قلعة عجرود.. شاهد على صراع العثمانيين والمماليك على طريق الحجاج

كتب: الوطن

قلعة عجرود.. شاهد على صراع العثمانيين والمماليك على طريق الحجاج

قلعة عجرود.. شاهد على صراع العثمانيين والمماليك على طريق الحجاج

لأنه أهم طريق تاريخيا للحجاج في شمال أفريقيا، كان الهدف الأول للعثمانيين عندما دخلوا مصر أن يسيطروا على طريق الحجاج في محافظة السويس، وخاصة قلعة "عجرود " وبئر المياه بها، مصدر المياه الرئيسي للحجاج ولذلك هاجم العثمانيون القلعة فور دخولهم إلى مصر ليسيطروا على أهم الطرق الدينية.

وحسب تأكيد المؤرخين كانت من أهم طرق العثمانيين هو استخدام طريق الحجاج بالسويس، نظرا لقيمته الدينية، بجانب أنه الطريق المهم لسير القوافل التجارية التي تتحرك من دول شمال أفريقيا إلى قارة آسيا وصولا إلى البحر الأحمر.  

وقال حسام الحريري، الباحث في تاريخ السويس، إن قلعة "عجرود" الشهيرة يحدها من الجنوب طريق القاهرة السويس ومن الشمال خط سكة حديد القاهرة السويس وتبعد حوالي 20 كيلو مترا عن مدينة السويس، وكان هذا الموقع يعد ملتقى طريق الحج القديم حيث كان السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون قد بنى خان للمسافرين لأداء فريضة الحج وحفر بئر بها بعمق 40 مترا وأنشأ بها سبيلا لشرب الحجيج فكان هذا الخان بمثابة استراحة للحجيج يتزودون فيها بالغلال والماء قبل انتقالهم إلى منطقة تل الحاج والتي تسمى حاليا جبلاية السيد هاشم ومن هناك كانوا يعبرون إلى منطقة الشط ثم إلى نخل داخل سيناء ويستكملون طريقهم إلى العقبة بالأردن ثم بلاد الحجاز وكانت مساحة الخان تبلغ 60 × 60 مترا، وكان يدعم أركانه أربعة أبراج.

وأكد حسام الحريري أنه توجد بالقلعة ملحقات خدمية عبارة عن أفران لإعداد الطعام وطواحين لطحن الغلال كما كان الخَان يشتمل على مسجد له مئذنة، أما البرج أو القلعة فقد تم تشييده في عهد السلطان الأشرف أبو النصر قنصوه الغَوري عام 914 هجرية الموافق عام 1509م وهى مستطيلة الشكل طولها 37 مترا وعرضها 15 مترل ويدعم الركنين الشرقي والغربي لها برجان يتكون كل منهما من طابقين وفد هجر كل من الخان والقلعة بعد ذلك حيث توقف بعد ذلك طريق الحج بالقوافل مابين القاهرة والسويس عام 1858م بعد إنشاء خط السكك الحديدية القاهرة السويس وحاليا لا توجد من كل من الخان والقلعة إلا بقايا البئر القديم وأرض الخان، وكل هذا جعل من القلعة هدفا مهما للعثمانيين عندما دخلوا مصر،  واسم عجرود أصله كلمة يونانية وهى هجروت وتعني المكان القفر الذى لا زرع فيه ولا ماء، وقد وجدت مجموعة من الوثائق بأطلال الخان والقلعة وهى معروضة حاليا بمتحف السويس القومي.

ومن بين المؤرخين الذين تحدثوا عن بئر مياه عجرود قبل وفاته المؤرخ السويسي الدكتور بكلية الفنون بجامعة السويس، علي محمد علي، الشهير بـ "علي السويسي"، والذي يؤكد أن بئر المياه هي أكبر دليل على أن الحياة كانت موجودة بالقلعة، وكان من أسباب لصراع العثمانين والمماليك للسيطرة على الطريق وبئر المياه.

وأكد الكاتب فاروق متولي، المؤرخ بالسويس، أن محافظة السويس تاريخيا دائما كانت مهمة، وأن العثمانيين كان من أهدافهم فور دخول مصر السيطرة على طريق الحجاج وبئر المياه، نظرا لأهميته وموقعه المهم.

ويقول ياقوت الحموي في معجم البلدان عن القلزم وبئر الحجاج، "هذا البئر كانت السويس تشرب منه وهنا في هذا المكان التي ما زالت القلعة موجودة وشاهده عليه كانت توجد مدينة السويس القديمة، وعندما احتل العثمانيون مصر، هاجموا هذه المنطقة وهدموا القلعة وهجروا أهل السويس من هذه المنطقة إلى المنطقة التي نحن نعيش بها في السويس الحالية بالقرب من خليج السويس، والتاريخ يؤكد أن القلعة أقيمت بمدينة السويس القديم".

ويوجد في محيط بئر المياه، كميات الكبيرة من الفخار المتناثرة في كل مكان، وهو ما يؤكد أن المكان غني بالقطع الأثرية.

وقال مسؤول بمديرية الآثار بالسويس طلب عدم ذكر اسمه، إن فرقا من وزارة الآثار درست منطقة صحراء عجرود وبئر الحجاج، وقلعة قنصوة الغوري والآثار الموجودة بالمنطقة، وتوجد خطة عمل تنفذ من أجل تطوير المنطقة الآثرية.


مواضيع متعلقة