لها من اسمها نصيب .."ميت الكرماء" تجمع قيمة سيارة احترقت بشابين في 35 ساعة

لها من اسمها نصيب .."ميت الكرماء" تجمع قيمة سيارة احترقت بشابين في 35 ساعة
- ميت الكرماء
- الدقهلية
- طلخا
- تبرعات
- احتراق سيارة
- شرم الشيخ
- إيطاليا
- ميت الكرماء
- الدقهلية
- طلخا
- تبرعات
- احتراق سيارة
- شرم الشيخ
- إيطاليا
أهل ميت الكرماء جعل الله لهم من اسمهم نصيبا، فما أن اشتعلت سيارة قيمتها أكثر من 200 ألف جنيه، كان يستأجرها شابين من أهل قريتهم وتوفوا بداخلها، حتى أعلنوا عن حملة للتبرعات لجمع قيمة السيارة، وخلال 35 ساعة فقط جمعوا المبلغ وأكثر.
وفتح أهالي قرية ميت الكرماء مركز طلخا بمحافظة الدقهلية، باب التبرعات يوم الأحد الماضي وأغلقوه يوم الثلاثاء بعد أن جمعوا ما يقرب من 329 ألف جنيه.
بدأت الواقعة حين سافر الشابين "حاتم حمدي" و"عمر عبد العزيز" إلى شرم الشيخ بعد استئجار سيارة للحصول على شهادات خبرة من الفندق الذي كانا يعملان به، للالتحاق بعمل آخر، إلا أنهم وفي طريق عودتهما اشتعلت بهما السيارة وتوفوا بداخلها، وهو ما تسبب في حزن شديد بين أهالي القرية، وقبل الجنازة وقف الشاب خالد الهادي، ومعه عدد من الشباب وأطلقوا حملة للتبرعات لسداد قيمة السيارة لأصحابها لأنها ستظل في أعناق المتوفين.
بدأ الأهالي في جمع المبلغ المطلوب بعد أن شكلوا لجنة وفوضوا خالد الهادي بجمع المبلغ وهم كلا من "الشيخ متولي صبحي، والشيخ محمد محمود، والشيخ يوسف وفا، والشيخ محمد العوامي، الشيخ عادل عكاشة، الحاج سعد أبو علي، وصبري الجيوشي".
ولم تتوقف شهامة أهالي قرية "ميت الكرماء" داخل نطاقها فقط بل امتد لأبنائها في الخارج، هذا ما أكده الشاب خالد الهادي قائلا: "وجدنا تكاتف من بره وجوه، وتبرعات من داخل القرية ومن شباب القرية الذين يعملون في إيطاليا"، متابعا أن السيارة اشترها 3 شركاء لتأجيرها، وما يزال عليها أقساط.
وأضاف الهادي "السيارة دين في رقبة الشابين المتوفين، وعندما سألنا وجدنا أن قيمة السيارة المحترقة تزيد عن 200 ألف جنيه، وفوضني الأهالي في جمع التبرعات، وجمعنا خلال 35 ساعة فقط مبلغ 329 ألف و 650 جنيه، وشاهدت مواقف لم أراها في حياتي من البذل والعطاء، من سيدات كانوا يأتون للتبرع وأطفال ورجال".
وأوضح الهادي "سنسدد قيمة السيارة وفقا لما تحدده شركة التأمين، ثم نكمل قيمتها لأصحابها، في حضور المحامين من الطرفين، والمبلغ المتبقي معنا، سنستشير أهالي القرية في توزيعه على أسرتي الشابين، أو أن إهدائهما عمرة، أو أن نوجه المبلغ المتبقي أحد أبواب الخير في القرية".
أحد أهالي: جمعنا 5077 جنيه في دقيقة
"قيمة السيارة دين في رقبة الميت حتى يسدد" هكذا أكد محمد محمود، أحد أهالي، وقال أن الشابين أجروا السيارة من مكتب تأجير، وهي أمانة لديهم، ولما احترقت أصبح هذا دين على الميت، وأهل الموفين لن يقدروا على السداد، وبمجرد وقوفنا في المسجد، أكدنا أن قيمة السيارة دين رقبتهم في القبر، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يصلي على أحد وعليه دين، وخلال دقيقة قبل الجنازة جمعنا مبلغ 5077 جنيه، فقررنا أن ندفن ثم نكمل التبرعات، ورجال قريتنا رجالة، وكان فيه ناس تتبرع بجنية واحد، وهذا ليس عيب بل أنه عند الله كثير.
وأضاف أن أصحاب السيارة اشتروها بالقسط، ورغم حاجتهم ، أكدوا أنهم سيساهمون أيضا في شراء سيارة ولو موديل أقل، رغم ظروفهم .
يذكر أن قرية "ميت الكرماء" كانت اسمها "ميت الغرقا"، إلا أنه بعد حرب عام 1967 انتقل إلى القرية عدد من أهالي مدن بورسعيد والسويس والإسماعيلية، والذين جرى تهجيرهم وأقاموا بين أهلها، وقد طلبوا من الحكومة إطلاق اسم "ميت الكرماء " على القرية تقديراً منهم لأهلها وإكرامهم الضيف، كما أنها القرية التي أخفت عبد الله النديم، خطيب الثورة العرابية لمدة 9 أعوام عندما مطلوبا للمحاكمة لدوره الكبير في مناهضة الاحتلال البريطاني لمصر.