دينا عبدالفتاح تكتب لـ"الوطن": "مصر الرقمية".. الحاضر والمستقبل!

كتب: دينا عبدالفتاح

دينا عبدالفتاح تكتب لـ"الوطن": "مصر الرقمية".. الحاضر والمستقبل!

دينا عبدالفتاح تكتب لـ"الوطن": "مصر الرقمية".. الحاضر والمستقبل!

لا شك أن العالم أصبح فى سباق رقمى عنيف، سيفرز متغيرات جديدة على صعيد الاقتصاد العالمى، وسيغير بلا شك من موازين القوى الاقتصادية فى العالم، وسيرسم خريطة جديدة للنظام المالى والاقتصادى العالمى يكون الدور الرائد فيها للدول التى تتمتع بأعلى الإمكانيات التكنولوجية وأفضل العناصر البشرية القادرة على صناعة هذه التكنولوجيا والتعامل معها.

موجة من الابتكارات التكنولوجية تجتاح العالم فى كافة المجالات، وتحقق تطوراً سريعاً لتقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعى والواقع الافتراضى وإنترنت الأشياء.

ورصد هذا التوجه الدورة الثالثة عشرة لمنتدى الاقتصادى العالمى «دافوس» التى عقدت فى يوليو الماضى، وتضمنت أجندتها الرئيسية سُبل مواجهة إصلاح التقنيات والفجوات الاقتصادية والمنافسة الإقليمية وغيرها من المشكلات التى ترافق الثورة الصناعية الرابعة، كما ركزت على أدوات بناء نظام تعاون على مستوى العالم ركيزته الرئيسية «التكنولوجيا».

فهل نحن جاهزون للتقدم لاقتناص بعض الفرص وليس انتظارها؟

الدولة المصرية فى الوقت الراهن، يبدو أنها متفهمة بشكل كبير لطبيعة التحول الذى يحدث فى العالم، وتبنت العديد من البرامج الواعدة فى مجال التحول الرقمى والحكومة الإلكترونية، وعلى مستوى التشريعات أقرت الدولة مجموعة من القوانين الميسرة، وتهيئة البنية التحتية، وتطوير أدوات التشغيل المختلفة، بالإضافة إلى دمج التكنولوجيا فى القطاعات الحيوية كالصحة والتعليم وآخرها مشروع التأمين الصحى ببورسعيد. وأخذ هذا التوجه دفعة كبيرة من الرئيس عبدالفتاح السيسى «يجب استغلالها» من أجهزة الدولة، فالرئيس أكد فى أكثر من مناسبة وآخرها أمس فى فعاليات افتتاح معرض القاهرة الدولى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات «Cairo ICT»، أن «رقمنة الدولة» مسألة جوهرية لإعادة تأسيس مصر كدولة حديثة تلغى من قاموسها السياسى والاجتماعى أى أفكار بالية من الماضى وستحقق كل عناصر النجاح للدولة المصرية.

ويُعد أكبر مقوماتنا أيضاً فى هذا التوجه، «الشباب المصرى الواعد» الذى يُعد أكبر مواردنا فى التوقيت الحالى وظهر ذلك جلياً فيما شاهدناه من حضور قوى ومثمر لهم فى الدورات السابقة لمنتديات شباب العالم التى أقيمت تحت رعاية الرئيس السيسى، وأيضاً العناصر المتخرجة من البرنامج الرئاسى للشباب وتقلدهم بعض المناصب الحيوية كنواب محافظين، وغيرها من الأنشطة المستقلة للكثير من الشباب فى مجالات التحول الرقمى والتطبيقات الإلكترونية، التى كشفت عن الهوية الحقيقية للشباب المصرى والقدرات المتنامية التى اكتسبوها خلال الفترة الأخيرة.

وإهدار هذا «الحراك» وعدم الاستفادة به هى خطيئة لا تُغتفر، وستنهى أى طموح مستقبلى قبل أن يبدأ.

فالدولة فى استراتيجيتها للتنمية المستدامة «رؤية مصر 2030» وضعت فى الاعتبار التحديات التى تواجه عملية التنمية فى مصر، والتى على رأسها «غياب نظم الابتكار والإبداع».

نحن فى لحظة فارقة لا تقبل أى رهانات خاسرة، بما يتطلب وضع أهداف اقتصادية واعدة تتناسب مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، وتأثيرها على سوق العمل والحراك التكنولوجى غير المسبوق، لنصل إلى النمو الاقتصادى، أو حتى رفاهية المواطنين وكفاءة الإدارة الحكومية.


مواضيع متعلقة