رئيس مكتب "الجزيرة" السابق بالقاهرة: هشام قنديل حذّرنى من "الدوحة" وقال إنها تريد تدمير مصر

كتب: سمر نبيه

رئيس مكتب "الجزيرة" السابق بالقاهرة: هشام قنديل حذّرنى من "الدوحة" وقال إنها تريد تدمير مصر

رئيس مكتب "الجزيرة" السابق بالقاهرة: هشام قنديل حذّرنى من "الدوحة" وقال إنها تريد تدمير مصر

قال محمد فهمى، رئيس مكتب الجزيرة باللغة الإنجليزية فى القاهرة سابقاً، إن قطر تدعم 60 منصة إعلامية للإخوان على مستوى العالم، فى حين أن تركيا تتجسس على الولايات المتحدة من خلال أئمة المساجد.

لدينا مستندات تثبت تورط تركيا فى دعم وتمويل "داعش"

وأكد «فهمى» فى حوار لـ«الوطن»، أن رئيس الوزراء الإخوانى هشام قنديل حذره من قطر حينما كان موجوداً فى السجن وقال له نصاً: «لا تثق فى القطريين ولا فى حمد بن جاسم لأنهم حاولوا تدمير الدولة»، مشيراً إلى أنه يمتلك منبراً صحفياً يعمل به صحفيون محترفون ويتم التحقق من كل ما يتم نشره حتى لا يكون عرضة للمقاضاة، وتابع: لدينا مستندات تثبت تورط تركيا فى دعم وتمويل «داعش»، ولندن وباريس وأمستردام والولايات «ملاذات» آمنة للجماعة الإرهابية، واكتشفنا اختراق قطر لـ1400 إيميل فى 4 قارات، محذراً من أن «أردوغان» فى منتهى الخطورة لأنه يدعم الإرهابيين ويخلق جماعات إرهابية ولديهم تسجيلات لمدير مخابراته يتحدث فيها عن إرساله 2000 شاحنة أسلحة للمتطرفين.. وإلى نص الحوار:

اكتشفنا اختراق قطر لـ1400 إيميل فى 4 قارات.. ولندن وباريس وأمستردام والولايات المتحدة ملاذات آمنة للجماعة الإرهابية

نشرت جريدة «تى آى جيه» التى ترأسها، تحقيقات وتقارير عن أشكال وجود الإخوان وداعش فى دول أوروبية، ما سبب هذا التوجه ومن يتبناه؟

- هذه الفكرة جاءتنى عندما رأيت كثيراً من التغطية الصحفية فى عدد من القنوات سواء cnn، أو ontv، أو cbc، تركز على أخبار ترامب والأخبار المجردة، فوجدت هناك نقصاً فى التغطية المعمقة عن أمور كثيرة موجودة فى المشهد، فنحن نسمع عن «داعش»، لكن كيف دخلت ومن يمولها ويدعمها، لقد كان هدفى الأساسى حصول القارئ على كل التفاصيل والمعلومات، لأن الصحفى التقليدى ينتهى من الموضوع سريعاً ليبدأ غيره، ولاحظت انتشار الأخبار الزائفة، بشكل مخيف، فالناس لم يعد لديها معلومات كافية، نعم هم يقرأون الأخبار لكن لا يعرفون خلفياتها، وما يتم خلف الكواليس، فقررت إعداد هذه المنصة، وهى ممولة من يسرى إسحاق، وهو شخص يعمل فى الإعلام، ولا يوجد أى تمويل من جهة أخرى، ومعظم الأعمال شغل حر بالتعاقد، وتتم مراجعة كل التقارير من محامٍ، ومحقق (facture) وهو ليس له علاقة بالمادة التحريرية، وإنما يتأكد من تواريخ ومعلومات معينة، ويراجعها المحامى، بحيث لا تكون عرضة للتقاضى.

أمتلك منبراً يضم صحفيين محترفين.. ونتحقق مما ننشره حتى لا نكون عرضة للمقاضاة

كيف يتم التحقق من المعلومات؟

- يقوم بها محترفون، وهذه مهنة واضحة فى الخارج، عبر شخص له وضع الآن فى الصحف الأجنبية، فمثلما هناك صحفى متخصص فى كتابة العناوين للمواد التحريرية المختلفة، هناك المحقق الذى يقوم بالتأكد من حقيقة المعلومات، والصحفيون الذين نتعامل معهم جميعهم حصلوا على جوائز عالمية، وجميعهم وافقوا أن يكونوا فى المجلس الاستشارى للجريدة، و6 من أعضاء هذا المجلس تم اختطافهم من جماعات إرهابية، أو حبسهم من قبل دولهم، فكثير منهم يعمل فى المنفى، أو تعرضوا لمحاولات من حكوماتهم لاغتيالهم، لاحترافيتهم ودأبهم فى عملهم، بسبب قمع حرية الصحافة فى العالم، فلم يعد هناك مكان محايد يعمل به، فقديماً كان يتم استهداف الصحفيين من الدول، الآن يتم استهدافهم من الدول والجماعات الإرهابية.

من يعمل فى هذه المهنة ويتخيل أن لها عائداً مادياً، فهو ليس صحفياً، معنا صحفيون كانوا فى سوريا وقت الاجتياح التركى، منهم صحفية أمريكية خطفت لمدة عامين، وذهبت لتركيا، وسجنتها تركيا عامين، ثم خرجت وعملت فى ألمانيا، والآن تذهب لسوريا فى مهمات وتعود مرة أخرى، وهناك صحفى كان مخطوفاً من جبهة النصرة، ويتواصلون مع خاطفيهم باللغة العربية حتى الآن، ويأتون بمصادر وفيديوهات ومعلومات حصرية، يدخلون الأماكن التى لا يستطيع أحد أن يدخلها بسهولة، فالتقارير التى تعد فى غاية الخطورة، وتكشف عن الكثير، ولدينا مؤتمر فى 10 يناير عن الإخوان المسلمين، ومحاولاتهم المستمرة للسيطرة على المناخ السياسى والاجتماعى فى فرنسا، ومن يدعمهم هناك سواء من قطر أو تركيا، واكتشفنا من خلال البحث أن قطر تلعب دوراً لم يحدث فى أى دولة أوروبية، داخل فرنسا، والمؤتمر سيكشف هذا الحراك.

وماذا عن انتهاكات تركيا فى المنطقة حسب رصدكم؟

- آخر مؤتمر عقدناه فى واشنطن، استضفنا أحمد يايلا، رئيس الشرطة التركية السابق، الذى تولى هذا المنصب وقتاً طويلاً، ففى عام 2014 كان مراقباً للطريق على الحدود بين سوريا وتركيا، وهو الطريق الذى عرف أنه طريق مرور الإرهابيين، ومر منه عشرات الآلاف من الإرهابيين بعلم المخابرات التركية وبتسهيل منهم، ولدينا مستندات على علاج الإرهابيين فى المستشفيات التركية، وداخل سوريا، ونعد أفلاماً وثائقية عن ذلك، فإحدى الصحفيات اللاتى يتعاملن معنا أمريكية وصورت فيلماً، وهى داخل سجن فى سوريا به 5 آلاف إرهابى، وهناك تسجيلات وهم يشرحون كيف أن الحكومة التركية علمتهم كيف يصنعون القنابل، ويذهبون لسوريا يزرعون هذه القنابل، ويفجرونها بالريموت كنترول، وسنستخدم هذا الفيلم ليس فقط للعرض فى المهرجانات، وإنما سنرسله للأمم المتحدة، والكونجرس، ورؤساء الدول، كى يشاهدوه، كدليل مادى على أن أردوغان هو من رفع داعش إلى مستوى عالمى بعدما كانت جماعة مثل الجماعات الأخرى، ظهرت فى العراق من قبل «البغدادى» الذى كان فى سجن بوكا بالبصرة.

"أردوغان" لا يدعم الإرهابيين فقط بل يخلق جماعات إرهاب.. ولدينا تسجيلات لمدير مخابراته عن إرسال 2000 شاحنة أسلحة للمتطرفين

أما موضوع «أردوغان» فهو فى منتهى الخطورة لأنه لا يدعم فقط الإرهابيين، لكنه يخلق جماعات إرهابية، ولدينا تسجيلات لمدير مخابراته وهو يؤكد أنه أرسل 2000 شاحنة بها أسلحة للإرهابيين، ولدينا مكالمات تليفونية بين قيادات تركية تتحدث مع رجل كان مطلوباً فى القاعدة، يمرر الإرهابيين، وينظم الطريق والأموال، وهو الأمر الذى يعد حلماً لأى شاب أو فتاة يعانى من الملل فى لندن، للذهاب إلى هناك، ولكن بمجرد وصولهم يتفاجأون، فرئيس الشرطة التركية السابق، يؤكد أن جميع المتفجرات التى تستخدمها داعش إما تم تصنيعها فى تركيا، أو تم تصنيعها بمكونات من تركيا، والإرهابيون لهم صور فى تركيا على البحر، وفى ياخوت، وهم يتمتعون كأشخاص طبيعيين، ولدينا مستندات تشمل طلباً من أحد قادة داعش من تركيا أنه يريد إجازة للاستجمام، حتى يستطيع أن يعود للعمل مرة أخرى.

محمد فهمى: قطر تدعم 60 منصة إعلامية إخوانية حول العالم.. وتركيا تتجسس على أمريكا بـ"الأئمة"

كيف ترى وجود الإخوان فى أوروبا والولايات المتحدة؟

- قطر تدعم أكثر من 60 منصة إعلامية للإخوان فى العالم كله، والإخوان فى غاية التنظيم والقوة ومكانهم الوحيد للانتشار دون أذى وملاحقات أمنية يكون فى لندن وباريس وأمستردام، وقد كتب محلل سياسى فى المخابرات العسكرية الهولندية تقريراً يؤكد أن الحكومة فى هولندا تدعم منصات إخوانية، دون فهم أو بفهم، وفضح بعض أشخاص فى هولندا يدعمون الإخوان، وفرنسا نفس الشىء، وفى الولايات المتحدة الأمريكية هم فى غاية التنظيم والقوة، لأن قطر وتركيا لديهما أعمال كبيرة فى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى وجود المساجد التى تدعمها تركيا فى أمريكا، فتركيا لديها منصة تعرف باسم «ديانات»، ويتم وضع جواسيس لتركيا فى شكل أئمة، أو مفكرين، وأمريكا تعرف أنها تمول ذلك، لكنها لا تعرف فى أى مجال.

ومن اللافت للانتباه أن ملاحقات الإخوان فى مصر والسعودية والإمارات، نجحت فى إضعافهم، وتغيير الرأى العام ورفع الوعى فى هذه الدول فقط وبعض الدول العربية الأخرى، لكن فى الولايات المتحدة ولندن وباريس، يعملون بكل حرية وتنظيم، وهناك دلائل لرشوة قطر الكثير من أعضاء البرلمان الأمريكى، ومنذ أيام استضافت إيران وفداً قطرياً ووفداً إخوانياً، وجلس الثلاثة ينسقون معاً، فإيران تدعم الإخوان بقوة لأنهم يعرفون أن هذا الكارت هو ما يؤذى أعداءهم.

هل تحاورت مع الإخوان خلال حبسك معهم؟

- كنت محبوساً فى عنبر الإرهاب مع جميع قيادات الإخوان، والزنزانة المجاورة كان بها المرشد، وكنا ندير حلقة نقاشية بصوت عالٍ، كنت أديرها من زنزانتى، وكان الجميع يشترك فيها، ويعقدون معى مقابلات.

ما أبرز ملاحظاتك من خلال حوارك معهم؟

- أبرز ملاحظاتى أن رئيس الوزراء الأسبق هشام قنديل قال لى: محمد لا تثق فى القطريين، ولا فى حمد بن جاسم أبداً، هؤلاء القطريون حاولوا فعلاً تدمير الدولة، وأنا لم أكن مقتنعاً بهم أبداً، وحذرنى منهم وطالبنى بالحذر منهم، فقد تعاملت معهم جميعاً وسلمت عليهم فرداً فرداً، وكانوا يبكون وأنا راحل، حينها كانوا يرتدون البدلة الحمراء، كانوا يتعاملون معى لأن الجميع فى داخل السجن يصبح ضد السجان، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية، فالسجن مأزق، والجميع يتحد فيه، وعندما عرفوا أننى أعد لكتاب، بدأوا جميعهم فى إخراج المعلومات لى حتى يذكرهم التاريخ، لأنهم جميعاً يعرفون أنهم لن يخرجوا مرة أخرى.

اختراقات قطر

لدينا بحث وتقرير كامل، عن محاولة قطر اختراق 1400 بريد إلكترونى لأشخاص مؤثرين فى العالم فى أربع قارات، بشكل مزيف، وكأن الاختراق قادم من بريطانيا أو روسيا، لكننا اكتشفنا خلال لحظات الاختراق ارتكاب خطأ من جانب المخترق، كشف طبيعتهم ومن هم، واكتشفنا عدة محاولات لهم، كانوا يقومون مثلاً بإرسال إيميلات الصحفيين، حيث يرسلون مواد مؤثرة وعناوين مؤثرة تجعل الصحفى يفتح اللينك بشكل تلقائى، على سبيل المثال إيميل بعناوين «معلومات مسربة من وزارة الخارجية السعودية»، وعند فتح الصحفى للإيميل يخترقونه ويستطيعون سرقة الإيميلات.


مواضيع متعلقة