"الصين" تعرض الوساطة في الأزمة القطرية.. أي دور يمكن أن تلعبه "بكين"؟

كتب: محمد حسن عامر

"الصين" تعرض الوساطة في الأزمة القطرية.. أي دور يمكن أن تلعبه "بكين"؟

"الصين" تعرض الوساطة في الأزمة القطرية.. أي دور يمكن أن تلعبه "بكين"؟

دعا الرئيس الصيني شي جين بينج، أمس، إلى العودة إلى "الوحدة والوفاق" خلال استقباله أمير قطر تميم بن حمد في "بكين" بخصوص الأزمة القطرية مع دول مصر والسعودية والإمارات والبحرين.

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية والتجارية وروابط النقل والمواصلات مع قطر في يونيو 2017، وتتهم الدول الأربع قطر بدعم الإرهاب والتقارب مع إيران الخصم الإقليمي للسعودية.

وفي وقت قادت فيه الكويت وساطة لم يكتب لها النجاح، وقدمت الولايات المتحدة بعض التحركات لم تأتِ بجديد في مسار حل الأزمة، يثار التساؤل حول أي دور يمكن أن تلعبه الصين في الأزمة؟

"تستطيع أن تلعب دورا كبيرا بلا شك"، هكذا علق طارق البرديسي الخبير في العلاقات الدولية، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، على العرض الصيني بما تملكه من علاقات جيدة مع مختلف الأطراف.

وقال البرديسي: "الصين تمتلك علاقات استراتيجية وعلاقات ممتازة مع مصر، ولديها تقارب مع المملكة العربية السعودية، وأيضا لديها علاقات جيدة مع الدولة القطرية، وبما تملكه الصين من ثقل اقتصادي دولي تستطيع ترجمة ذلك في عالم السياسة إلى وساطة".

وأضاف خبير العلاقات الدولية: "ما يعزز فرص الصين للقيام بهذا الدور أن بكين صفحتها بيضاء، عكس الولايات المتحدة الأمريكية المعروفة بتاريخها الأسود وتدخلاتها في المنطقة، وتحركاتها من أجل مصلحتها فقط، لكن الصين تقوم سياساتها الخارجية على مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى".

وتابع "البرديسي": "بالتالي هذا يعطي الصين دورا نزيها ومصداقية بأن تلعب دورا في تقريب وجهات النظر، ومن ثم تم تقدم نفسها كقوة سياسية صاعدة أيضا لتتكافئ قوتها الاسياسية مع قوتها الاقتصادية المعروفة".

وحول مسألة التنافس مع الولايات المتحدة في هذه القضية، قال "البرديسي": "الصين حين تتدخل في هذه القضية فهي تعرض قوتها ومصداقيتها في القيام بدور، في المقابل فإن الولايات المتحدة في الحقيقة لا تريد حل الأزمة".

وأضاف: "واشنطن مستفيدة من الخلاف بين الرباعي العربي والدولة القطرية، هناك تقسيم للأدوار داخل الإدارة الأمريكية، من ناحية يبيعون سلاح لكل الأطراف وشركات أمريكية تعمل، فهو مستفيد من استمرار الخلافات".

وتوقع البرديسي، أن تعمل "واشنطن" على عرقلة الجهود الصينية في حل الأزمة، نظرا لاستفادة الولايات المتحدة من استمرارية الأزمة، ولمنع الصين من تسويق نفسها كقوة سياسية من خلال هذه القضية.

يذكر أن الدول الأربع قدمت نحو 13 مطلبا إلى "الدوحة" أبرزهم وقف دعم وتمويل الإرهاب وتقليص العلاقات مع إيران، إلا أن قطر رفضت الاستجابة لتلك المطالب، معتبرة أنها مساس بالسيادة.

من جهته قال الكاتب الصحفي الكويتي فؤاد الهاشم، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إن "الصين أو غيرها من الدول التي تريد أن يكون لها دور في هذه الأزمة، عليها إقناع النظام القطري بالتوقف عن دعم وتمويل الإرهاب والتوقف عن التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية".

وأضاف الهاشم: "أي اقتراحات غير ذلك لن تحل الأزمة، وستبقى قطر في عزلتها ومقاطعة من الرباعي العربي".


مواضيع متعلقة