أستاذ أمراض الكبد: مصر شبه خالية من فيروس "سي" بفضل "100 مليون صحة"

أستاذ أمراض الكبد: مصر شبه خالية من فيروس "سي" بفضل "100 مليون صحة"
- جمال شيحة
- أمراض الكبد
- جامعة المنصورة
- فيروس سي
- 100 مليون صحة
- جمال شيحة
- أمراض الكبد
- جامعة المنصورة
- فيروس سي
- 100 مليون صحة
أكد الدكتور جمال شيحة، أستاذ أمراض الكبد بجامعة المنصورة وعضو مجلس النواب، أن «البحث العلمى التطبيقى القادر على تحويل مخرجاته إلى منتج اقتصادى من شأنه أن ينقل مصر إلى مصاف الدول العظمى اقتصادياً فى خلال سنوات قليلة»، مؤكداً أن الانطلاقة الأولى بإقرار قانون «حوافز الابتكار».
وعبر «شيحة»، فى حوار لـ«الوطن»، عن سعادته بالجائزة الدولية «المعلم الأعظم» التى حصل عليها مؤخراً من الاتحاد الآسيوى لأمراض الكبد، لافتاً إلى أن مصر أول دولة تحقق حلم القضاء على فيروس «سى»، وأصبحت بعد الحملة القومية «100 مليون صحة» شبه خالية من الوباء.. وإلى نص الحوار:
د. جمال شيحة: أعتز بجائزة "المعلم الأعظم" كونها اعترافاً بقيمة مصر العلمية والبحثية
حدثنا عن حصولك على جائزة «المعلم الأعظم»؟
- تكريم علمى دولى كبير جداً أعتز به، وهى تقدير للمجهود المبذول فى السنوات الماضية، فهى اعتراف بنشاطنا العلمى والبحثى، وقيمتها فى الاتحاد الآسيوى لأمراض الكبد، الذى يضم كل أساتذة الكبد فى آسيا وأستراليا، وهى جمعية علمية من آلاف الأطباء تحت اسم «الجمعية الآسيوية والمحيط الهادى لدراسة أمراض الكبد»، وتمنح 3 جوائز سنوياً، منها هذه الجائزة التى تمنح لأستاذ كبير صاحب مدرسة علمية، ودرب عدداً كبيراً من التلاميذ، داخل وخارج بلده، وله عدد من الأبحاث المنشورة فى المجلات العلمية، وعادة عدد المتقدمين يكون قليلاً بسبب صعوبة شروطها، وفوجئت أنهم اختارونى لأن هناك متقدمين للجائزة من اليابان والهند وأستراليا وكوريا الجنوبية، والجائزة عبارة عن ميدالية ذهبية ومبلغ مالى كبير، ومحاضرة تذكارية أختار موضوعها، ومن المقرر أن أتسلم الجائزة فى مارس 2020.
ما أهمية انضمام مصر إلى مثل هذه الجمعية؟
- انضمام مصر للاتحاد له أبعاد سياسية وثقافية، وأفتخر بأنى أدخلت مصر فى الاتحاد منذ 18 سنة، ووقتها تقدمت بطلب عضوية باسم مصر، وتم عرضه فى الجمعية العمومية، واعترض مندوب باكستان، قائلاً: «مصر أكبر بلد فى أفريقيا»، وطلبت الكلمة وقلت فيها إننا لو رجعنا إلى الجغرافيا سنجد أن ثلث مساحة مصر (سيناء) تقع فى آسيا، فنحن بلد أفروآسيوى، فأحرج واعتذر لأنه لم يكن يعرف، ومن المهم جداً تبادل الخبرات، ومن المهم أيضاً أن يعرفونا، خاصة أن الجمعيات الآسيوية فى «الطب» قوية جداً، وخلال هذه الفترة أنا نظمت 3 مؤتمرات علمية للاتحاد فى القاهرة 2008، 2012، 2016، مخصصة لتليف الكبد، وأرسلت 8 أطباء فى منح دراسية تعلموا مجانا فى اليابان والهند، ما قبل الدكتوراه وبعدها.
ما تقييمك لتجربة حملة الرئيس السيسى لعلاج فيروس سى «100 مليون صحة»؟
- حلم وتحقق، بل هو فوق الخيال، وأبعد من الأحلام، فهذا المرض مصاب به 71 مليون مريض بالعالم، حتى أمريكا بها 3 ملايين مصاب، فالمرض فى مصر كان وباء، وكان لدينا من 5 - 6 ملايين مصاب، ومنظمة الصحة العالمية وضعت هدفاً للدول أن تقضى على الوباء فى 2030، ومصر الآن أول بلد فى العالم استطاع القضاء على الفيروس بالحملة، ومصر قضت على الجزء الأساسى من المرض، فى وقت قياسى بعلاج ملايين المصابين، لأنهم نواة العدوى، والعام المقبل فى الغالب لن يكون هناك أى مصاب، بينما نيويورك ستصل لهذه النتيجة فى 2043.
ما سر نجاح الحملة فى رأيك؟
- كلمة السر فى إعطاء الملف للمتخصصين باللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، وأيضاً التزام الدولة، حيث وضعت كل إمكانياتها فى موضوع معين، والذى تحول إلى التزام رئاسى الذى حوّل الموضوع إلى هذا الشكل الذى رأيناه، وهو عامل مهم فى إنجاح الحملة فى وقت قياسى.
جمعية الكبد التى تترأسها فى المنصورة.. ما الذى تركز عليه فى الفترة الحالية؟
- أمراض الكبد ليست فيروس «سى» فقط، لكنه كان أخطرها، ونعمل على علاج فيروس «بى»، وتليف الكبد، والاستسقاء وأمراض الكبد، وستبقى هذه الأمراض لعشرات السنين.
هل وصل أى منها إلى درجة الوباء فى مصر؟
- لا، لكن فيروس «بى»، مئات الآلاف من المصريين مصابون به، على الأقل من 500 - 800 ألف وهو لا يُعرف إلا بالتحليل، ولكن من حسن الحظ أن له تطعيماً إجبارياً فى الأطفال، من أوائل التسعينات، ولذلك عدد المصابين أقل، ويتم تطعيم كل المعالجين بفيروس سى ضده أيضاً، كما أن هناك تطعيماً للكبار متاحاً بسعر زهيد، لدى أطباء الأطفال ومعهد المصل واللقاح، ويفضل أن يطعم الجميع ضده لأن العدوى سهلة.
كيف يتم تقدير جهودكم فى مجال الصحة على المستوى الدولى؟
- الجمعية تفتخر بأنها تعمل فى علاج وتوعية المواطنين منذ 1997، وعملنا فى علاج «فيروس سى» منذ ذلك الوقت، وجهزنا مشروع قرى خالية من «فيروس سى»، وعملنا نموذجاً وهو الذهاب إلى قرية لفحصها بالكامل وعلاج المصابين فيها، والجمعية كانت تنتقل للقرى بعدما لاحظنا تقاعس المواطنين عن الذهاب للمراكز الكبرى، وكان أهل الريف، خصوصاً السيدات، يجدون صعوبة فى الانتقال، وذهبنا إلى أول قرية ونجحت التجربة، وكررناها إلى أن تجاوز العدد أكثر من 100 قرية بالدلتا فى الفترة من 2014 إلى 2018، ووقفنا العمل عندما بدأت حملة علاج «سى»، وتجربة الحملة القومية ومشروعنا الأهلى كلاهما أحدث صدى عالمياً تسعى الدول لتطبيقه، ومشروع الجمعية تم نشره فى أكبر المجلات العلمية وهى مجلة (ذا لانسيت) ومجلة الكبد الأوروبية، وحصل على تقدير عالمى متميز باعتباره أحد الابتكارات، والتقيت مستشارة وزيرة الصحة الباكستانية وقالت إنها ستتواصل رسمياً مع الدولة لطلب تفاصيل المشروع لتطبيقه.
وماذا أضافت لك تجربة عضوية البرلمان؟
- استفدت كثيراً وأصبحت على قرب من مؤسسة أساسية فى الدولة، وعلى احتكاك مباشر مع الحكومة وأصبحت عندى نظرة أكثر وضوحاً للوضع الذى نعيشه، وتوليت رئاسة لجنة التعليم بالبرلمان لمدة 3 سنوات، وأنجزنا عدة قوانين مهمة منها قانون هيئة الفضاء، وكان معطلاً منذ 60 سنة، وبموجبه أصبح لدينا قمر صناعى، كما أقرت اللجنة قانون الجامعات التكنولوجية، وكذلك قانون المستشفيات الجامعية.
البحث العلمى التطبيقى مفتاح تحويل مصر إلى دولة عظمى فى 10 سنوات.. و"حوافز الابتكار" أهم قانون صدر فى الـ100 عام الماضية
وما أهم قانون فى رأيك؟
- قانون «حوافز الابتكار» وهو أهم قانون صدر من مجلس النواب فى الـ100 سنة الماضية، وأدعو وزير التعليم العالى ورؤساء الجامعات إلى تفعيله، لأنه يسمح للجامعات والمركز البحثية أن ينشئوا أو يشاركوا فى شركات فى الداخل والخارج، بدون أى قيود، لاستثمار نواتج البحث العلمى، وتحويلها إلى منتج اقتصادى، بعد أن كان محظوراً على الجامعات المشاركة فى أعمال اقتصادية قبل هذا القانون، وهذا القانون قادر على تحويل مصر إلى دولة اقتصادية عظمى فى وقت قصير، ومنتج واحد، بحسن الإدارة، قادر على إدخال مليارات من الدولارات، لأن البحث العلمى التطبيقى الذى يتحول إلى منتج اقتصادى هو مفتاح تحويل مصر إلى دولة عظمى فى أقل من 10 سنوات.