ماذا يعني فوز جونسون بزعامة حزب المحافظين من جديد؟

ماذا يعني فوز جونسون بزعامة حزب المحافظين من جديد؟
بعد أزمات شديدة بدأت منذ عدة أشهر، وخلافات ضخمة تشهدها بريطانيا بسبب "بريكست"، فاز حزب المحافظين بزعامة بوريس جونسون بأغلبية كبيرة من المقاعد في البرلمان البريطاني، حيث تمثل نتيجة هذه الانتخابات، بعد أكثر من ثلاث سنوات على موافقة البريطانيين على المغادرة في تصويت، تحولا مهما للمملكة المتحدة والاتحاد، حيث إنه من شأن النصر الحاسم للمحافظين أن يوفر بعض الارتياح للاتحاد، الذي سئم من تردد لندن في الخروج، وفقا لموقع "سكاي نيوز" الإخباري.
وفي أول تصريح، أكد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، اليوم، أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيتم كما كان مقررا في 31 يناير القادم، مضيفا أن نتيجة الانتخابات العامة وضعت حدا لأي احتمال بإجراء استفتاء ثان للبريكست.
وتابع قائلا: "سنتمكن الآن من تنفيذ خطة الخروج من الاتحاد الأوروبي دون تردد أو تشكيك"، مضيفا أنه سيعمل على وضع نظام جديد للهجرة.
سيد مجاهد، الباحث في الشأن الأوروبي، يرى أن فوز جونسون، له دلالة معينة في بريطانيا، والذي يعني وجود إرادة كبيرة للخروج من الاتحاد خاصة في المدن الاقتصادية مثل لندن، والتي تريد بقوة نجاح بريكست لتحقيق مصالحها الاقتصادية.
وقال مجاهد، لـ"الوطن"، إن جونسن كان وضع خطة للخروج من الاتحاد الأوروبي ولكن لم يتم التوافق عليها من الحزبين الكبار بالبلاد، كونها كانت تعتمد على القوة وفرض الإرادة على الاتحاد سواء من خلال الخروج الآمن أو بدون اتفاق، وهو ما لم يلق قبول في بريطانيا سواء في مجلس العموم أو بالداخل السياسي، لذلك بدأ الخلاف بين الطرفين، وحاول جونسون أكثر من مرة التعدي على سلطات مجلس العموم بوقف صلاحياته لفترة، من خلال تمرير قانون الخروج بدون اتفاق، وهو ما قلل بشكل كبير من شعبية جونسون.
ورجح أن سياسة رئيس الوزراء البريطاني غير مرحب بها داخل الاتحاد الأوربي أيضا وخاصة بعد صدمات عديدة بالفترة السابقة، لذلك عليه أن يقديم حلول واقعية وبدائل يتفق عليها جميع الأطراف للخروج بشكل آمن وسريع، إلا ولن يكون لديه فرصة كبيرة في الفوز مجددا.
وتابع مجاهد، أنه من أجل ذلك، من المحتمل أن يلجأ جونسون إلى الاستعانة بقضايا للتأثير على المجتمع، منها قضية الهجرة غير الشرعية واللاجئين، وذلك مرهون بالدعم السياسي له، ويجب عليه إيجاد حلول بين جميع الجهات سريعا.
كما يرى السفير حسن هريدي، نائب وزير الخارجية الأسبق، أن فوز جونسون يرجع للمشاكل التي واجهها جيمي كوربين رئيس حزب العمال والحملة التي شنت ضده مؤخرا كونه معاديا للسامية، ولوجود شكوك بشخصيته وبرنامجه حال فوزه برئاسة الوزراء.
وأكد هريدي أن البريكست هو العنوان الرئيسي للسياسة البريطانية بالمرحلة القادمة، وليس فقط هو الهدف مع الاتحاد الأوروبي، ولكنه بات السياسة الخارجية لها بشكل عام، وذلك بعد اتجاهها للانفصال عن الاتحاد وكسر شراكة تتجاوز 40 عاما، والتي ستؤثر على جميع الأطراف مستقبلا.
وأردف أن السياسة البريطانية كانت تعتمد على أوروبا وستتجه بطريقة كبيرة إلى ما يسمى بالعلاقة الخاصة مع أمريكا، والتي من المحتمل أن تكون ضد بريطانيا نفسها.