يمنع إجراء استفتاء ثانٍ في اسكتلندا للاستقلال عن بريطانيا"، وهو ما دفع "جونسون" للمسارعة في إجراء مباحثات مع ستورجين.
وكان الاسكتلنديون قد صوتوا في استفتاء عام سنة 2014 على البقاء في بريطانيا، حيث فضل 55% منهم البقاء في المملكة المتحدة، فيما صوت 45% على الاستقلال.
وفي العام 2016 أجرت بريطانيا استفتاء عاما على البقاء في الاتحاد الأوروبي فكانت المفاجأة أن غالبية البريطانيين قرروا الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، لكن الناخبين في اسكتلندا صوتوا مع البقاء، ومنذ ذلك الحين وتتصاعد وتيرة الجدل بشأن استقلال اسكتلندا من أجل أن تبقى في الاتحاد الأوروبي.