إصابة 8 أشخاص بجروح جراء تفريق مظاهرة كبيرة في وسط عاصمة الجزائر

كتب: (أ.ف.ب)

إصابة 8 أشخاص بجروح جراء تفريق مظاهرة كبيرة في وسط عاصمة الجزائر

إصابة 8 أشخاص بجروح جراء تفريق مظاهرة كبيرة في وسط عاصمة الجزائر

لجأت الشرطة الجزائرية إلى العنف، بعد ظهر اليوم، لتفريق مظاهرة كبيرة في وسط العاصمة "الجزائر" احتجاجا على الانتخابات الرئاسية، ما أدى إلى وقوع جرحى، قبل أقل من 24 ساعة على اقتراع مرفوض على نطاق واسع في الشارع.

وهاجم أكثر من 200 عنصر من شرطة مكافحة الشغب مجهزين بالدروع والهراوات قرابة الساعة 04:40 مساءا بالتوقيت المحلي -05:40 مساءا بتوقيت القاهرة، نحو ألف متظاهر كانوا لا يزالون متجمعين أمام البريد المركزي، فيما حلقت طوافة فوق المكان.

وأدى هجوم الشرطة إلى حركة تدافع أصيب فيها ما لا يقل عن ثمانية أشخاص بجروح تم نقل خمسة منهم على حمالات أو بواسطة سيارات إسعاف، فيما اعتقلت الشرطة حوالى ثلاثين شخصا، وتم تفريق المتظاهرين، لكن بعدما غادر القسم الأكبر من عناصر الشرطة، عاد نحو 300 شاب مرددين شعارات معارضة للانتخابات، ما أدى إلى هجوم جديد للشرطة واعتقالات جديدة.

المحتجون يرددون: "لا عودة إلى الوراء، السلطة إلى الحجز"

كانت قوات الأمن سعت خلال النهار لإبعاد آلاف المحتجين لكنهم تمكنوا من اقتحام طوق فرضته الشرطة وتجمعوا أمام مبنى البريد المركزي في قلب العاصمة الجزائرية، موقع التجمع التقليدي للحراك.

وبعدما أرغم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة على الاستقالة في أبريل الماضي تحت ضغط الشارع بعد عقدين في الحكم، يطالب الحراك الذي انطلق في 22 فبراير الماضي بحلّ "النظام" السياسي بأكمله القائم منذ الاستقلال عام 1962، ويرفض الانتخابات معتبرا أنها مناورة من النظام ليحافظ على استمراره.

وردد المحتجون: "لا عودة إلى الوراء، السلطة إلى الحجز" و"سنعيد الحرية"، منددين خصوصاً برئيس أركان الجيش الجزائري أحمد قايد صالح الذي يمثل القيادة العسكرية التي تتولى عملياً إدارة البلاد منذ تنحي بوتفليقة، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".

وتجمع جزء من المتظاهرين بينهم نساء ورجال من مختلف الطبقات الاجتماعية والأعمار منذ الساعة 11:00 ظهرا بتوقيت الجزائر- 12:00 ظهرا بتوقيت القاهرة- تلبية لدعوة على مواقع التواصل الاجتماعي في ساحة "11 ديسمبر 1960" في حي بلوزداد (بلكور سابقاً) في العاصمة، وذلك تزامناً مع ذكرى انطلاق المظاهرات الحاشدة ضد السلطة الاستعمارية الفرنسية في ديسمبر 1960 من هذا الحي نفسه في العاصمة الجزائرية قبل أن تعم خلال أسبوع أنحاء الجزائر.

وتوجه آلاف المتظاهرين بعد ذلك إلى مبنى البريد المركزي الواقع على بعد اربعة كيلومترات من الساحة، حيث انضموا إلى العديد من المتظاهرين الآخرين بعدما نجحوا في تجاوز حواجز شرطة مكافحة الشغب. وسارت مريم"62 عاما" التي تقطن حي بلوزداد مع ابنتها وحفيدتها وهن يرفعن لافتات من الكرتون الأحمر عليها عبارة "ما كاش الفوت" (لا انتخابات)، تعبيرا عن رفض تنظيم الانتخابات الرئاسية الخميس لاختيار خلف لبوتفليقة.

وقالت مريم: "أسير لأقول لا للانتخابات. لا لنظام بوتفليقة بدون بوتفليقة"، فيما اعتبرت ابنتها فاطمة زهرة التي تعمل محاسبة "إنها فرصتنا الأخيرة قبل أن يفرض النظام نفسه بالقوة مع هذه الانتخابات"، وأكد المتظاهرون "غدا سيكون هناك مسيرة كبرى. لن يكون هناك اقتراع".

والتظاهر ممنوع في الجزائر منذ عام 2001، كما أن الشرطة لا تسمح منذ فبراير الماضي إلا بالمظاهرات الأسبوعية للحراك كل يوم جمعة، والمظاهرات الطالبية كل ثلاثاء، وتجري مظاهرات للمطالبة بإلغاء الانتخابات الرئاسية كذلك في قسنطينة ثاني أكبر مدن الجزائر، والبويرة في منطقة القبائل (على بعد حوالى 100 كلم شرق العاصمة)، بحسب ما ورد على مواقع التواصل.

وكان رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي أعلن في وقت سابق، أن العدد الإجمالي للناخبين المحتملين يزيد على 24 مليونا و474 ألف ناخب بينهم نحو 914 ألف ناخب يصوتون في الخارج.


مواضيع متعلقة