"البحوث الإسلامية": 688 مليونا حجم الإعانات الشهرية للأزهر

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسي

"البحوث الإسلامية": 688 مليونا حجم الإعانات الشهرية للأزهر

"البحوث الإسلامية": 688 مليونا حجم الإعانات الشهرية للأزهر

قال الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الأزهر على مدار تاريخه لا يزال يفتح أبوابه للظامئين إلى العلم والمعرفة من العلماء والطلاب من داخل مصر وخارجها دون تميز أو إقصاء، فازدان إلى جانب العلماء المصريين كوكبة من العلماء من مختلف أنحاء العالم الإسلامي شدوا إليه رحالهم وتصدروا بعضا من حلقاته الدراسية، وأصبح يمثل القبلة العلمية في مشارق الأرض ومغاربها فكان نموذجا يحتذى به في العالم الإسلامي، وصار يتفرد عن غيره من الجامعات الإسلامية على مر العصور بعالمية رسالته التي تقوم على كونه منبعا للعلوم الإسلامية والعربية والعقلية وموطنا لطلاب العلم من جميع أنحاء العالم.

وأضاف عياد، أن حجم الإعانات الشهرية التي يقدمها الأزهر بلغ حتى الآن 688 مليونا و610 آلاف جنيه، وينظم حفلات خيرية لأسر المحكوم عليهم والمفرج عنهم في المناسبات الدينية، بالتعاون مع وزارة الداخلية، يتم خلالها توفير مجموعة من الأجهزة المنزلية والكهربائية التي تحتاجها هذه الأسر بعد إجراء البحث الاجتماعي المطلوب.

وقال عياد، خلال كلمته بورشة عمل "الحفاظ على الكرامة الإنسانية في النزاعات المسلحة في ضوء القانون الدولي الإنساني والشريعة الإسلامية"، بالتعاون بين الأزهر الشريف واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن الأزهر يعمل على توفير الطرود الغذائية ولحوم الأضاحي وبطاطين خلال فترة الشتاء، وتيسير الزواج حيث تم مساعدة 1289 حالة من المقبلات على الزواج وغير القادرات على نفقاته، وقد بلغت قيمة المساعدات في هذا المجال 10 نلايين و470 ألفا، كما تم مساعدة 272 حالة من الغارمين والغارمات، بلغت قيمة المساعدات لهم 3 ملايين و856 ألفا و237 جنيها مصريا، وكذلك سداد متأخرات إيجار ومرافق للمتعثرين بقيمة 4 ملايين و566 ألفا و281 جنيها مصريا.

وأوضح أن الأزهر يوفر دعما في مجال الإغاثة العاجلة ودعم متضرري السيول فور حدوثها، وكذلك إنشاء بيت "العائلة المصرية" الذي يترأسه شيخ الأزهر بالتناوب مع بابا الكنيسة الأرثوذكسية، الذي يعمل الأزهر الشريف من خلاله على تحقيق التآخي الوطني وترسيخ مفهوم المواطنة، ونبذ روح الفرقة والتعصب والخلاف وتوحيد الصف وقطع الطريق على من يريدون بث الفتنة بين أبناء الشعب المصري، وهو يجمع شخصيات كبرى من خارج الأزهر ومن خارج الكنائس، ومن متخصصين في علوم الحضارة والأديان والتاريخ والاجتماع والقانون والشريعة والتربية وهي فكرة فريدة في نوعها وفي رسالتها وفي أهدافها.

وأردف: "تقوم جامعة الأزهر على استهداف المناطق الفقيرة والمحرومة والنائية فجامعة الأزهر فى جميع أنحاء الجمهورية بالمجان كما أن جل الطلاب الوافدين من الدول الفقيرة وهى تحتضن المعوقين من قديم الزمان، وتعمل على وتعمل على إدماجهم فى المجتمع مع الأسوياء تماما لم يقف الأزهر على كونه معقلا للعلم والمعرفة بل تعددت أنشطته وإسهاماته، وتنوعت أدواره شيئا فشيئا، فأصبح بجانب هذه الريادة العلمية والثقافية له دور راسخ وإيجابي ومتواصل في خدمة الحضارة الإنسانية ورقيها، وأصبح منبعا للوطنية وقلعة للدفاع عن القضايا العربية والقومية والإنسانية".

وأضاف: "صار على مدار تاريخه يمثل برلمان الأمة وعلماءه نوابها الذين اتخذوا من الأخلاق والقيم الإنسانية دستورا لهم، وعلى الرغم مما يحيط بالأزهر في وقتنا الحاضر من ظروف وتحديات دولية وإقليمية، وانتشار الجماعات الهدامة والمتطرفة فإنه يواصل جهوده تحت قيادة شيخه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بكل عزم وإخلاص، وعلى المستويات العلمية والثقافية والاجتماعية والإنسانية كافة، والحوار والتواصل مع الاخر من اتباع الديانات السماوية والوضعية والانفتاح على المؤسسات والمنظمات العلمية والدولية، ونشر السلام ونبذ العنف والتطرف، ومقاومة قوى الشر والإرهاب ونشر ثقافة الإسلام وأحكام شريعته السمحة إلى العالم في صورتها الأصيلة الصحيحة الوسطية المعتدلة التي تهدف إلى إسعاد البشرية، وتقدم الإنسانية وترسيخ روح التآلف والتعايش والسلام بين العالم دون النظر إلى اللون أو الجنس أو العقيدة".

وتابع: "تاريخ الأزهر الشريف جامعا وجامعة ودور علمائه في مختلف نواحي الحياة المصرية والعالمية يزخر بالمواقف الكثيرة التي كان الأزهر فيها في مقدمة الأحداث حاملا مشاعل الهداية والتقدم صادعا بالحق لم تمنعه الزعامة العلمية من الزعامة الوطنية والإنسانية. ففي أروقته وحول أعمدته ظهرت الحركات التي طالبت بالحريات والحقوق العامة والحقوق الإنسانية وناضلت في سبل رفع المظالم وترسيخ قواعد العدل، والحديث عن ذلك يطول".

واستعرض الأمين العام إنجازات الأزهر على الصعيد الاجتماعي في وقتنا الحاضر، وتشمل إنشاء بيت الزكاة والصدقات المصري انطلاقا من معايشة ظروف المجتمع، والذي يعمل على صرف أموال الزكاة في وجوهها المقررة شرعا، وبث روح التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع من أجل تحقيق مستقبل أفضل لمستحقي الزكاة وسد حاجاتهم في أسرع وقت، وهو يعمل على عدة مجالات كالمجال الاجتماعي والمجال الصحي والمجال التنموي ومجال الإسكان ومجال الإغاثات العاجلة.

وعن إنشاء مرصد الأزهر باللغات الأجنبية، قال إنه يضم عشرات الباحثين المتخصصين في اللغات الأجنبية، والذي يهدف إلى تعزيز الصورة الإيجابية للإسلام، ومكافحة الفكر الإرهابي، وتفكيك أفكار الجماعات المتطرفة، ومساعدة المسلمين على الاندماج في مجتمعاتهم اندماجا إيجابيا يضمن لهم التعايش السلمي المشترك، وإنشاء مركز الأزهر للترجمة ليكون منبرا لنشر وسطية الأزهر الشريف بكل لغات العالم ومصدرا رئيسا للمعرفة والثقافات المختلفة، وإنشاء لجنة المصالحات العليا، والتي تهدف إلى تحقيق وحدة الصف ولم الشمل ونبذ الفرقة والخلاف، بحيث يكون نشاطها داخل مصر وخارجه من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار وعصمة الدماء البشرية إعمالا لمقاصد الشريعة الإسلامية الكبرى.

وقد تم إنهاء كثير من الخصومات والخصومات الثأرية صلحا منذ وقت إنشاء اللجنة العليا للمصالحات والتعاون التام والتنسيق بين الجهات المسئولة ورجال الأمن الساهرين على حماية المجتمع في كل أنحاء مصر، واللجان الفرعية للمصالحات برعاية الأزهر الشريف.

كما استعرض نماذج المصالحات التي تمت من قبل الأزهر ومنها، الصلح الكبير في أسوان، بين الدابودية وبني هلال، يوم 1/7/2014م، وقد كانت حصيلة القتلى أكثر من 20 قتيلا، وقد شرفت مراسم الصلح بحضور الإمام الأكبر، وقد اشتدت الخصومة حتى كادت أن تقضى على الأخضر واليابس، لوجود فئة محرضة مغرضة تبغي الفتنة والإضرار بأمن مصر القومي، وتتربص بها وتتحين الفرص لإحداث أي خلل بأي شكل وفي أي مكان.

وتطرق للصلح الكبير أيضا في محافظة سوهاج ببرديس يوم 9/12/2014م، الذي حضره أكثر من 20 ألفا، وكانت حصيلة الضحايا فيه 13 قتيلا، وقد أسهم الأزهر بكل ما يمكنه لإنهاء الخصومة، وقد شهد الدور الاجتماعي للأزهر الشريف تطورا كبيرا خلال الفترة ما بين فبراير 2011 وحتى الآن.

وعن القوافل الطبية والإغاثية بالداخل والخارج، قال عياد، إن الأزهر أرسل الأزهر الشريف عشرات القوافل إلى كافة ربوع مصر من سيناء شرقا الى مطروح غربا ومن الإسكندرية شمالا إلى حلايب وشلاتين جنوبا تنوعت ما بين قوافل دعوية وتوعوية، وقوافل طبية وإغاثية ومساعدات للفقراء والمحتاجين، منها إرسال قافلتين للبحر الأحمر وسوهاج والتوجيه بتقديم الإعانات العاجلة للمتضررين من السيول التي ضربت المحافظتين واعتماد صرف 14 مليون جنيه للمتضررين، وبلغ عدد القوافل التي بعثت بها مشيخة الأزهر الشريف إلى الخارج (124) قافلة طبية وإغاثية، منها:

- (33) قافلة الي دول (النيجر –الصومال – السودان- غزة - تشاد - البوسنة والهرسك - أفريقيا الوسطى – نيجيريا - بنجلاديش– بوركينا فاسو)، بها إعانات متعددة وصل إجمالها إلي: 71 طن أدوية، و520 طن أغذية، وإجراء 1837 عملية جراحية، والكشف الطبي على 85737 مريضا.

وفي الداخل، كان هناك 91 قافلة في محافظات (أسوان "النوبة" حلايب وشلاتين– وأبو رماد – قنا والأقصر – مطروح -الوادي الجديد -الواحات البحرية -راس غارب – سوهاج -جنوب سيناء – بئر العبد – الواحات البحرية).بها إعانات متعددة وصل إجمالها إلي 38 طن أدوية.- 35 طن أغذية، كذلك إجراء 4284 عملية جراحية، والكشف الطبي على 1525 مريضا.

وأوضح عياد أنه تم طباعة عدد من الكتب التي تعمل على تفكيك أفكار الجماعات المتطرفة وتوعية الأفراد بخطورة هذه الأفكار الشاذة ومنها (التراث والتجديد) للإمام الأكبر شيخ الأزهر، والإرهاب وخطره على السلام العالمي من اصدارات مجمع البحوث، كذلك درب الأزهر الشريف أكثر من 200 واعظ أجنبي على فن الخطابة وتجديد الخطاب الديني وتفنيد الأفكار المتطرفة والشاذة، وطرق مساعدة المسلمين على الاندماج في مجتمعاتهم غير الإسلامية بالتنسيق مع وزارة الخارجية في هذا الشأن، وقد كان نصيب الأئمة المتدربين من قارة إفريقيا وحدها 112 إماما في السنتين الماضيتين وقارة آسيا 94 إماما عن المدة ذاتها، إضافة إلى 4 أئمة من أستراليا.

وقال عياد إن الأزهر أصدر عدة وثائق منها:

- وثيقة مستقبل مصر 2011 لتوجيه مستقبل مصر نحو غاياته النبيلة وحقوق شعبه في الحرية والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية.

- وثيقة إرادة الشعوب العربية وجاءت في ستة مبادئ كبرى معلنة المناصرة التامة لإرادة الشعوب العربية واعتبرت الاحتجاج السلمي حق أصيل للشعوب ونفت صفة البغي عن المعارضين الوطنيين السلميين.

- وثيقة منظومة الحريات الأساسية لتحديد الموقف الإسلامي الداعم للحريات الأساسية كحرية العقيدة وحرية الرأي والتعبير وحرية البحث العلمي فضلا عن حرية الإبداع الأدبي والفني.

- وثيقة الأزهر لنبذ العنف 2013، وهي وثيقة مبادئ وضمير وقيم تؤكد أن حق الإنسان في الحياة مقصد من أسمى المقاصد في جميع الشرائع والأديان والقوانين كما تؤكد الوثيقة حرمة الدماء والممتلكات الوطنية العامة والخاصة ونبذ العنف بكل صوره وأشكاله وإدانة التحريض على العنف أو تسويغه أو تبريره أو الترويج له أو الدفاع عنه.

كما جرى عقد عدة ملتقيات ومؤتمرات، بينها:

- ملتقى في القاهرة للحوار بين شباب العالم المسيحي الأوربي بمختلف انتماءاتهم وجنسياتهم للالتقاء مع شباب العالم الإسلامي من مصر ودول العالم المختلفة الدارسين بالأزهر الشريف، وعقد هذا المؤتمر في شهر أغسطس 2016م.

- عقد مؤتمر للحوار بين مجلس الكنائس العالمي بسويسرا ومجلس حكماء المسلمين في الفترة من 30/9/2016 إلى 2/10/2016م في مدينة جنيف بسويسرا في إطار خطة الأزهر في المشاركة في حوار الأديان وجولة من ضمن جولاته المتعددة في التقارب بين الشرق والغرب.

- عقد اللقاء الثالث بين عدد من حكماء الشرق وبعض حكماء الغرب وممثلي الكنيسة الأنجليكانية برئاسة رئيس أساقفة كانتربيري البريطانية في القترة من 2 إلى 3 نوفمبر وعقد هذا المؤتمر في أبو ظبي.

- إصدار إعلان الأزهر للمواطنة والعيش المشترك (أول مارس 2017م) والذي انبثق عن المؤتمر الدولي " الحرية والمواطنة التنوع والتكامل" برئاسة الإمام الأكبر رئيس مجلس حكماء المسلمين. وقد أكد الإعلان أن مصطلح المواطنة في الإسلام مشددا على إدانة جميع التصرفات التي تقوم على التمييز وتتعارض مع مبدأ المواطنة وتبرئة الأديان كافة من الإرهاب بشتى صوره، وإقامة شراكة متجددة بين المواطنين العرب جميعا تقوم على التفاهم والاعتراف المتبادل والمواطنة والحرية فضلا عن رفض مصطلح الأقليات، لما يتضمنه من تمييز وحرمان لبعض فئات المجتمعات من حقهم في المواطنة والمساواة .

- مؤتمر الأزهر العالمي للسلام (أبريل 2017م)وكان هدفه: التلاقي حول الأسس الإنسانية الجامعة التي تحقق السلام بين البشر على اختلاف أديانهم وعقائدهم وأعراقهم وأجناسهم.الحضور الكريم إذا كان الأزهر الشريف يقع جغرافيا في مصر فإنه ظل يمتد ببصره وبصيرته إلى جميع أنحاء العالم يرصد اماله ويتتبع مشاكله ويعمل على تحقيق الوحدة الإنسانية في أسمي معانيها، وهو في ذلك يترسم خطى هادئة وهادفة سلاحه هو الدفاع عن الإنسانية وميدانه الدعوة وساحته التأثير الفكري للبشر ليكونوا على كلمة واحدة يلم بها الشمل ويتحقق بها الخير.

وتطرق إلى تحركات الأزهر الخارجية من أجل نشر ثقافة السلام والعيش المشترك، قائلا إن الدكتور أحمد الطيب رئيس مجلس حكماء المسلمين، أرسل وفدا أزهريا من علماء الأزهر للمشاركة في أعمال منتدى «بانجي» في جمهورية أفريقيا الوسطى كخطوة مهمة في إطار جهود الحوار والمصالحة، وفرصة حقيقية لشعب أفريقيا الوسطى لتجاوز الأزمات والمعارك الطائفية.

وناشد الأزهر الشريف جميع الأطراف المعنية بالمصالحة ببسط العدل الشامل والكامل بين أبناء شعب أفريقيا الوسطي دون تمييز بينهم بسبب العرق أو الجنس أو المذهب، فالجميع يجب أن يكونوا سواء أمام القانون في الحقوق والواجبات وناشدهم بعدم استغلال الدين أو استخدامه في معارك سياسية أو حزبية تنال من حرمة الأديان السماوية أو تهدر الحقوق المعتبرة.

وفي إطار الدعم الإنساني والمعنوي والإغاثي، الذي يقدمه الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين جاءت المساعدات لمسلمي الروهينجا.

فأرسل الأزهر وفدا إغاثيا إلى بنجلاديش- إلى مخيمات مسلمي الروهينجا في مدينة كوكس بازار، المتاخمة للحدود مع ميانمار لتوزيع المساعدات الإغاثية والإيوائية المرسلة من الأزهر الشريف والتي شملت عشرة الاف كرتونة لمواد غذائية وعشرة الاف بطانية، كمرحلة أولى، أعقبها مرحلة ثانية تضمنت مساعدات غذائية وطبية وإيوائية يقدمها مجلس حكماء المسلمين، حيث تعاني مدينة كوكس بازار من تكدس مخيمات اللاجئين، إذ تستضيف المدينة عشرات الالاف من اللاجئين الذين يعيشون في خيام، وسط ظروف مناخية متقلبة.

كذلك وجه الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إدارة القوافل الطبية والإغاثية بالأزهر الشريف بإعداد قوافل بالتعاون بين بيت الزكاة والصدقات المصري دعما لأبناء الشعب الفلسطيني في مواجهة ما يتعرضون له من قمع وتنكيل على أيدي قوات الاحتلال الصهيوني، ما أسفر عن استشهاد أكثر من مائة شخص، وإصابة عدة الاف اخرين في الأسابيع الأخيرة.

وتابع: "ضمت القافلة الأولى نحو 50 طنا من المساعدات الغذائية والإنسانية، وسيارتين محملتين بالمواد والمستلزمات الطبية، تم تسليمها إلى المسئولين في وزارتي الصحة والشئون الاجتماعية الفلسطينيتين، وشملت القافلة الثانية نحو 10 أطنان من المستلزمات الطبية، اللازمة لأقسام الطوارئ والعمليات الجراحية، والتي تناسب الاحتياجات الراهنة للمستشفيات في قطاع غزة، في ظل تزايد عدد المصابين بنيران قوات الاحتلال. كما تضم القافلة نحو 65 طن من المواد الغذائية المتنوعة، للتخفيف من معاناة أهالي القطاع، خاصة في ظل أجواء شهر رمضان المبارك، وما يعانيه سكان غزة من نقص في العديد من المستلزمات الغذائية".

وانطلاقا من المسؤولية الدينية والإنسانية للأزهر الشريف، والتزامه برسالته العالمية، قاد الأزهر الشريف تحركات إنسانية على المستوى العربي والإسلامي والدولي. وجاءت زيارات الأزهر إلى إيطاليا وبريطانيا وإندونيسيا ونيجيريا والفاتيكان وفرنسا لتصحيح المفاهيم المغلوطة وكشف تزييف الصور المشوهة التي يحاول البعض إلحاقها بالإسلام.

وقال عياد: "هذا غيض من فيض من الجهود التي بذلها الأزهر الشريف بسواعد أبنائه خاصة من فئة الشباب الذي حرص شيخ الأزهر على أن يفتح أمامهم المجال للعمل في كل المواقع والمراكز القيادية ليعود الأزهر شابا فتيا يافعا. وأخيرا أختم كلمتي بهذا الجهد العالمي الذي قام به الأزهر الشريف وثيقة الأخوة الإنسانية التي جاءت للعالم كله للإنسانية كلها، تأكيدا من الأزهر الشريف على أن الرسالات جميعها إنما جاءت لإسعاد الإنسانية كلها وبقائها ونمائها وأن الاعتداء على الإنسان هو جريمة في كل الأديان".

وأشار إلى أن الوثيقة جاءت ضمن لقاءات متعددة وجهود عظيمة قام بها أكبر رمزين دينيين على مستوى العالم، وهما الإمام الأكبر شيخ الأزهر، والبابا فرانسيس بابا الفاتيكان؛ وذلك من أجل ترسيخ ثقافة الحوار والتعايش السلمي بين الشعوب والمجتمعات، ومحاولة القضاء على تلك الحروب والصراعات والنزاعات الطائفية البغيضة التي أنهكت البشرية جمعاء، وخربت كثيرا من العمران، وأزهقت كثيرا من النفوس والأرواح، وخلفت عددا لا يحصى من اليتامى والأرامل والضعفاء والمساكين. وإني أدعو من هذا الملتقى وهذا الجمع الكريم أدعو الجميع إلى المشاركة في نشر هذه الوثيقة وتعليمها لأجيال ناشئة جديدة وتفعيل ما جاء فيها، لتنتشر المحبة والمودة بين البشر، وينعم الجميع بالخير والسلام.


مواضيع متعلقة