فيديو.. كلمة السيسي بافتتاحية قمة مجموعة العشرين في ألمانيا

فيديو.. كلمة السيسي بافتتاحية قمة مجموعة العشرين في ألمانيا
انطلقت أعمال قمة مجموعة العشرين وأفريقيا، المنعقدة بألمانيا، صباح اليوم، بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبدأت فاعليات القمة بالجلسة الافتتاحية غير الرسمية حول "الاستثمار في أفريقيا"، تحت شعار "أوروبا وأفريقيا شريكتان متساويتان ودائمتان".
نهوض الدول الأفريقية يحقق منفعة متبادلة للقارة
وألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمته، خلال الجلسة الافتتاحية، معربًا عن سعادته بالمشاركة في قمة مجموعة العشرين وأفريقيا، موجّها الشكر للقائمين على تنظيمه، لما تمثله قضية جذب الاستثمارات من قاطرة لا غنى عنها في تحقيق التنمية الشاملة المنشودة في قارتنا الأفريقية.
وأضاف الرئيس السيسي أنَّ قضية جذب الاستثمارات جزء لا يتجزأ من مكونات الاستقرار، نظرًا لأثرها الإيجابي والعابر لقطاعات الدولة، لما يصاحبها من زيادة من فرص التشغيل ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات، فضلًا عن إضفاء طابع من الثقة لحالة الاقتصاد ككل، وبما يعزز من مساهمة القارة في سلاسة القيمة المضافة في العملية الإنتاجية على المستوى الدولي".
وتابع الرئيس أنَّه "علينا إدراك أنّ هذا التأثير الإيجابي للاستثمارات لا ينحصر في المحيط الأفريقي فحسب، بل تمتد آثاره عبر البحر المتوسط لجوارنا الأوروبي، في ظل تنامي الطبيعة المترابطة والمتشابكة التي باتت تتسم بها العلاقات الدولية على نحو غير مسبوق، ما يفسر حرصنا جميعا على التحاور وتبادل الآراء بشكل متواصل في مختلف الأطر الدولية مثل اجتماعنا اليوم، وبما يرسخ مفهوم أنّ نهوض دولنا الأفريقية يحقق المنفعة المتبادلة بيننا".
وتحدث السيسي عن الاقتصاد العالمي، قائلًا إنّه إذا كان هناك توافقا على منطق التأثير المتبادل للاقتصاد، فيجب أن نعي حجم وتحديات ونطاق التحديات المحيطة بنا.
الدول النامية بأفريقيا الأكثر تضررا من تباطؤ الاقتصاد العالمي
وأضاف الرئيس أنّه في الوقت الذي تتزايد فيه حدة التواترات التجارية العالمية، وتتصاعد التوجهات الحمائية وتتنامى المخاوف من مواصلة تباطؤ الاقتصاد العالمي، فإنّ دولنا النامية بالتأكيد خاصة الأفريقية منها، ستكون الأكثر تضررا من هذه التطورات السلبية، لا سيما عند الأخذ في الاعتبار التحديات القائمة في الأساس، مثل أعباء الديون ومحاربة الفقر والأمراض المتوطنة، والتصدي لظاهرة تغير المناخ وغيرها، ما يستلزم اتجاه المجتمع الدولي لتوفير صور الدعم الممكن لدول القارة لمجابهة التحديات.
واستكمل السيسي أنّ قارتنا الأفريقية تمتلك من المقومات والموارد المتنوعة والموقع الجغرافي المتميز جنبا إلى جنب، مع ما لديها من إرادة سياسية ورؤية واضحة المعالم لتنفيذ إصلاحات وإقامة مشروعات الربط والاندماج الإقليمي، وتفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية، بما يؤهلها لأن تصبح أحد محركي النمو للاقتصاد العالمي، ويؤكد حفاظها خلال السنوات الأخيرة على كونها واحدة من أسرع المناطق نموا، واقتران معدل نمو التجارة البينية وتنامي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر.
وقال الرئيس السيسي إنّ التقييم الأمين للعلاقات المصرية الألمانية يجعل منها مثالا يحتذى به للتنسيق والتشاور السياسي لبناء الشراكات الاقتصادية والتجارية القائمة على المصالح والمنفعة المتبادلة، فمن ناحية توفر مصر فرصا استثمارية هائلة جراء ما تحقق من نتائج مشهود بها على صعيد الإصلاح الاقتصادي، إضافة لما توفره من بوابة للنفاذ إلى قارات ومناطق أخرى.
وأضاف السيسي أنّ الجانب الألماني بما لديه من خبرات يصبح شريكا استراتيجيا موثوقا على أصعدة متعددة.
مصر توفر فرصا هائلة للاستثمار.. وألمانيا شريك مهم لنا
وأوضح الرئيس أنّه تأسيسا على ما تقدم فهناك العديد من التجارب الناجحة التي تحققت ويمكن الاسترشاد بها، لتكون حافزا لمزيد من الشركات لتوجيه استثماراتها للدول الأفريقية، وتضيف للتاريخ الطويل للترابط القائم بين القارتين الأوروبية والأفريقية، والتي تشكل الاستثمارات الألمانية ركنا أساسيا منه، وهو ما نأمل في أن تفضي مخرجات اجتماعنا لتطويره والارتقاء به، من خلال عملية توفر التمويل وتعرض فرص الاستثمار وتحز الشركات بشكل عملي.
وأشار السيسي إلى المبادرة الألمانية لإنشاء صندوق لتشجيع الاستثمار بأفريقيا، معتبرا إياه بمثابة تطور مهم نحو تحقيق الغايات المشتركة.
وأتمّ السيسي كلمته بالتأكيد على وجود قصص نجاحات عديدة للشراكة بين ألمانيا، ودول القارة الأفريقية، موضحا: "لا يوجد مجال للتطرق إليها تفصيلا، والمغزى في الاسترشاد بعوامل وظروف نجاحها وجعلها حافزا لمزيد من التعاون لما يمثل تطبيقا عمليا لمنطق المنفعة المتبادلة".
وانطلقت اجتماعات قمة العشرين التي تبحث سبل تنمية قارة أفريقيا في العاصمة الألمانية برلين اليوم، بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي بصفته رئيس الاتحاد الأفريقي في دورته الحالية.
وتهدف قمة العشرين – أفريقيا إلى دعم التعاون الاقتصادي بين أفريقيا ودول مجموعة العشرين، من خلال مشروعات مشتركة تسهم في الإسراع بوتيرة النمو بالقارة السمراء، وهي المبادرة التي أطلقتها ألمانيا الاتحادية 2017، خلال رئاستها لمجموعة العشرين بهدف دعم التنمية في البلدان الأفريقية وجذب الاستثمارات إليها.
وشهدت زيارة الرئيس السيسي لألمانيا نشاطًا مكثفًا على الصعيد الثنائي، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا في شتي المجالات، وتبادل الرؤى ووجهات النظر بشأن تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.