قنا: مركز حروق وحيد في المستشفى العام.. وأسرة كاملة تدفع حياتها ثمنا لعجز الرعاية

قنا: مركز حروق وحيد في المستشفى العام.. وأسرة كاملة تدفع حياتها ثمنا لعجز الرعاية
- المصابين بالحروق
- علاج الحروق
- الحروق
- مراكز علاج الحروق
- مستشفيات لعلاج الحروق
- المصابين بالحروق
- علاج الحروق
- الحروق
- مراكز علاج الحروق
- مستشفيات لعلاج الحروق
آلام وأوجاع مبرحة يشعر بها المصابون بالحروق، تحرمهم النوم والراحة لأيام، وربما لشهور طويلة، وبينما يزداد أنين المصابين بالحروق فى محافظة قنا، يقف ذووهم مكتوفى الأيدى، ولا يملكون إلا التضرع إلى الله للتخفيف من أوجاعهم، بسبب نقص المراكز الطبية المتخصصة فى علاج مثل هذه الحالات، حيث تكاد تنعدم تماماً فى كل مدن ومراكز المحافظة، باستثناء مركز وحيد فى مستشفى قنا العام، يضم عدداً محدوداً من الأسرّة، إلا أنه يعانى أيضاً عجزاً كبيراً فى الكوادر الطبية المتخصصة، ونقصاً فى المستلزمات الطبية، مما يضطر كثيراً من الحالات إلى البحث عن ملاذ لهم فى العيادات والمراكز الخاصة، أو حتى الانتقال إلى محافظات أخرى، بحثاً عن علاج يخلصهم من آلامهم، بينما لا يجد عدد كبير من الحالات الحرجة مفراً من الموت.
ولعل خير شاهد على هذه المعاناة الكارثة التى شهدتها قرية «نجع الشيخ»، التابعة لمركز نجع حمادى، فى بداية أكتوبر الماضى، عندما لقيت ربة منزل و3 من أبنائها مصرعهم نتيجة انفجار أسطوانة البوتاجاز داخل منزلهم، مما أدى إلى اشتعال النيران بالمنزل، وإصابتهم جميعاً بحروق من الدرجة الأولى، حيث لفظت الأم أنفاسها الأخيرة بعد قليل من نقلها إلى وحدة الحروق بمستشفى قنا العام، بينما جرى نقل الأبناء الثلاثة إلى مستشفيات خارج المحافظة، توفى اثنان منهم فى مستشفى الحوامدية بالجيزة، ولفظ الثالث أنفاسه بمستشفى الأقصر الدولى، بسبب تأخر علاجهم.
«محمد أحمد»، أحد أقارب الأسرة التى راحت ضحية نقص خدمة علاج الحروق بقنا، تحدّث لـ«الوطن» قائلاً إنها «مأساة كبيرة عاشتها القرية، بعد وفاة أسرة كاملة، نتيجة عدم وجود علاج وعناية مركزة متخصصة فى الحروق بالمحافظة»، وتابع بقوله: «عندما انتقلنا بالمصابين إلى مستشفى نجع حمادى، اكتشفنا عدم وجود قسم للحروق، فتم تحويلنا إلى مستشفى قنا العام، وعندما ذهبنا لم نجد مكاناً لأن وحدة علاج الحروق بها 6 أسرّة فقط، كانت جميعها مشغولة».
وأضاف أنه بعد تدخل عدد من المسئولين، تم توفير سرير للسيدة المصابة، وتُدعى «نجوى عبدالظاهر»، ولكنها توفيت بسبب عدم وجود عناية متخصصة فى هذه النوعية من الإصابة، فى حين لم يمكن توفير أسرّة للأبناء الثلاثة، وهم «عماد جمال جابر»، 35 سنة، و«محمد» 29 سنة، و«جابر» 25 سنة، حيث توفوا جميعاً متأثرين بإصاباتهم خلال 4 أيام فقط من الحادث، اثنان منهم لم يتحملا معاناة السفر إلى مستشفى «الحوامدية» بالجيزة، والثالث توفى بعدهما مباشرة فى مستشفى الأقصر.
"مبارك": لجأت إلى طبيب خاص لإنقاذ ابنى
وأوضح «مبارك عبدالوهاب» أن ابنه أصيب بحروق شديدة فى منطقة البطن و«الخصية»، نتيجة سقوط «إبريق» الشاى عليه بدون قصد، وتوجه به إلى مستشفى قنا العام، نظراً لوجود قسم لعلاج الحروق بالمستشفى، ولكنه فوجئ بعدم وجود أطباء داخل القسم، وانتظر لفترة من الوقت حتى تم استدعاء أحد الأطباء، طلب منه شراء بعض الأدوية ومستلزمات العلاج، قام بشرائها من الخارج، مشيراً إلى أنه ظل على هذا الحال لنحو أسبوع، دون أى تحسن فى حالة الطفل، مما دفعه إلى اللجوء لأحد الأطباء فى عيادته الخاصة بمدينة قنا، لإنقاذ ابنه من الآلام التى كانت تقتله كل لحظة، واختتم حديثه لـ«الوطن» متسائلاً: «كيف يمكن أن تكون هناك محافظة كاملة، كمحافظة قنا، لا توجد بها أقسام متخصصة لعلاج الحروق المختلفة؟»، الأمر الذى يضطر كثيراً من المصابين للسفر بحثاً عن علاج فى محافظات أخرى.
"أبوبكر": تحملت مشقة السفر لأسيوط بحثاً عن علاج لزوجتى
وقال «أبوبكر سالمان»، أحد الأهالى، إن حريقاً اندلع فى منزله قبل نحو عامين، أسفر عن إصابة زوجته بحروق من الدرجتين الأولى والثانية، وتوجه بها إلى عدد من المستشفيات الحكومية فى محافظة قنا، ولكنه لم يجد مكاناً لعلاجها والتخفيف من آلامها، وعندما استغاث بأحد الأطباء فى عيادته الخاصة، نصحه بالذهاب بها إلى مستشفى جامعة أسيوط قبل أن تتفاقم جروحها، مشيراً إلى أنها شُفيت من الحروق تماماً، ولكنها أصيبت ببعض التشوهات، نتيجة عناء السفر إلى محافظة أسيوط.
"خلف الله": طلبات إحاطة لرئيس النواب ووزيرة الصحة لإنشاء مركز متخصص
وقال اللواء خالد خلف الله، عضو مجلس النواب عن دائرة نجع حمادى، إنه تقدم بطلب إحاطة إلى رئيس مجلس النواب، الدكتور على عبدالعال، وإلى وزيرة الصحة، بعد كارثة وفاة أسرة بقرية «نجع الشيخ»، وبينما أكد عدم وجود وحدات مختصة لعلاج الحروق فى قنا، فقد شدد على ضرورة إسراع الحكومة فى إنشاء هذه الوحدات، للتخفيف من آلام المصابين، وكذلك التخفيف عن ذويهم مشقة الانتقال بهم إلى مستشفيات أخرى خارج المحافظة، واقترح «خلف الله» توسعة وحدة علاج الحروق بمستشفى قنا العام وتحويلها إلى مركز متخصص، وإنشاء وحدة أخرى بمستشفى نجع حمادى، وذلك ضمن خطة تطوير الخدمات الصحية، لخدمة أهالى شمال وجنوب قنا.
ومن جانبه، قال وكيل وزارة الصحة بقنا، الدكتور رمضان الخطيب، إن المحافظة بها قسم واحد لعلاج الحروق فى مستشفى قنا العام، ومجهز بعدد 6 أسرّة فقط، معتبراً أن هذا العدد لا يتناسب مع حجم السكان الكبير فى المحافظة، والذى يتجاوز أكثر من 3 ملايين و250 ألف نسمة، إلا أنه أشار إلى أن هناك خطة لتوسعة الأقسام فى عدد من المستشفيات الأخرى، ومنها مستشفى نجع حمادى، وفتح مركز عناية خاصة بمستشفى قنا العام، بما يضمن تقديم كل الخدمات اللازمة للمريض، حتى تعافيه وشفائه تماماً.