البحيرة: حضر الإهمال وغابت الثقافة

البحيرة: حضر الإهمال وغابت الثقافة
- قصور الثقافة
- الثقافة
- بيوت الثقافة
- قصر ثقافة أبوالمطامير
- قصر ثقافة دمنهور
- قصور الثقافة
- الثقافة
- بيوت الثقافة
- قصر ثقافة أبوالمطامير
- قصر ثقافة دمنهور
فى الوقت الذى توجه فيه الدولة جهودها لدعم الثقافة والفن والأدب، من خلال تنشيط فعاليات قصور الثقافة، والاهتمام بأنشطة صالونات الأدب والشعر، إيماناً من المسئولين بأهمية دور الثقافة والفن فى مواجهة التطرف الفكرى، تظهر التحديات كحجر عثرة يعرقل مسيرة التنمية الثقافية، ومثل باقى المحافظات، تأثرت محافظة البحيرة بالمعوقات التى تتعرض لها قصور الثقافة.
وبينما أبدت وزارة الثقافة اهتماماً بدفع الحركة الثقافية فى المحافظة، بتجديد وافتتاح قصر ثقافة دمنهور، المقام على مساحة 1129 متراً مربعاً، وبتكلفة إجمالية بلغت 67 مليون جنيه، لتقديم الخدمة الثقافية والفنية لأهالى المحافظة، إلا أن المثقفين اعتبروا أن هذا الاهتمام يأتى تدعيماً لفكرة المركزية، على حساب باقى المراكز، التى أخرجت العديد من الفنانين والمبدعين والشعراء والأدباء.
وعلى مدار سنوات مضت، لعبت قصور الثقافة فى البحيرة دوراً مهماً فى مواجهة الإرهاب والتطرف الفكرى، حيث أنجبت العديد من رواد التنوير من الأدباء والفنانين، منهم الأديب توفيق الحكيم، والفنان الراحل محمود الجندى، والفنان محمود الحدينى، إضافة إلى عدد من كبار الشعراء، الذين أثْروا الحياة الثقافية والفنية والمسرحية لسنوات طويلة، إلا أن بيوت وقصور الثقافة فى البحيرة لم تسلم من الإهمال، وأصبحت تحت رحمة الدعم المالى، الذى يعرقل حركة التنمية الثقافية، بالإضافة إلى عدم جاهزية بيوت الثقافة وضيق مساحتها، ويكون معظمها داخل شقق سكنية قديمة، لا ترقى لإحياء ندوات ثقافية وأمسيات شعرية.
مثقفون: سوء توزيع الاعتمادات المالية يحرم المراكز الصغيرة من الأنشطة
وبعد سنوات من الإهمال، جاءت خطة تطوير قصر ثقافة دمنهور، كبرى مدن المحافظة، بتكلفة بلغت نحو 67 مليون جنيه، وهو مبلغ وصفه كثير من المثقفين من أبناء البحيرة بأنه «مبالغ فيه»، خاصةً أن هناك بعض بيوت الثقافة التى تحتاج إلى مبالغ مالية محدودة، تُقدر بعشرات الآلاف فقط من الجنيهات، لاستعادة نشاطها الثقافى لإثراء الحركة الفنية والأدبية.
وأعرب هشام عياد، شاعر وكاتب قصصى، عن استيائه لتجاهل بيوت الثقافة الصغيرة، وتحدث لـ«الوطن» قائلاً: «لا ننكر على وزارة الثقافة اهتمامها بقصور الثقافة وتوفير الدعم المادى لها، قدر المستطاع، ولكننا نستنكر عدم العدالة فى توزيع الدعم»، وتابع بقوله: «جميعنا يقدر مكانة مدينة دمنهور بين باقى المدن والمراكز بالمحافظة، باعتبارها العاصمة، ومحط اهتمام المسئولين والوزراء، ومقصدهم أثناء زياراتهم للمحافظة، ولكن هذا لا يفرض علينا توجيه كامل الدعم لقصر الثقافة الموجود بالمدينة، على حساب عشرات بيوت وقصور الثقافة الأخرى بالمحافظة».
واختتم حديثه بقوله: «أتنقل من مركز إلى آخر للمشاركة فى العديد من الندوات والفعاليات الثقافية، وأشاهد بيوت ثقافة داخل قرى لا ينبغى أن نطلق عليها هذا الاسم، فقد نال الإهمال منها بعدد السنوات التى مرت عليها، واشتكت جدرانها من حالة التردى التى أصابتها، ولا تحتاج سوى آلاف لا تتجاوز العشرات، لإعادة إحيائها مرة أخرى».
أما قصر ثقافة كفر الدوار، الذى يُعد أكبر القصور الثقافية بالمحافظة، من حيث المساحة والاستقلالية فى الموقع، فقد «أُُهدر دمه بفعل فاعل»، بحسب ما أكده أحمد جمال زيتون، مهندس من أبناء البحيرة، وقال لـ«الوطن» إنه تم إغلاق أبواب القصر أمام الفنانين والمبدعين، بدعوى الحفاظ على ما به من أثاث، فى الوقت الذى فتح فيه القصر أبوابه لإقامة الاحتفالات الدعائية والأنشطة الخاصة.
وتابع بقوله: «كنا نذهب ونحن صغار إلى قصر الثقافة بكفر الدوار، للاشتراك فى فريق كورال القصر، وتدربنا على أيدى أساتذة موسيقى محترفين، وكنا نشاهد إلى جوارنا العديد من الأنشطة، مثل الرسم والنحت والتمثيل والشعر، إلا أن الوضع الآن لم يعد مثل سابقه».
وفى مركز أبوالمطامير، أعلن الأهالى توقف أعمال إنشاء قصر الثقافة بالمدينة، عقب وفاة الفنان محمود الجندى، ابن المركز، حيث وهب الفنان الراحل من وقته وماله ما يكفى لإنشاء قصر ثقافة يليق باسمه الكبير، ولم يعد لقاصدى الفن والشعر والأدب سوى بيت الثقافة، الذى يقتصر نشاطه الحالى على بعض الفعاليات البسيطة. وفى مدينة رشيد، التى خرج منها العديد من الشعراء، أشهرهم على الجارم، ما زال بيت الثقافة يتحسس طريقه نحو النور، وقال بشير إكرامى، محامٍ من أبناء المدينة، إن «بيت ثقافة رشيد اسم على الورق فقط».