إنقاذ العملاق النائم.. تأهيل 81 جرار سكة حديد أمريكي

إنقاذ العملاق النائم.. تأهيل 81 جرار سكة حديد أمريكي
- السكة الحديد
- جرارت السكة الحديد
- ورش السكة الحديد
- الجرارات الأمريكية
- ورش التبين
- السكة الحديد
- جرارت السكة الحديد
- ورش السكة الحديد
- الجرارات الأمريكية
- ورش التبين
3 سنوات فقط، هى مدة خدمة 81 جراراً أمريكياً من نوع «GE» فى السكة الحديد، ومع انتهاء الضمان تراكمت تلك الجرارات داخل ورش التبين، منذ 2012 لعدم توافر عقود صيانة أو قطع غيار، وأصبحت ثروة مهدرة تماماً إلى أن نجحت السكة الحديد عام 2018 فى إبرام اتفاقيات مع شركة جنرال إلكتريك الأمريكية، لصيانة تلك الجرارات وتوفير قطع الغيار لمدة 15 عاماً، مقابل إعادة تأهيلها.
السكة الحديد توفر قطع الغيار لمدة 15 عاماً بالاتفاق مع شركة جنرال إلكتريك
انتقلت «الوطن» إلى ورش التبين حيث تستقر الجرارات الأمريكية، وتحدثت مع العمال والمهندسين، وعايشت تفاصيل يومهم، وطريقة عملهم داخل الورشة بأقسامها المختلفة، واستمعت إلى آرائهم فى الدورات التدريبية التى تعقدها لهم الهيئة بالاتفاق مع خبراء أجانب، كى تنمى مهاراتهم للتعامل مع الجرارات الأمريكية، وإعادة تأهيلها بشكل جيد يخدم المنظومة.
"ورشة التبين" نموذج محاكاة لمحطة مصر.. والعمال: "عمرنا كله قضيناه هنا"
حركة لا تهدأ، جرارات متراصة بجوار بعضها البعض، عمال هنا وهناك، يجمعهم الزى الموحد الذى دونت عليه أحرف «س ح م»، أصوات القطارات التى وقفت على قضبانها تعلو لتملأ أرجاء المكان، تشعرك بكونك على رصيف المحطة، وأنه دقائق وتستقل القطار، هكذا بدا الوضع داخل ورشة التبين، التى تعد أكبر ورش الهيئة الخاصة بصيانة وعمرة جرارات البضائع.
"جابر": جرارات الـ"GE" الوحيدة التى تحتوى على شاشة كمبيوتر تعرض الأعطال
خوذة بيضاء وبالطو مدون عليه أحرف «س ح م»، ارتداهما أحمد جابر، مهندس كهرباء مختص فى الـ81 جرار جنرال إلكتريك الأمريكية، التى تعاقدت مع هيئة السكة الحديد على إعادة تأهيلها، فيقول إنه يعمل فى ورش التبين منذ تخرجه فى كلية الهندسة جامعة عين قسم كهرباء منذ 10 سنوات: «أول مكان أشتغل فيه كان هنا، وشغلنا دلوقتى مركز على جرارات الـ«GE»، لأنها آخر حاجة وصلت الهيئة ومحتاجة إعادة تأهيل»، تختلف جرارات الـ«GE» كثيراً عن باقى الجرارات، فهى النوع الوحيد الذى يحوى بداخله شاشة كمبيوتر ديجيتال، تعرض المشاكل الموجودة بالجرار، سواء قديماً أو حديثاً، وتابع: «لما بنيجى نكشف على حالة الجرار من ناحية الكهرباء بتاعته، مش بنحتاج جهد كبير لأن رسايل الشاشة بتوضح كل المشاكل أو «العوارض» الموجودة فى الجرار، وبالتالى نبدأ نعمل خطوات عمل لعلاجها»، وأضاف «جابر» أن وقت الصيانة يختلف من جرار لآخر، وذلك حسب المشكلة الموجودة فيه: «فيه جرار بخلص شغلى فيه خلال 10 دقائق، لكن الجرارات اللى بتكون محتاجة رفع أجزاء منها وتتغير بتستغرق يوم أو يومين»، دورات تدريبية قدمتها الهيئة بالاشتراك مع خبراء أجانب للعمال والمهندسين داخل الورشة حول كيفية التعامل مع جرارات الـ«GE»، وأشار «جابر» إلى أن شركة جنرال إلكتريك الأمريكية خفضت مدة الصيانة الدورية من 3 شهور إلى 45 يوماً، حفاظاً على الجرارات: «خلصنا جرارين وخرجوا للخدمة من حوالى 3 شهور، وفيه جرار فى مرحلة النقاشة، وحالياً شغالين فى الجرار الرابع وفاضل أيام ويكون جاهز»، أما عن الأدوات التى يستخدمها «جابر» فى عمله فتتلخص فى «يد ترك»، «يد عزل»، «يد حل»، «مسامير»، «مفكات»: «أنا مهندس الكهرباء الوحيد المسئول عن جرارات الـ«G E»، ومعايا عدد من الفنيين، وفيه مهندس تانى مسئول عن جرارات الهنشل الألمانى».
"عامر": شغل "الهنشل" أسهل
«30 عاماً» هى المدة التى قضاها مجدى عامر، مشرف الفنيين بالورشة، وذلك منذ حصوله على دبلوم صنايع، يقول: «أى جرار يدخل الورشة أنا مسئول عنه بعد شغل مهندسين الكهرباء والميكانيكا»، وتابع أنه يعمل تحت إشرافه 76 عاملاً فنياً، يباشر معهم العمل ويوزع المهام عليهم: «زمان كان شغال معايا 150 عامل، لكن نصهم تقريباً طلعوا على المعاش»، عمل «عامر» يتلخص فى الكشف على فرامل الجرار وشيالات العجل، بجانب الزيت المسئول عن التبريد الداخلى للجرار، مضيفاً: «لازم أتأكد من سلامة الجرار قبل ما يخرج من الورشة، لأنه بيمشى مسافة طويلة حوالى 370 كيلو لحد مناجم الحديد، وأى عطل فيه على الطريق بيسبب خساير للهيئة»، وعن الوقت المستغرق فى صيانة الجرار الواحد من الناحية الفنية، قال: «أقل مشكلة تتحل فى ساعة، فيه مشاكل بتاخد صيانة يوم أو اتنين، وبيشتغل فيه 2 فنيين أو 3 بالكتير»، أما عن صيانة جرارات الجنرال إلكتريك، فهى أصعب فى التعامل معها من قبل العمال، بحسب «عامر»: «شغل الجرارات الهنشل أسهل كتير بالنسبة للعمال، لأنهم متعودين عليه، لكن الـ«GE» محتاجة خبرة ودى بتيجى من الدورات اللى بناخدها فى الهيئة».
على بعد خطوات قليلة من «عامر»، وقف عماد عبدالواحد، مهندس ميكانيكا، أمام أحد الجرارات، يقول إنه خريج هندسة المنيا قسم ميكانيكا، ويعمل بالورشة منذ عامين: «الجرار بييجى عندى هنا فى قسم الدورى، وبيكون على مجرى، زى القضبان كده لكن على رصيف عالى، عشان أقدر أكشف عليه وأشوف العوارض الموجودة فيها»، وأضاف أنه متخصص فى صيانة المكنة والكومبريسور ودائرة الهواء: «معايا عدد من العمال، كل مجموعة منهم ليها شغل معين، ببدأ أوزعهم على الجرار، عشان نحل المشكلة الموجودة فيه»، وأشار «عامر» إلى أن هناك مواعيد محددة للانتهاء من كل جرار وفقاً لشركة «GE»: «مرتبطين بمواعيد تسليم الجرارات بعد إعادة تأهيلها، فترة من شهر لشهر ونص لكل جرار، عشان كده الكل هنا شغال من حديد».
عدد من ماكينات الخراطة تراصت بجوار بعضها البعض، وقف أمامها ماجد أحمد، كبير فنيين، ومسئول عن قسم خراطة السنتر بالورشة، يقول: «هنا بشتغل فى خراطة كل حاجة الجرار بيحتاجها، سواء مسامير ، لواكير، صاج، أو قطع غيار»، تعددت الأدوات التى يستخدمها «ماجد» فى عمله: «عندنا ماكينة الفريزة، ودى بتفتح الصاج للجرار، وفيه مكن تانى بيعمل المسامير بالحجم والشكل اللى الجرار محتاجه»، وتابع أن هناك 7 عمال يعملون معه من الثامنة صباحاً حتى الرابعة عصراً: «الشغل كله متقسم علينا، والفترة دى مضغوطين شوية عشان جرارات الـ«GE»، وأشار «ماجد» إلى كونه يعمل بالورشة منذ 35 عاماً: «عمرى كله قضيته هنا، وكل يوم باخد خبرة عن اليوم اللى قبله».
عند الخروج من قسم الخراطة، يأخذك ممر على يمينه ويساره مكونات الجرارات الحديدية، ينتهى بقسم آخر مخصص لعجل الجرارات، يقف داخله جمال محروس، يعمل بالورشة منذ حصوله على دبلوم صنايع عام 1986، رئيس قسم العجل بالورشة، يقول: «بنشتغل فى 4 أنواع من العجل، 2 عربيات بضاعة، و2 جرارات اللى هما الهنشل والجنرال إلكتريك، وبيختلفوا حسب التركيب والتصنيع»، وتابع: «بيشتغل معايا فى القسم 22 عامل، لأن الشغل هنا كتير، وطول الوقت عندنا جرارات محتاجة عمرة وصيانة عجل»، وأشار إلى أن لكل جزء من العجل ماكينة خاصة بتصنيعه، فهناك ماكينة تصنع الجزء الداخلى للعجل، وأخرى للإطار: «الوردية هنا من 8 ونص الصبح لحد الساعة 2 الضهر، لكن لو فيه ضغط شغل ممكن نمشى الساعة 8 بالليل».
«العيار».. هى وسيلة لنقل الجرار والمعدات الثقيلة داخل الورشة، إذ يحتوى كل قسم على عيار خاص به، ليحمل الجرارات من خلال خطافه الحديدى من مكان لآخر داخل الورشة، يعمل به محمود شرف منذ سنوات عدة تخطت الـ22 عاماً، ليساعد العمال والمهندسين فى نقل المعدات، لصعوبة حملها، يقول: «ليّا مكان معين فى العيار بقعد فيه، وأبدأ أتحكم فى شيل الجرارات والمعدات، وده كله من خلال استخدام الكهرباء فى الحركة، والعيار ليه مجرى فى السقف بيمشى عليه»، مهارة كبيرة تميز بها «محمود» فى استخدامه للعيار: «قلبى جمد وما بقتش أخاف أتصاب، لأن المكان خطر وأى حركة غلط هتحصل مشكلة».
أمام أحد جرارات الـ«GE» وقف محمد أشرف، مدير أمن الجرارات ومندوب شركة جنرال إلكتريك الأمريكية، يقول: «مسئول عن 4 عقود بين شركة جنرال وهيئة السكة الحديد، وبباشر الشغل فى الجرارات الجديدة والقديمة اللى هيعاد تأهيلها بعد خروجها سنين عن الخدمة»، يأتى «أشرف» يومياً إلى الورشة منذ الثامنة صباحاً حتى الخامسة مساء: «أنا هنا بتابع تنفيذ العمال المصريين للشغل اللى الشركة واضعة خطة تصليحه، يعنى الشركة العقل والعمال العضلات»، مضيفاً أنه يتابع عمل كل عامل يعمل بالجرارات، كى يمنع حدوث أى أخطاء: «جروب جى إى هنا فى ورشة التبين حوالى 13 مهندس، متوزعين على الجرارات»، كما أوضح «أشرف» أن هناك 10 جرارات جديدة من شركة جنرال، سيتم وصولها إلى الورشة وتخزينها فيها، حتى دخولها للخدمة: «الجرارات الجديدة هتتخزن هنا، لحد ما يتم توزيعها على الخطوط».
غرفة صغيرة استقرت بجوار البوابة الرئيسية، جلس داخلها أشرف عبدالفتاح، مدير أمن ورش التبين، يشتكى من عدم وجود كاميرات مراقبة داخل الورش، بالإضافة إلى قلة عدد أفراد الأمن الموجودين داخل الورش، إذ إنه هناك ١١ فرد أمن موزعين على ٤ ورديات، فيقول: «كل وردية بيكون فيها ٣ أفراد أمن، والمكان هنا كبير، حوالى ٩٥ فدان، وفيه حاجات كتير غالية جداً، ولو اتسرق منه حاجة مش هنحس بيها»، وأضاف «عبدالفتاح» أن أفراد الأمن الموجودين معه غير مسلحين، بل فى حين حدوث أى حالة سرقة يقوم باستدعاء أفراد شرطة من النقطة التى تبعد أمتاراً قليلة عن البوابة الرئيسية للورش: «اتعرضنا هنا لحالات سرقة كتير، وكانوا مسلحين، لأن حوالينا كلهم عرب، ومفيش عمار، إحنا نعتبر فى الصحراء»، وأنهى «عبدالفتاح» حديثه، قائلاً: «محتاجين كاميرات مراقبة عشان نقدر نراقب كل حركة بتحصل فى المكان».
مقشة وجردل ومنشفة، اعتاد رضا زكى، حملها منذ ٣٠ عاماً حين بدأ عمله كعامل نظافة داخل الورشة، يتجول بها طوال فترة عمله، التى تبدأ فى الثامنة صباحاً وتنتهى فى الرابعة عصراً، داخل أقسام الورشة، ليقوم بتنظيف الجرارات من الداخل والخارج، فيقول بملامح يكسوها الشيب: «بنضف الجرارات وبغسلها من جوه ومن بره، وكمان بنضف الورش مكان العمال اللى شغالين فيها».
مدير عام الورش: انتهينا من صيانة 3 جرارات وملتزمون بمواعيد التسليم "الشغل هنا من حديد"
داخل مكتب بالدور الثانى فى المبنى الإدارى داخل الورشة، جلس المهندس محمد السيد نعيم، مدير عام ورشة التبين وبولاق الدكرور، الذى شغل منصبه منذ قرابة العامين، بعد أن قضى 35 عاماً من عمره فى العمل بهيئة السكة الحديد، يقول: «ورشة التبين تعتبر أكبر الورش اللى بيتم فيها صيانة وعَمرة الجرارات، وفيها معدات كتير زى العيار وغيره، اللى بنستخدمه فى نقل الجرارات من مكان لمكان»، وأضاف لـ«الوطن» أنه يعمل فى جرارات الجنرال إلكتريك الأمريكية منذ دخولها الهيئة عام 2008، مما جعله يتقن العمل فيها: «الجرارات الأمريكية شغلها مختلف تماماً عن الجرارات الهنشل الألمانى سواء فى التشغيل أو الصيانة».
وأكد أن أكثر ضغط شغل حالياً يتم فى جرارات الـ«GE»، لأن شركة جنرال إلكتريك الأمريكية المصنعة للجرارات، وضعت خطة لتنفيذ إعادة تأهيل تلك الجرارات المقدرة بـ81 جراراً، والهيئة ملتزمة بمواعيد التسليم: «الشغل فى الهيئة دلوقتى متركز على الـ81 جرار اللى بنعمل لهم إعادة تأهيل، لأن الشركة عاملة مدة انتهاء صيانة كل جرار شهر أو شهر ونص بالكتير، وحالياً انتهينا من صيانة 3 جرارات».
4 سنوات فقط هى المدة التى عملت بها تلك الجرارات داخل الهيئة، ثم توقفت عام 2012 عن الخدمة حتى 2016 وذلك لعدم توفر قطع الغيار الخاصة بشركة جنرال إلكتريك الأمريكية، حتى تم إبرام التعاقد ودخل حيز التنفيذ عام 2018، وذلك بحسب «نعيم»: «لما تسلمنا الجرارات كانت شغالة كويس جداً، لكن المشكلة إن ماكانش فيه عقد صيانة وقطع غيار بين الشركة والهيئة، وبالتالى خرجت الجرارات من الخدمة، وده بعد مرور فترة الضمان وكانت 3 سنين».
مشكلة وحيدة كانت تواجه سائقى الهيئة فى التعامل مع جرارات الـ«GE»، لأنها تختلف عن جرارات الهنشل الألمانى والجرارات الكندية، إذ إنها لا تحتوى على باب منفصل لكابينة السائق، بل ينبغى أن يصل السائق إلى كرسيه عبر باب المحرك: «السائق بيضطر يدخل من جنب المكنة والمحرك عشان يوصل لمكان القيادة، وده عكس الجرار الهنشل، لأن ليه باب منفصل، والعيب ده الشركة عدلته فى الـ110 جرارات الجديدة».
وتابع: «عند خروج الجرارات عن الخدمة مكثت بالورشة لحين توفر إمكانية إعادة تأهيلها.. كنا بنستخدم منها الحاجات السليمة عشان نمشى جرارات تانية».
أما عن عقد الصيانة المبرم بين الشركة والهيئة، قال إن الشركة أتاحت عقد صيانة مدته 15 عاماً لـ81 جراراً الـ«GE» مقابل إعادة تأهيلها: «إعادة التأهيل بمعنى إننا نركب للجرارات كل قطع الغيار اللى ناقصة فيها وبعدين يتم الكشف عليها مرة تانية»، مراحل عدة يمر بها الجرار الواحد، يذكرها «نعيم» بقوله: «بيروح شركة إيرماس يطلى هناك، وبعدين بيروح ورشة الفرز فى القاهرة يتركب له صندوق صغير فى ضهر كرسى السواق عشان يوقف الجرار فى حالة إن السواق يزيد عن معدل سرعة الجرار المقررة، وده بيمنع حدوث مشاكل للجرار، وبعد كده بيرجع هنا مرة تانية عشان يشتغل من هنا».
وأشار إلى أن الـ81 جراراً جميعها جرارات بضائع وليست جرارات ركاب، ولكن الدفعة الجديدة ستكون فى خدمة الركاب: «الـ110 جرارات الجداد هيكونوا فى خدمة الركاب، وهيكونوا موجودين هنا فى الورشة».
لم تختلف الجرارات الجديدة عن الـ81 جراراً، غير فى الدهان والشكل الخارجى فقط: «الـ81 جرار فيها كل التكنولوجيا، ومفيش حاجة تانية حديثة تضاف فى الجرارات الجديدة»، وعبر عن الاختلاف الكبير بين جرارات الـ«GE» والهنشل الألمانى، قائلاً: «الهنشل جرار مافيهوش أى تكنولوجيا، عبارة عن مكنة ومحرك، آلات جر ودايرة كهرباء، لكن الـ«GE» فيه تكنولوجيا عالية وفيه هارد وير وسوفت وير وكارت زى كارت الشاحن، وفيه شاشة بتعرض كل المشاكل الموجودة فى الجرار».
وتابع أن مدة صيانة تلك الجرارات كانت صيانة دورية كل 3 شهور، ولكن حالياً تم خفضها لتكون كل 45 يوماً، لتحسين حالة الجرارات: «إعادة التأهيل مش بنغير فيها كل حاجة فى الجرار، بنزود الناقص، وبنغير التالف».
وأشار إلى أن الجرار الواحد تكلفته 499 ألف دولار فى مرحلة إعادة التأهيل: «قطع الغيار مكلفة، ولو حصل لها عَمرة هتكون التكلفة أكبر بكتير».
"نعيم": 200 عامل وفنى يعملون على الـ"GE" وتكلفة إعادة تأهيل الجرار الواحد 499 ألف دولار
500 عامل هم قوة العمل داخل الورشة، موزعين على الأقسام المختلفة للورشة، ومؤخراً خصص 200 عامل منهم للعمل فى جرارات الـ«GE»: «ملتزمين بمواعيد تسليم، والشغل هنا من حديد».
وأكد أن هناك 3 ورش تابعة للهيئة اثنتان منها لصيانة وعَمرة جرارات البضائع، والأخيرة لصيانة عربات الركاب: «فيه ورشتين بس اللى شغالين فى صيانة جرارات البضائع؛ ورشة التبين وبولاق الدكرور، لكن ورشة بولاق الدكرور صغيرة ومافيهاش إمكانية العَمرة زى هنا».
وأوضح عدم وجود أفراد أمن مسلحين داخل الورشة، لكنهم يعتمدون على النقطة التى وفرتها الهيئة بجوار الورشة: «أكتر المشاكل اللى بتواجه الورشة هنا هى قطع الغيار، وحاولنا نصنع قطع الغيار هنا فى مصر لكنها ماكانتش بجودة المنتج الأمريكى».
"عيادة الورشة".. خدمات طبية للحالات الطارئة
«فى حالة الإصابة اذهب فوراً إلى العيادة».. عبارة دونت على جدران أقسام الورشة المختلفة، تجذب انتباه كل من يمر أمامها، لكى تكون دليل العمال فى حين تعرضهم لإصابة ما.
غرفة صغيرة استقرت بالدور الأرضى داخل المبنى الرئيسى للورشة، الذى يبعد خطوات قليلة عن بوابة الورشة، وضعت لافتة أعلى بابها مكتوب عليها «العيادة»، احتوت داخلها على مكتبين و٤ كراسى، وبالطو أبيض، جلست داخلها شامة سالم، ممرضة العيادة، إذ عملت بمستشفى السكة الحديد بعد حصولها على دبلوم معهد التمريض، منذ أكثر من ٢٠ عاماً، ولكن قبل ١٠ أعوام تم استدعاؤها للعمل داخل عيادة الورشة.
جاءت فكرة إنشاء تلك العيادة التى تجهزت على أكمل وجه، كنموذج محاكاة للعيادات الخارجية، لكى تكون عون العامل عند إصابته، وتقدم له العلاج قدر المستطاع، فتقول «شامة»: «الورشة هنا كبيرة وفيها عمال ومعدات كتير، ووارد حد منهم يتصاب، وكمان مكان الورشة بعيد عن العمران، عشان كده الهيئة قررت تعمل عيادة هنا، حفاظاً على سلامة العمال».
"شامة": معظم الإصابات من "رايش الحديد" فبَعقَّم الجروح وأحط قطرة
أدوات عدة حرصت الهيئة على توفيرها داخل العيادة، منها جهاز قياس الضغط والسكر، وعربية غيار وخيط جراحة، بجانب الأدوية المسكنة، وقطرة العين، وتابعت «شامة» بقولها: «عندنا عربية إسعاف عشان تنقل العامل فى حالة تدهور حالته الصحية، وبتحوّله على أقرب مستشفى جنبنا وبعدين بيتحول على مستشفى السكة الحديد لو الحالة صعبة، ويتحجز فيها لحد ما يخلص علاجه وحالته تستقر»، أما عن أكثر الإصابات التى تتردد على العيادة منذ افتتاحها هى الإصابات الناتجة عن الرايش، بحسب «شامة»: «هنا العمال كلهم بيتعاملوا مع الحديد، وأوقات كتير بيدخل فى إيديهم أو عينيهم قطع حديد صغيرة جداً، فبطلّعها وأحط لهم قطرة، وأعقم لهم الجرح».
وتابعت «شامة»: هناك طبيبة تأتى إلى العيادة 5 أيام فى الأسبوع، ويومين فى مستشفى الهيئة: «أنا باكون موجودة كل يوم، وأحضر مع العمال فى الأوتوبيس الساعة ٨ الصبح، وباروَّح فى ميعاد خروجهم من الورشة»، وأضافت «شامة» أن طبيعة عملها داخل عيادة الورشة، لا يختلف كثيراً عن عملها بالمستشفى: «هنا باحِس إنى موجودة فى عيادة خارجية، كل حاجة متوفرة لى، والناس هنا مش بتسيبنى، وهنا كلنا عايشين جو العيلة».