مدير "الفاو": منتدى شباب العالم فرصة ممتازة للتواصل

كتب: نورهان نصرالله

مدير "الفاو": منتدى شباب العالم فرصة ممتازة للتواصل

مدير "الفاو": منتدى شباب العالم فرصة ممتازة للتواصل

أشاد الصيني شو دونيو، المدير العام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، بالفرصة التي يتيحها منتدى شباب العالم في التواصل بين الشباب من أفريقيا ومن مختلف دول العالم، مشيرا إلى أن الشباب هم الأكثر استعدادًا لاحتضان الابتكار والتكنولوجيا واستخدامها كقوة للتغيير، ليس فقط في الزراعة بل في القطاعات الأخرى أيضًا.

وأضاف دونيو، في مقاله المنشور في صحيفة الشرق الأوسط السعودية بعنوان "الشباب قادرون على تحقيق الأمن الغذائي في أفريقيا"، "يقدم منتدى شباب العالم، الذي تستضيفه الحكومة المصرية تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، فرصة ممتازة للتواصل مع الشباب من أفريقيا ومن جميع أنحاء العالم، وتمكينهم من قيادة المرحلة المقبلة من التنمية العالمية".

وإلى نص المقال:

نحن نعيش في أوقات صعبة للغاية بعد سنوات من التراجع، عادت معدلات الجوع للارتفاع للعام الثالث على التوالي، على الرغم من التقدم الذي أحرزناه في العقود الأخيرة، لا يزال واحد من كل خمسة أفارقة يكافح من أجل الحصول على ما يكفي من الطعام، وشخص واحد من بين كل 10 أشخاص في العالم يعيش في فقر مدقع، غالبيتهم في أفريقيا.

مع انقضاء خمس سنوات ولم يتبق سوى 10 سنوات قبل الموعد النهائي لتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، فإن العالم في حاجة ماسة إلى تغييرات جذرية، إذا أردنا تحقيق الأهداف العالمية المتمثلة في القضاء على الفقر والجوع في القارة، بحلول عام 2050، يجب على العالم إطعام 11 مليار شخص، وبالتالى سيزيد الطلب على الغذاء بنسبة 60% عما هو عليه اليوم.

يمكن أن يكون الشباب القوة الدافعة في الوصول إلى التغيير الذي نريده، لكننا ما زلنا بحاجة للتغلب على بعض التحديات المستمرة، نحتاج إلى تجهيز ودعم جيل الشباب للرد على التحديات القائمة والتحديات الناشئة التي تهدد مستقبل الزراعة والأمن الغذائي.

يلعب النمو السكاني السريع، والموارد الطبيعية الشحيحة والهشة، بالإضافة إلى قلة الإنتاجية الزراعية مع التهديد المتزايد بتغير المناخ، والبنية التحتية والخدمات الريفية الفقيرة، والخدمات التعليمية والصحية الضعيفة في المناطق الريفية دورًا مهمًا في إبقاء المناطق الريفية فقيرة واتساع نطاق المخاطر.

الظروف القاسية وفرص العمل المحدودة في المناطق الريفية تجبر المزيد من الشباب على الانتقال إلى المدن، التي غالباً ما تكون غير مهيأة للتدفق الكبير، ونتيجة لذلك، تستمر بطالة الشباب في الارتفاع، حيث بلغت نسبة العاطلين عن العمل في أفريقيا 25%، هذا مضيعة هائلة للموارد البشرية في قارة بها أكبر عدد من الناس في العالم - خُمس سكان أفريقيا يتراوح عمرهم بين 15 و24 عاما.

تعد بطالة الشباب والفقر الريفي وارتفاع معدلات سوء التغذية من الجوانب المختلفة لنفس المشكلة: تأخر التحول الزراعي بسبب نقص الاستثمار والتبني البطيء للابتكار في المناطق الريفية، تمتلك الزراعة أكبر إمكانيات لجميع القطاعات للحد من الفقر وإنهاء الجوع في أفريقيا.

تشيلي والصين من بين البلدان النامية في العالم التي حققت تقدماً سريعًا ودائمًا في الحد من الفقر ونقص التغذية من خلال تحويل نظمهما الغذائية الزراعية والاستثمار على نطاق واسع في التنمية الريفية.

الاستثمار في الزراعة وتحويل النظم الغذائية لا يفيد المزارعين وحدهم، بل يحسن النمو الاقتصادي للبلد بأسره ويتيح فرص عمل في كل من القطاعات الريفية والحضرية، من خلال خدمات التخزين والتوزيع والتسويق المصممة لتحسين جودة وسلامة وجاذبية المنتجات الغذائية الزراعية، ويوفر الابتكار السريع في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فرصًا حقيقية لتحويل القطاع الزراعي، وزيادة إنتاجية أصحاب الدخول الصغيرة، وجعل الوظائف الريفية جذابة للشباب والمتعلمين.

تسخير الابتكارات التكنولوجية يمكن أن يجعل الزراعة أكثر كفاءة ويوفر فرصًا وخدمات جديدة لأصحاب المشاريع الشباب، هذه الثورة مستمرة بالفعل في آسيا، وأيضا في أفريقيا، الأفكار الجديدة من الشباب وكذلك من المنظمات والجامعات والشركات في جميع أنحاء العالم تساعد على إطلاق إمكانات قطاعي الأغذية والزراعة، هناك إمكانات هائلة للحد من الفقر، وسد الفجوة، سيخلق الاستثمار والابتكار فرصا لتوظيف الشباب وتمكينهم ومنحهم فرصا متساوية للوصول إلى المعلومات والتكنولوجيا والأسواق.

في سن السابعة والعشرين، لاحظ الزوجان المصريان علي أبو زيد وإيمان حسن وجود فجوة في السوق بالنسبة لآلات المعالجة الرخيصة ولكن عالية الجودة لمزارعي الألبان، قاما معا بتدشين شركة "CUBII" المتخصصة في تصنيع ماكينات التعبئة والتغليف لمصانع المواد الغذائية والأدوية، ولم تزدهر أعمالهم فحسب، بل إن معداتهم أيضًا سهلت التوسع على المنتجين.

في نيجيريا، أسست أبيجيل ألابي، البالغة من العمر 28 عامًا، "Recy World"، وهي مؤسسة اجتماعية تقدم التحديث والفعالية للمزارعين الأفارقة من خلال التكنولوجيا منخفضة التكلفة، منذ عام 2016، تقدم الشركة خدمة تأجير تجعل من زراعة نبات "الكسافا" 40 مرة أسرع، ومصنع معالجة يضاعف غلة كل حصاد للمساعدة في تحسين الإنتاجية، تخطط "ألابي" لتوسيع هذا النموذج في جميع أنحاء القارة.

في الصين، أسس شي يان، البالغ من العمر 27 عاما، مزرعة في إطار برنامج الزراعة المدعومة من المجتمع، تم إطلاق المبادرة في عام 2009 وتحولت بسرعة إلى حركة كاملة من المزارع المملوكة للمجتمع، في السنوات الخمس الأولى من التشغيل، تم إنشاء أكثر من 800 مزرعة مدعومة من المجتمع في جميع أنحاء الصين، تضم أكثر من 100 ألف عضو.

يعمل أبو زيد، إيمان، أبيجيل وشي يان وغيرهم آلاف من القادة الشباب حول العالم، على تغيير وجه الزراعة وبناء الشمولية والاستدامة والإنتاجية، يعد تمكين الشباب والشابات من أكثر الطرق فاعلية لتعزيز النهج الابتكارية والرائدة اللازمة لإنعاش المناطق الريفية، وكذلك تسريع التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.

الشباب هم الأكثر استعدادًا لاحتضان الابتكار والتكنولوجيا واستخدامها كقوة للتغيير، ليس فقط في الزراعة بل في القطاعات الأخرى أيضًا، يقدم منتدى شباب العالم، الذي تستضيفه الحكومة المصرية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، فرصة ممتازة للتواصل مع الشباب من أفريقيا ومن جميع أنحاء العالم، وتمكينهم من قيادة المرحلة المقبلة من التنمية العالمية، يجب دعم الشباب ورجال الأعمال الشباب، لا سيما في إنشاء وتعزيز حلول مبتكرة للتصدي للتحدي المتمثل في إنتاج أكثر وأفضل لإطعام عدد متزايد من سكان العالم وتخفيف آثار تغير المناخ.

هناك حاجة ملحة للاستثمار في المناطق الريفية لمعالجة الفجوة بين المناطق الحضرية والريفية في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتمكين المزارعين في أفريقيا، وعلى نطاق أوسع في المناطق النامية، من الاستفادة من إمكانات التكنولوجيات الجديدة والزراعة الرقمية لتحسين الإنتاجية والوصول الأسواق وتوليد دخل لائق.

منظمة الأغذية والزراعة على استعداد للعمل مع شركائنا في الأمم المتحدة، ومنظومة الأمم المتحدة ككل لدعم رواد الأعمال الشباب، حتى يتمكنوا من إيجاد حلول مبتكرة لمواجهة التحدي المتمثل في إطعام سكان العالم، الذين يتزايد عددهم وسط التهديد المتزايد لتغير المناخ، هناك تحول زراعي مستمر بفضل الثورة الرقمية، يجب علينا دعم هذه الموجة وتمكين الشباب لقيادتها.


مواضيع متعلقة