مخرج "مصر من السما": الصورة من أعلى تُظهر مواطن الجمال.. والأجيال الجديدة ليست مُطلعة على تاريخ بلدها عكس الغرب

كتب: أحمد حسين صوان

مخرج "مصر من السما": الصورة من أعلى تُظهر مواطن الجمال.. والأجيال الجديدة ليست مُطلعة على تاريخ بلدها عكس الغرب

مخرج "مصر من السما": الصورة من أعلى تُظهر مواطن الجمال.. والأجيال الجديدة ليست مُطلعة على تاريخ بلدها عكس الغرب

تستعد قنوات «المتحدة للخدمات الإعلامية» لعرض الأجزاء المُتبقية من سلسلة الأفلام الوثائقية «مصر من السما»، خلال الفترة المُقبلة، التى ترصد مصر، بين الماضى والحاضر والمستقبل، والتغيير الذى تشهده مصر فى الوقت الحالى، إذ نال الجزء الأول والثانى إشادات واسعة من الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعى، لا سيما أنها تتناول العلاقات بين المسلمين والأقباط منذ قديم الزمان، تحت عنوان «أمة واحدة»، وأخرى عن حركة التجارة.

حسام أبوالمجد يرصد تاريخ مصر فى سلسلة أفلام وثائقية

وتحدث حسام أبوالمجد، مُخرج سلسلة «مصر من السما» لـ«الوطن» عن كواليس صناعة هذه الأجزاء الأربعة، بداية من الفكرة وفترة التحضير، وكذلك فريق العمل وتعاونه مع الفنان أحمد فؤاد سليم، وغيرها من التفاصيل.. إلى نص الحوار:

فى البداية.. ماذا عن كواليس فكرة مشروع «مصر من السما»؟

- تلقيت عرضاً من قِبل «المتحدة للخدمات الإعلامية»، بشأن التعاون فى مشروع وثائقى جديد، وطرحت على الإدارة مجموعة من الأفكار، من بينها «مصر من السما»، وهى التى نالت استحسانهم بشكل خاص، فور طرحها عليهم بثوان معدودة، وبدأت العمل بعدها على تقديم فكرة ترصد أوضاع الدولة المصرية ما بين الماضى والحاضر والمستقبل، على مختلف المجالات، حتى شهد المشروع تطويراً جديداً، من خلال إضافة المشروعات القومية التى دُشنت فى الشهور الأخيرة، والتى كانت بمثابة إضافة كبيرة لسلسلة الأفلام، وأظهرتها بشكل قوى.

وماذا عن كواليس فترة التحضير؟

- فترة التحضير استغرقت نحو 5 شهور، بداية من نوفمبر 2018، وحتى مارس الماضى، وذلك بشأن الاستقرار على الشكل النهائى لسلسلة الأفلام، وكتابة السيناريو وكذلك اختيار الأماكن، حيث قررنا تقديم الفكرة فى شكل 4 أجزاء، ليكون كل جزء متعلقاً بموضوع بمفرده، وهى «أمة واحدة» التى تناولت فيها التاريخ بين المسلمين والأقباط منذ قديم الزمان، ومدى اعتدال الإسلام فى مصر، بعيداً عن التشدد، كما أن هناك جزءاً آخر عن التجارة، وثالثاً عن الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية والغاز الطبيعى وطواحين الهواء، والأخير عن السياحة.

استعنت بموسيقار أمريكى لصناعة المزيكا.. وتصوير 3 دقائق استغرق شهرين متواصلين.. والإعلام قادر على منافسة القنوات الوثائقية العالمية

وماذا عن فريق العمل المُشارك فى «مصر من السما»؟

- فريق العمل يضم كوادر من جنسيات مُختلفة، مثل أمريكا وإنجلترا وفرنسا والتشيك، بجانب المصريين، والفريق الأجنبى كان يشعر بحالة انبهار شديدة لحجم المشروعات القائمة فى المحافظات المختلفة، وكذلك تنفيذها فى وقت قصير، وأتذكر أن أحد المصورين قال لى خلال تصوير محطة الطاقة الشمسية فى أسوان: «مساحة المحطة ضخمة جداً، وكاميرات الدرون لا تتمكن من تصويرها بشكل كامل، فالأفضل التصوير من طيارة هليكوبتر لرصد المشروع كله».

فريق العمل الأجنبى انبهر أمام حجم المشروعات القومية.. وجارٍ ترجمة الأفلام إلى عدّة لغات

وما أسباب الاستعانة بفريق عمل أجنبى؟

- السبب الرئيسى وراء ذلك، هو الرغبة فى نقل الخبرات إلى المصريين، لا سيما أن الأفلام الوثائقية ليس لها مجال واسع فى مصر وكذلك منطقة الشرق الأوسط، وذلك رغم وجود مُعدات متطورة، لكن الأهم هو كيفية بناء قصة وصناعة فيلم وثائقى، تستطيع من خلاله جذب المُشاهد، فضلاً عن آلية تنظيم الوقت وتوزيع المهام وغيرها، خلال فترة العمل.

وكيف تمت مرحلة تحضير المادة العلمية وتوثيقها؟

- أود الإشارة إلى أننى أعمل فى مجال الأفلام الوثائقية منذ 25 عاماً تقريباً، وتعاونت مع كبرى القنوات المُتخصصة فى هذا الفن، مثل «ناشيونال جيوجرافيك» و«ديسكفرى»، إذ إننى أعمل وفقاً لمعايير مهنية مُعينة، لعل أبرزها هو ضرورة التأكد من المادة العلمية التى تتضمنها السلسلة، لذلك تواصلت مع المصادر المتخصصة، منها مركز المعلومات بمجلس الوزراء، وغيره من المصادر المُختلفة، حيث إننى لا أكتفى بمصدر واحد.

وما أسباب رصدك تاريخ مصر من «السما»؟

- قررت رصد تاريخ مصر من أعلى نقطة، كون الفرصة لم تكن تسمح من قبل لعدم وجود مُعدات متطورة، كما أن الصورة من الأعلى تُظهر مواطن جمال لم تكن تراها من مستوى مُنخفض: «هتفتح قلبك وعينيك» على مناطق جديدة، لم تكن تشعر بجمالها من قبل، مثل الأهرامات والصحراء والمناطق الزراعية، كما حرصت أيضاً على التصوير على الأرض فى بعض المشاهد، للتقرب من الزاوية الإنسانية عند المواطنين، حتى نرى «وشوش» الناس وتفاصيلها وملامحها، إذ إننى كنت حريصاً على نقل الواقع بعيداً عن التهوين أو التهويل.

وما هدفك الرئيسى من هذه السلسلة الوثائقية؟

- كنت حريصاً منذ البداية على أن ترى الأجيال الجديدة تاريخ بلادهم بطريقة مختلفة وجديدة، وتعريفهم بالماضى والحاضر والمستقبل، من خلال تقديم المعلومات بشكل بسيط، لا سيما أنهم لا يطلعون على التاريخ بشكل جيد، وأعتقد أن قطاعاً كبيراً منهم لا يعرف معلومات عن آثار وطنهم، رغم اطلاع الغرب عليها طوال الوقت.

زميلى الأمريكى أصيب بالذهول بسبب الانتهاء من كوبرى "تحيا مصر" فى وقت قصير.. وقال لى: "مستحيل يكون خلص.. دى معجزة"

هل تتذكر أبرز المواقف اللافتة وقت التصوير؟

- أتذكر أننا كنا نصور كوبرى «تحيا مصر» وقت الإنشاء، وتم تسليم الفيلم إلى القناة بالفعل، وفوجئت بعدها بأنه تم الانتهاء من الكوبرى، والرئيس عبدالفتاح السيسى قد افتتحه، إذ تواصلت بعدها بزميلى الأمريكى، أحد أفراد فريق العمل، وقلت له: «الكوبرى خلص والرئيس افتتحه»، ليُعرب لى عن اندهاشه، وقال لى: «مستحيل يكون خلص، دى معجزة»، لذلك عُدنا إلى تصوير الكوبرى، مُجدداً بعد افتتاحه، لتعديل المادة المصورة.

وما حقيقة ترجمة السلسلة لعدّة لغات؟

- بالفعل، نجحنا فى تسويق سلسلة «مصر من السما» بأجزائها الأربعة، فى أوروبا وأمريكا، وجار ترجمتها إلى عدّة لغات بجانب الإنجليزية، وكنت أعتقد فى بداية الاتفاق مع هذه المؤسسات الأجنبية، بأنها لن تهتم بالجزء الخاص بالمشروعات القومية، لكنهم أبدوا اهتماماً شديداً بهذا الجزء، حيث قالوا إن هذا يُشير إلى الهندسة العبقرية وكذلك تنفيذها فى وقت قياسى، وذلك دليل على أن مصر تتغير نحو الأفضل.

وماذا عن كواليس تسجيل أحمد فؤاد سليم للمادة العلمية؟

- أتذكر أنه طلب فى البداية التسجيل بدون رؤية الصورة، وقال لى: «لو التسجيل وحش هنعيد تانى متقلقش»، إذ كان مُغرماً بالمادة، وحريصاً على التفاعل معها بشكل خاص، حيث تم تسجيل الصوت فى 8 أيام تقريباً.

كيف نجحت فى كسر حالة جمود الأفلام الوثائقية؟

- ذلك الأمر كان بمثابة تحدًّ كبير بالنسبة لى، وأن أجذب الجمهور لفيلم مدته تتجاوز الخمسين دقيقة، لا سيما أن المُشاهد المُصرى ليس مُرتبطاً بالأفلام الوثائقية، لكن كونى مُدركاً لأهمية الصور والدور الرئيسى الذى تلعبه على الشاشة، لذلك استغرقت الدقائق الثلاث الأولى فى الجزء الأول من الفيلم نحو شهرين، لأننى كنت حريصاً على تقديم لقطات مُجمعة من السلسلة كاملة، تجذب الجمهور وتدفعهم للمُتابعة عن شغف، فضلاً عن الاستعانة بمقاطع موسيقى ليست تقليدية، وهى صُنعت خصيصاً على أيدى موسيقيين من أمريكا.

وماذا عن مشروعاتك المُقبلة؟

- هناك أكثر من مُشروع مُتعلق بالأفلام الوثائقية، يُجرى العمل عليه فى الوقت الحالى، بالتعاون مع «المتحدة للخدمات الإعلامية»، ومن المُقرر الانتهاء منها خلال الفترة المُقبلة، حيث نتناول من خلالها موضوعات عدّة، لعل أبرزها السياحة.

أخيراً.. هل تعتقد أن مصر قادرة على صناعة أفلام وثائقية تُنافس القنوات العالمية؟

- بالتأكيد، مصر قادرة على صناعة أفلام وثائقية على مستوى عالٍ من الاحترافية، لا سيما فى ظل وجود الكوادر البشرية والإمكانيات المتطورة، كما أن الدولة المصرية غنية بالأحداث والأفكار التى تسمح بتقديمها فى مادة وثائقية مميزة، وأعتقد أن هناك أعمالاً وثائقية جار صناعتها حالياً بفريق عمل مصرى فقط، بعد اكتسابهم الخبرات من فريق العمل الأجنبى.


مواضيع متعلقة