مستقبل الأزمة القطرية بعد إقرار الدوحة بوجود محادثات مع الرياض

كتب: محمد حسن عامر

مستقبل الأزمة القطرية بعد إقرار الدوحة بوجود محادثات مع الرياض

مستقبل الأزمة القطرية بعد إقرار الدوحة بوجود محادثات مع الرياض

أقر وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، مساء أمس، رسميا، بما تناقلته وسائل إعلام أمريكية الأسبوع الماضي، بشأن إجراء مباحثات مع السعودية لحلحلة الأزمة مع بلاده المندلعة منذ نهاية مايو 2017.

وقال آل ثاني، إن محادثات جرت مع المملكة العربية السعودية في إطار حل الأزمة الخليجية، معربا عن أمله في نتائج إيجابية. مضيفا: "انتقلنا من طريق مسدود في الأزمة الخليجية إلى الحديث عن رؤية مستقبلية بشأن العلاقات، ولم يعد الحديث يدور عن المطالب الـ13 التعجيزية والمفاوضات تبتعد عن ذلك".

كانت وكالات أنباء عالمية أكدت، نوفمبر الماضي، التقارير التي تتحدث عن "الزيارة السرية"، التي وصفتها بأنها بمثابة مفاجأة للشعب الخليجي، المبشرة بحل قريب لأزمة قطر.

وقالت وكالة "رويترز"، نقلا عن مصدرين وقتها، إن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قام بزيارة غير معلنة إلى "الرياض"، وسط مؤشرات على قرب انحسار الخلاف بين دول الخليج العربي، ما يفتح المجال للحديث أكثر عن سيناريوهات الفترة المقبلة للأزمة القطرية.

سامح شكري: أسلوب قطر في استضافة المنظمات الإرهابية والتدخلات الإقليمية يعرقلان أي جهد للحل

وقبل تصريحات وزير الخارجية القطري، صرح وزير الخارجية سامح شكري، أمس، على أنباء اقتراب المصالحة مع قطر، وقال خلال كلمته بحوار "روما"، إن "أسلوب قطر في استضافة المنظمات الإرهابية والتدخلات الإقليمية يعرقلان أي جهد للحل"، مضيفا: "لم أر أي تغيير في سلوك قطر".

تزامنت تصريحات وزير الخارجية القطري مع تصريحات لوزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، الذي قال إن "تغير الموقف مع قطر مرهون بخطوات منها".

مدير "العربي للدراسات": تصريحات وزير الخارجية القطري تأتي تحت ضغوط أمريكية

في هذا السياق قال مدير المركز العربي للدراسات السياسية، الدكتور محمد صادق إسماعيل، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إن "التصريحات القطرية برأيي تأتي بسبب الضغوط الأمريكية على الدوحة، وأيضا ربما كانت هناك محادثات بين الرياض وواشنطن حول إيجاد حل للأزمة القطرية".

وأضاف "صادق": "السياسة الأمريكية في الوقت الحالي يبدو أنها تقوم على تهدئة الأزمات في الشرق الأوسط، مع إقبال الرئيس الأمريكي على خوض انتخابات الرئاسة للولاية الثانية، وبالتالي هو لا يريد أي إزعاج من أي مصدر سواء في الشرق الأوسط كسوريا وأزمة الخليج وغيرها".

محمد صادق إسماعيل: "الدوحة" قد تتفاوض مع السعودية بشكل منفرد.. و"الرياض" تتوسط مع باقي "الرباعي العربي"

وقال صادق: "هناك سيناريوهين لحل الأزمة، الوصول لاتفاق ثنائي بين السعودية وقطر لتهدئة الأزمة على أن تكون الرياض وسيطا بين الدوحة والدول الثلاثة الأخرى: مصر والإمارات والبحرين"، أما عن السيناريو الثاني للأزمة وفقا له، قال "إسماعيل": "ربما تكون هناك محادثات من جانب قطر مع وزراء خارجية الدول الأربع الأخرى، لكن إجمالا لا أرى أن ما يجري قد يؤدي لحل كامل لهذه الأزمة، الحل الكامل يقتضي تغيرات في نمط الحديث الملكي أو الأميري لدى السياسة الخاريجة القطرية وتغيير توجهاتها وهذا مستبعد في ظل النظام القطري الحالي".

وتابع: "ربما ستكون تهدئة لأجل التهدئة أو تهدئة على الورق، لكن تغيير في السياسات الخارجية القطرية وتغيير نمط الإعلام القطري خصوصا قناة الجزيرة، أعتقد أن هذا لن يحدث وهذه السياسات القطرية لن تتغير إلا مع تغير النظام".

ويرى مدير "العربي للدراسات"، أن "الضغوطات لن تغير السياسة الخارجية القطرية لكن ثمارها ستكون بإحداث ربما نوع من التقارب من حيث الشكل فقط".

تفاؤل كويتي بقرب اقتراب الأزمة قبيل "قمة الرياض" الخليجية

وجدد نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله، تفاؤل الكويت بعقد القمة الخليجية الأسبوع المقبل في "الرياض"، معتبرا أن هذه القمة تعد مؤشرا إيجابيا إلى قرب انتهاء الأزمة الخليجية التي عصفت بدول المنطقة.

وكانت دول الرباعي العربي: مصر والسعودية والإمارات والبحرين، قدمت عبر الوسيط الكويتي قائمة من 13 مطلبا على "الدوحة" تنفيذها إذا ما أرادت عودة العلاقات مع الدول الأربع إلى مسارها الطبيعي، وعلى رأس تلك المطالب وقف دعم وتمويل الإرهاب وتقليص العلاقات مع إيران وإغلاق قناة "الجزيرة" القطرية أو تغيير سياساتها الإعلامية والكف عن التدخل في شئون الدول.

سفير مصر الأسبق لدى قطر: لن يكون هناك حل للأزمة في الوقت الراهن و"الدوحة" لم تلبي مطالب "الرباعي العربي"

رغم تلك التصريحات يرى السفير محمد منيسي سفير مصر الأسبق في قطر، أنه لن يكون هناك حل للأزمة القطرية في الوقت الراهن، وقال في اتصال هاتفي لـ"الوطن": "ليس هناك أي تغيير من جانب قطر وسياساتها، وليس هناك أي تغيير لديها يلبي المطالب الـ 13 التي تقدمت بها دول الرباعي العربي: مصر والسعودية والإمارات والبحرين".

وقال "منيسي": "هذه التصريحات القطرية محاولة لتلطيف الأجواء في ظل تأثر الدوحة بالمقاطعة، خاصة مسألة إغلاق المجال الجوي من وإلى الدوحة من قبل المملكة العربية السعودية، فتصريحات وزير الخارجية القطرية ليست أول مرة تقال".


مواضيع متعلقة