الإفتاء توضح حكم صيد الأسماك بالصعق الكهربائي

الإفتاء توضح حكم صيد الأسماك بالصعق الكهربائي
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا حول ما حكم صيد الأسماك بالصعق الكهربائي؟.
وأجابت الدار أن الأصل في صيد الأسماك هو الحِلُّ؛ لقوله تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ﴾ [المائدة: 96].ولصيد الأسماك أنواع وطرق؛ منها ما هو مشروع، ومنها غير المشروع، والواجب أن يكون الصيد بطريقة يُقِرُّها الشرع؛ فإنَّ حِلَّ السمك لا يبرر الحصول عليه بوسيلة غير مشروعة؛ لأنه لا يجوز التوصل إلى الحلال بالحرام، ولا أن يتوصل إلى نِعَمِ الله تعالى بمعاصيه.
وأضافت وقد نهى الله تعالى الإنسان أن يجعل التمتع برزقه سبيلًا إلى الإفساد في الأرض؛ فقال سبحانه: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ [البقرة: 60].
ومن طرق صيد الأسماك التي ظهرت في هذه الآونة: الصيد بالصعق الكهربائي، وهذه الطريقة في صيد الأسماك فيها من المضار الكثيرة، والآثار السيئة على الثروة السمكية والبيئة المائية في الحاضر والمستقبل؛ من تأثيرها على مخزون الأسماك وتناسلها، ومن قتل ما لا منفعة في قتله معها، ومن إحداث الاختلال في التوازن البيئي بالإفناء الجماعي لهذه الحيوانات المائية، بما يتنافى مع مقاصد الإسلام في الحفاظ على البيئة، وفي تقديم درء المفاسد على جلب المصالح، وفي تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، هذا بالإضافة إلى المخاطر المحتملة على البشر الموجودين في نطاق عملية الصيد، ولقد نهى الإسلام عن إيقاع الضرر بالنفس والإضرار بالغير؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ" رواه مالك والشافعي وأحمد وابن ماجه.
وأوضحت أن ما في هذه الطريقة من إيلام الأحياء المائية وتعذيبها يتنافى مع مقصود الشريعة الإسلامية في إحسان عملية القتل؛ فلقد اختارت الشريعة الإسلامية من طرق التذكية أسرعَها إماتةً، وأقلَّها إيلامًا، وأبعدَها عن التعذيب فيما يُذبَح من الحيوان، فلأن يعتبر ذلك فيما لا يُذبَح من باب أَوْلَى.وعليه: فعملية صيد الأسماك والأحياء المائية بطريقة الصعق الكهربائي حرامٌ شرعًا؛ سواء أكان التيار المستخدم قويًّا أم ضعيفًا.