تمهيد طريق جبلى بطول 45 كيلومتراً وسط صحراء سوهاج بالجهود الذاتية

كتب: خالد الغويط

تمهيد طريق جبلى بطول 45 كيلومتراً وسط صحراء سوهاج بالجهود الذاتية

تمهيد طريق جبلى بطول 45 كيلومتراً وسط صحراء سوهاج بالجهود الذاتية

مبادرة شعبية حظيت بدعم عدد كبير من أهالى القرى التابعة لمركز أخميم فى محافظة سوهاج، أطلقها أبناء قرية «الصوامعة شرق»، لتمهيد طريق جبلى بطول 45 كيلومتراً وسط الصحراء الشرقية، بهدف ربط المنطقة بطريق البحر الأحمر، وهى المبادرة التى شهدت مشاركة بعض أصحاب المحاجر فى المنطقة، الذين وفروا المعدات والعمال للمساهمة فى تمهيد الطريق، قبل أن يتقدم الأهالى بطلب إلى وزارة النقل لرصف الطريق، بعد أن تكفّلوا بتمهيده بجهودهم الذاتية.

أهالى "الصوامعة" يناشدون "النقل" رصف الطريق: يختصر 100 كيلو من المسافة للبحر الأحمر.. ويمكن تحويله إلى طريق دولى بإمكانيات قليلة

وحسب أهالى قرية «الصوامعة»، فإن الطريق الجديد يختصر المسافة بين المنطقة وطريق البحر الأحمر بنحو 100 كيلومتر، عن الطريق القديم، الذى يبدأ من قرية «الأحايوة»، جنوب أخميم، كما يخفّف مشقة السفر إلى مدن البحر الأحمر أو المحافظات الشمالية، وقال «محمود كامل أبوالفتوح»، مهندس مدنى من أبناء قرية «الأحايوة»، إن الأهالى يطالبون بإنشاء طريق يربط قرية «الصوامعة» بطريق البحر الأحمر، ويمر من خلال الظهير الصحراوى للقرية، بمسافة تصل إلى نحو 45 كيلومتراً، مشيراً إلى أن الأهالى قاموا بشق هذه المسافة بمعدات خاصة وبجهودهم الذاتية، مما يساعد بشكل كبير فى استكمال أعمال رصف الطريق، بشكل سريع وبتكاليف أقل.

وأوضح «أبوالفتوح» أن الطريق، فى حالة رصفه، سيُحدث نقلة كبيرة بالنسبة لمحافظة سوهاج ككل، حيث تنتشر آلاف الأفدنة المسطحة على امتداد الطريق، والتى تصلح لاستخدامات متعدّدة، منها إقامة مصانع ومجتمعات عمرانية جديدة، لافتاً إلى أن الطريق الجديد يمر بالعديد من المحاجر، وسيسهم تنفيذه فى إنشاء ورش للرخام. وأضاف أن الطريق سيسهم أيضاً فى تشغيل العديد من المحاجر الأخرى، وتكون من خلاله محافظة سوهاج من المحافظات الرائدة فى إنتاج الرخام، الذى سيتم تصديره للخارج، ويعود على خزينة الدولة بالعملة الصعبة، وسيكون بمثابة إضافة تعمل على نهضة وتنمية المحافظة، التى عانت من تدنى الخدمات والمرافق طويلاً، حسب قوله.

كما أكد «أسامة العوامى»، أحد أهالى قرية «الصوامعة»، أن الطريق الجديد يمكن تحويله إلى طريق دولى بإمكانيات قليلة، لافتاً إلى أن هناك مخططاً لإنشاء طريق يربط مدينة ساقلتة بطريق البحر الأحمر، وهو يبعد عن الطريق المقترح بمسافة 7 كيلومترات تقريباً، لكن طريق ساقلتة يحتاج إلى ميزانية ضخمة، تقارب مليار جنيه، نظراً لأنه يمر عبر سلسلة من الجبال تحتاج إلى تفتيتها بالديناميت، كما أن هناك عدداً من الأودية، بعكس طريق «الصوامعة»، الذى أصبح ممهداً ولا ينقصه إلا الرصف، وهو ما يوفر تكاليف كبيرة على الدولة، مشيراً إلى أن الطريق يخدم مدينة ساقلتة وجميع مدن المحافظة.

وأضاف «العوامى» أن جبال قرية «الصوامعة شرق» يوجد بها أجود أنواع الرخام، ويسمى «كريمة بيضاء»، ويتراوح سعر المتر المربع منه ما بين 7 و8 آلاف جنيه، وأوضح أن شق هذا الطريق يسهم فى فتح مئات الورش والمحاجر، مما يساعد على توفير فرص عمل للآلاف من الشباب، فضلاً عن إنشاء منطقة صناعية تقوم على إنتاج الرخام، كما أن المنطقة التى يمر بها الطريق، توجد بها آلاف الأفدنة يمكن استخدامها واستغلالها فى مجالات مختلفة، حيث تصلح لإقامة مصانع وتجمعات سكنية، كما يسهم إنشاء الطريق فى فتح العديد من المجالات التنموية لشباب القرى، ويسهم بشكل كبير فى وضع قرية «الصوامعة شرق» على الخريطة التنموية للدولة.

وفى المقابل، أوضح مصدر بمجلس مدينة أخميم أن تنفيذ الطرق الصحراوية، التى تقع خارج زمام المدينة، تكون من اختصاص وزارة النقل، إلا أن المصدر نفسه أكد أنه فى حالة تنفيذ طريق يربط بين قرية «الصوامعة شرق» وطريق البحر الأحمر، وهو الطريق الذى قام الأهالى بتمهيده بجهودهم الذاتية، سيكون له مردود إيجابى على المنطقة، وسيختصر المسافة بين سوهاج والبحر الأحمر.


مواضيع متعلقة