هواية تحولت لعمل خيري.. أميمة وإيمان يصنعان طواقي صوف لمرضى 57357

كتب: سارة فرنسيس

هواية تحولت لعمل خيري.. أميمة وإيمان يصنعان طواقي صوف لمرضى 57357

هواية تحولت لعمل خيري.. أميمة وإيمان يصنعان طواقي صوف لمرضى 57357

مرض خبيث أصاب خلايا أجسادهم الصغيرة فحرمهم رفاهيات اللهو مع أقرانهم والتمتع بطفولة طبيعية كما حرمهم نعمة الدفء الطبيعي لرؤوسهم لسقوط شعرهم، هكذا رأتا الصديقتان أميمة وإيمان، بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، مصابي السرطان من الأطفال بمستشفى 57357، فقررتا استغلال هوايتهما المفضلة بنسج خيوط الـ"كروشيه" لعمل "آيس كاب" أو طواقي صغيرة لا يتجاوز عددها العشرين، حسب مقدرة كل منهما فيمكنهما التخفيف من ألم هؤلاء الأطفال وحمايتهم من برد الشتاء.

 

بمنشور قصير على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وصفت الدكتورة أميمة خضر فكرتها وصديقتها، قبل عام، لتفاجأ بتفاعل كبير من أصدقائها في محافظة الشرقية، فبينهم من أراد مضاعفة بهجة الأطفال فوعد في التعليقات، بعمل المزيد من الطواقي لمشاركة الصديقتين الثواب، ومنهم من أراد أن يتبرع بـ"شغل الكروشيه"؛ ليعوق غياب الخيوط تنفيذ الفكرة على نطاق أوسع، حتى تطوع مالك أحد محال الخيوط بمركز فاقوس بالتبرع بالخيوط المطلوبة لغير القادرين على شرائها من المتبرعات بعمل طواقي الأطفال.

أميمة: 57357 قالولنا اعتبروهم عيالكم واختارولهم الخامات اللي ترضوها لولادكم

"بدأنا التنفيذ بالتواصل مع المستشفى للسؤال عن أنواع الخيوط المناسبة"، هكذا وصفت "أميمة"، في حديثها لـ"الوطن"، بداية تنفيذ الفكرة نظرا لدرايتها بأن بعض أنواع الخيوط قد تسبب الحساسية أو تكون غير مناسبة للتلامس بشكل مباشر مع رؤوس الأطفال المصابين، فجاءهم رد المستشفى بعبارات "اعتبروهم عيالكم واختارولهم الخامات اللي ترضوا ولادكم يستخدموها"، فبدأت الصديقتان بمساعدة محل الخيوط المتطوع يختارون الخيوط، ما بين شراء بعضها وتبرع المحل بالبعض الآخر.

لمعة العيون الصغيرة، التي رأتها "أميمة" في عيون أطفال المستشفى عند تسليم "آيس كاب" لكل طفل كما رأتها في عيون أبنائها الذين لا يتجاوز عمر أكبرهم 5 سنوات، جعلتها وصديقتها يتفقان على تكرار التجربة ونشرها على نطاق أوسع العام المقبل، فإلى جانب غرضهما الأول بتعليم أبنائهم "التذكية عن صحتهم" شعرتا أنه من الواجب مشاركة الدفء مع المحتاجين إليه.

تحت الأمطار الغزيرة التي شهدتها عدد من المحافظات الشهر الماضي، تذكرت "أميمة" و"إيمان" أصدقاء صغار غادروهم قبل عام مع دعوات الشفاء وعهد اللقاء، فبدأتا في نشر الفكرة من جديد لتكرارها وتوسيع نطاق التوزيع.

أيمن: كل "آيس كاب" معمول بحب

أيمن محمد مدير المحل المتبرع ببعض الخيوط المستخدمة يروي، لـ"الوطن"، أن المحل أصبح منفذ لمد المتبرعات بالخيوط ومقر لتجميع الطواقي الملونة بعد الانتهاء من عملها، فيما يصفها "كل آيس كاب معمول بحب لكل طفل".

عدد المتبرعين تضاعف هذا العام، حيث وصل إلى 50 متبرعا حتى خرج من نطاق محافظة الشرقية؛ ليشمل محافظات أخرى مثل القاهرة، فقررا تقسيم العمل على دفعتين تذهب الأولى إلى مستشفى 57357 بينما تستهدف الأخرى أطفال الملاجئ ممن هم في احتياج لمساهمة في تدفئتهم في هذا البرد القارص.

"فكرة إننا منعرفش الأطفال ولا هما يعرفونا بتأكد إن الخير دة خالي من أي مظاهر"، هكذا وصف أيمن النية الحسنة التي تجمع المشاركين في العمل الخير على اختلاف خلفياتهم.


مواضيع متعلقة