في مثل هذا اليوم.. علامة الشافعية يتولى مقاليد الأزهر الشريف 

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسي

في مثل هذا اليوم.. علامة الشافعية يتولى مقاليد الأزهر الشريف 

في مثل هذا اليوم.. علامة الشافعية يتولى مقاليد الأزهر الشريف 

شيخ الشافعية في زمانه وعلامتها، تفرد بالتفوق العلمي بين أقرانه، وتولى مقاليد المشيخة ليكون الشيخ الـ 22 لها، إنه الإمام شمس الدين محمد بن محمد بن حسين الأنبابي الفقيه الشافعي، والذي تحله ذكرى توليه مقاليد المشيخة اليوم الأول من ديسمبر.

دار الإفتاء المصرية، قالت في تقرير لها، نشرته عبر موقعها الرسمي: ولد إمام الشافعية بالقاهرة عام 1240 هجريا، ويرجع تسميته بالإنبابي نسب إلى أنبابة، وهي منطقة إمبابة اليوم، فوالده منها وعاش فيها الشيخ فترة من حياته.

أضافت الدار: بدأ الإمام شمس الدين دراسته بالأزهر، وهو في سن الـ 13، وقبلها كان قد حفظ القرآن الكريم وبعض المتون، ويعد الإمام الإنبابي تلميذا نجيبا لكبار مشايخ الأزهر وعلمائه ومنهم الإمام الباجوري، والشيخ إبراهيم السقا، والشيخ مصطفى البولاقي، حيث تلقى على يديهم علوم الشرع الحنيف، وحصل على إجازته بالتدريس، حيث أجازه الإمام القويسني، والإمام الباجوري، والعلامة السقا، والإمام مصطفى العروسي، وقام بالتدريس بالأزهر سنة وهو في سن الـ27 من عمره، فكان نجيبا ولفت الأنظار إليه لتميزه بالعلم الغزير، وحسن الإلقاء وجودة التعبير مما نتج عن ذلك كثرة طلابه واتساع حلقات علمه اتساعاً كبيرًا.

وتخرج علي يد الشيخ، بحسب تقرير الإفتاء، العديد من علماء الأزهر والذين تولوا زمام المشيخة، ومنهم إمام الأزهر الشيخ حسونة النواوي، والإمام الأسبق الشيخ عبدالرحمن القطب النواوي، والإمام الأسبق السيد علي الببلاوي، والإمام الأسبق أبو الفضل الجيزاوي، كذلك تخرج على يده علماء كبر منهم الشيخ حسن الطويل، والشيخ محمد عبدالجواد القاياتي، وأخوه الشيخ أحمد، والشيخ عبدالله عليش المالكي، والشيخ محمد بخيت المطيعي، والشيخ محمد أحمد حسين البولاقي، والشيخ عبدالرحمن قراعة.

تولى الإمام شمس الدين، زمام أهل الشافعية في عصره بعد وفاة الشيخ السقا، علامة أهل الشافعية، كذلك كان يمتاز بأنه طيب الخلق والسمعة الطيبة، لم ينل أحدًا بسوء، بل كان يقابلُ السيئة بالحسنة، مشهورًا بالتقوى والصلاح وحُب الخير ومدِّ يد المعونة للضعفاء والمحتاجين.

ورغم ولع الشيخ الإنبابي بالعلوم الشرعية، بحسب تقرير الإفتاء، فكان أيضا مولعا بحب التجارة والذي اكتسبها من والده الذي كان يعد من كبار تجار عصره، وكانت للشيخ شمس الدين، وكالة كبيرة لتجارة الأقمشة يُشرف عليها مع اشتغاله بالدراسة والتدريس، وظلت هذه الوكالة بالغورية معروفة باسمه ومنسوبة إليه.

وفي الأول من ديسمبر لعام 1881 ميلاديا، الموافق 19 شهر المحرم لعام 1299، تولى الشيخ شمس الدين، مقاليد الأزهر الشريف عن عمر 59 عاما، وخلال تلك الفترة كانت الثورة العرابية قائمة، ولم تطل مدة ولايته لمشيخة الأزهر للمرة الأولى، حيث قدم استقالته في 1882هجريا، لما لاحظ إقبال الخديوي توفيق على الإمام الشيخ المهدي العباسي، حيث تولى الشيخ العباسي، مقاليد الأزهر للمرة الثانية لعام 1886.

وفي 13 ربيع الأول لعام 1304، صدر قرار بإعادة تعيينه شيخًا للأزهر، بحسب بيان الإفتاء، وظل قائمًا بالمشيخة تسع سنوات حتى استقال منها لما ضعفت صحته وأصيب بشلل سنة 1311هـ، فعيَّن الخديوي الشيخ حسونة النواوي، وكيلا له ليحمل عنه أعباء الأعمال، ولما قنط الشيخ الإمام من الشفاء قدَّم استقالته، فقبلها الخديوي مراعاة لحالته الصحية. كما تم منح شيخ الشافعية العديد من الأوسمة والنياشين منها النيشان المجيدي، والنيشان العثماني

تابعت الدار: بعد تقديم الإمام شمس الدين الإنبابي استقالته عكف على قراءة كتب السنة الستة، وكتاب الشفاء للقاضي عياض في السيرة النبوية، وفي الحادي عشر من شوال توفي الشيخ الشافعي عن عمر يناهز 74 عاما، قدم فيها مكتبة كبرى حافلة بالإنجازات العلمية والشرعية، وقام الإمام بوقف مكتبه وكل ما يملكه من عقارات لله عز وجل ودفن بقرافة المجاورين.


مواضيع متعلقة