عبدالباسط عبدالصمد.. 31 عاما على رحيل "صوت السماء"

عبدالباسط عبدالصمد.. 31 عاما على رحيل "صوت السماء"
- القرآن الكريم
- اذاعة القرآن الكريم
- عبدالباسط عبدالصمد
- الاذاعة المصرية
- القرآن الكريم
- اذاعة القرآن الكريم
- عبدالباسط عبدالصمد
- الاذاعة المصرية
صوت من السماء، علم من أعلام قراء القرآن الكريم في العصر الحديث، تمتع بشعبية جارفة في أنحاء العالم لجمال صوته ولأسلوبه الفريد، إنه الشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد سليم، الذي تمر اليوم 30 نوفمبر الذكرى 31 على رحيله.
في جنوب صعيد مصر، ولد عبدالباسط عبدالصمد سنة 1927 بقرية المراعزة التابعة لمركز أرمنت بمحافظة قنا، قبل أن تتحول تبعيته لمحافظة الأقصر حالياً، وحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ محمد الأمير شيخ كتاب قريته، وأخذ القراءات على يد الشيخ المتقن محمد سليم حمادة.
تربى الشيخ في بيتاً يهتم بالقرآن الكريم حفظاً وتجويداً، فالجد الشيخ عبدالصمد كان من الحفظة المشهود لهم بالتمكن من حفظ القرآن وتجويده بالأحكام، والوالد الشيخ محمد عبد الصمد، كان أحد المجودين المجيدين للقرآن حفظًا وتجويدًا، أما الشقيقان محمود وعبد الحميد فكانا يحفظان القرآن بالكتاب فلحق بهما أخوهما الأصغر سنًّا عبد الباسط، وهو في السادسة من عمره.
دخل الشيخ الإذاعة المصرية سنة 1951، وكانت أولى تلاواته من سورة فاطر، وعين قارئاً لمسجد الإمام الشافعي في العام التالي، ثم لمسجد الإمام الحسين سنة 1958 خلفاً للشيخ محمود علي البنا.
كان أول زيارة للشيخ خارج مصر بعد إلتحاقهِ بالإذاعة عام 1952 حيث زار السعودية لأداء فريضة الحج ومعهُ والده، وطلبوا منه أن يسجل عدة تسجيلات للمملكة لتذاع عبر موجات الإذاعة، فلم يتردد عبد الباسط وقام بتسجيل عدة تلاوات أشهرها التي سجلت بالحرم المكي وحرم المسجد النبوي الشريف، ولقب بعدها بصوت مكة، ثم توالت بعدها الزيارات ما بين دعوات رسمية وبعثات وزيارات لحج بيت الله الحرام.
انهالت عليه الدعوات من شتى بقاع الدنيا، وجاب بلاد العالم سفيراً لكتاب الله، وكان أول نقيب لقراء مصر سنة 1984، وأصبح صاحب شهرة عالمية، حيث استقبله الرئيس الباكستاني في أرض المطار، وفي جاكرتا بدولة اندونيسيا قرأ القرآن الكريم بأكبر مساجدها فامتلأت جنباته بالحاضرين وامتد المجلس خارج المسجد لمساحة كيلو متر مربع تقريباً فامتلأ الميدان المقابل للمسجد بأكثر من ربع مليون مسلم يستمعون إليهِ وقوفاً على الأقدام حتى مطلع الفجر.
ولم يقتصر الشيخ عبد الباسط في سفره على الدول العربية والإسلامية فقط وإنما جاب العالم شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً وصولاً إلى المسلمين في أي مكان من أرض الله الواسعة، بآسيا وأفريقيا والولايات المتحدة وفرنسا ولندن والهند، وجنوب أفريقيا
ومن أشهر المساجد التي قرأ بها القرآن هي المسجد الحرام بمكة، والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، والمسجد الأقصى في القدس، وكذلك المسجد الإبراهيمي في الخليل، والمسجد الأموي في دمشق.
ويعتبر الشيخ عبد الباسط القارئ الوحيد الذي نال من التكريم حظاً لم يحصل عليه أحد بهذا القدر من الشهرة والمنزلة التي تربع بها على عرش تلاوة القرآن الكريم لما يقرب من نصف قرن من الزمان نال خلالها قدر من الحب الذي جعل منه أسطورة لن تتأثر بمرور السنين بل كلما مر عليها الزمان زادت قيمتها وارتفع قدرها كالجواهر النفيسة ولم ينس حياً ولا ميتاً.
فكان تكريمه حياً عام 1956 عندما كرمته سوريا بمنحه وسام الاستحقاق ووسام الأرز من لبنان والوسام الذهبي من ماليزيا ووسام من السنغال وآخر من المغرب وآخر الأوسمة التي حصل عليها كان قبل رحيله من الرئيس الأسبق حسنى مبارك في الاحتفال بليلة القدر عام 1987.
أصيب الشيخ بمضاعفات مرض السكري أواخر أيامهِ وكان يحاول مقاومة المرض، ولكن تزامن الكسل الكبدي مع مرض السكر فلم يستطع أن يقاوم هذين المرضين معا، فدخل المستشفى إلا أن تدهورت صحته، فسافر للعلاج بإحدى مستشفيات لندن، ومكث بها أسبوعاً، وعاد بعدها إلى مصر ليصعد صوت السماء إلى ربه في 30 نوفمبر 1988، تاركاً للإذاعة المصرية ثروة من التسجيلات.