بريد الوطن.. بين الحزن والاكتئاب
بريد الوطن.. بين الحزن والاكتئاب
فى الكثير من الأحيان نجد مصطلح «اكتئاب» يوضع فى غير محله، فإن أخفق شخص فى عمل ما أو شعر بمزاج سيئ يظن بذلك أنه قد أصيب بالاكتئاب، وتلك الثقافة مغلوطة تماماً.
هناك فهم مغلوط يخلط بين الاكتئاب ومشاعر الحزن والضيق، فجميعنا نَمُر بحالات مختلفة من الحزن وأحياناً نصاب باليأس فى حين أن الاكتئاب يعد مرضاً عضوياً فى المخ ينتج عن نقص فى المواد الكيميائية والنواقل العصبية ونخص بذلك السيروتونين، ويعكس ذلك تأثيراً سلبياً على أعضاء الجسم كالقلب والجهاز المناعى والأوعية الدموية، وكذلك تظهر آلام فى الصدر والتنفس فمعظم مرضى الاكتئاب شكواهم نفسية وجسدية، أما الحزن فيسمى «سلوك عرضى» لأنه وإن أحدث تأثيراً كيميائياً فى المخ سريعاً ما يختفى حتى وإن كان التحسن بطيئاً، فلا يمكن أن نطلق على ذلك اكتئاباً، لأن مريض الاكتئاب لن يسعد بأى شىء مهما فعلنا له، لأنه شخص يفقد القدرة على التفاعل مع العالم فهو يحتاج بذلك إلى تأهيل نفسى عن طريق جلسات العلاج السلوكى المعرفى أو العلاج الدوائى، وغالباً ما يحتاج إلى كليهما معاً.
وأخيراً أنصحكم بعدم الانجراف وراء الشائعات المغلوطة بأن معظمنا يعانى من الاكتئاب وإن شككت فى ذلك الأمر فعليك باللجوء إلى شخص متخصص لكى يشخص حالتك بطريقة صحيحة.
د. ريمون ميشيل - استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com
