"السياحة الميسرة".. مصر تمهد مقاصدها لذوي القدرات الخاصة.. وخبراء يؤكدون: عوائدها مرتفعة

"السياحة الميسرة".. مصر تمهد مقاصدها لذوي القدرات الخاصة.. وخبراء يؤكدون: عوائدها مرتفعة
- ذوى القدرات الخاصة
- منظمة السياحة العالمية
- السياحة الميسرة
- السياحة الوافدة
- الإعاقة
- ذوى القدرات الخاصة
- منظمة السياحة العالمية
- السياحة الميسرة
- السياحة الوافدة
- الإعاقة
تشير التقديرات العالمية إلى أن عدد ذوى القدرات الخاصة وصل إلى أكثر من مليار شخص، وهو ما يُمثل قرابة 15% من إجمالى عدد سكان العالم، وتشكل هذه الشريحة نسبة 10% من إجمالى حركة السياحة الدولية، إضافة إلى ما يقرب من مليارى شخص يمكن أن يكونوا مرافقين أو مقدمى خدمة لهم، أى ما يشكل ثلث سكان العالم يمكن أن يكونوا سوقاً ضخمة محتملة للسياحة والسفر.
ووفقاً لآخر مؤشرات منظمة السياحة العالمية، فإن نسبة السياح الأستراليين من ذوى الإعاقة بلغت 11% من إجمالى السياحة الوافدة، كما أظهرت دراسات فى الولايات المتحدة أن البالغين الأمريكيين من ذوى الإعاقة ينفقون بمعدل 13.6 مليار دولارسنوياً، أى بزيادة قدرت من 30:20% على السائح العادى.
وبعد أن كانت هذه الفئة تعانى لسنوات عديدة من صعوبة فى السياحة والسفر، نظراً للنقص الكبير فى الخدمات بسبب المرافق والنقل التى تعرقل من حركة السفر بسهولة وراحة، فضلاً عن السياسات والممارسات التمييزية، توجهت أنظار العالم خلال الفترة الماضية لتبنى نوع جديد من السياحة، أطلق عليه مسمى «السياحة الميسرة»، تحديداً فى عام 2006 عندما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اتفاقية بشأن حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة، وأنشأت أول منظمة خاصة بسياحة ذوى القدرات الخاصة، التى تستهدف وصول المنتجات والخدمات السياحية لجميع الناس، بغض النظر عن القيود البدنية أو الإعاقة أو العمر.
وعلى الصعيد الدولى، لاقى هذا النوع من السياحة اهتماماً خاصاً من الدول الأوروبية وأمريكا، وعدد من البلدان العربية مثل الإمارات العربية المتحدة وكذلك السعودية، كما تشهد اليابان تجربة خاصة لمثل هذه السياحة، حيث أعلنت حكومتها أن الفنادق الجديدة التى تتسع لأكثر من 50 غرفة ملزمة بتوفير إقامة ملائمة لذوى الإعاقة، فى ظل الاستعدادات لاستضافة أولمبياد طوكيو2020، حيث تم تركيب مصاعد وسلالم فى شبكة مترو الأنفاق بسمات خاصة.
وبموجب القوانين المعدلة لطوكيو، يتعين على الفنادق المبنية والمجددة حديثاً أو النزل التقليدية أن تكون على الأقل نسبة 1% من الغرف خالية من العوائق لمستخدمى الكراسى المتحركة، وأن يكون مدخلها أوسع من 80 سم، وتحتوى على دورة مياه مع درابزين ولا يفصل درج بين غرفها.
وبدأت تخطو مصر خلال الفترة الماضية باستعدادات لجذب الفئة المستهدفة من «السياحة الميسرة»، حيث تم افتتاح مسار خاص لذوى الاحتياجات الخاصة من المكفوفين بالمتحف المصرى، لتعريف القطعة الأثرية بلغة برايل وأجهزة الصوت الإلكترونية، إضافة إلى معبد الكرنك بالأقصر، الذى يعتبر أول موقع أثرى فى مصر مفتوح وممهد لاستقبال زائريه من ذوى الاحتياجات الخاصة، كما قامت وزارة السياحة بإقامة العديد من الدورات التدريبية بالتعاون مع الجانب الإيطالى لتأهيل المرشدين السياحيين على شرح المعالم الأثرية بلغة الإشارة، يأتى ذلك فى ظل مشاركة الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة، فى فعاليات منتدى السياحة الميسرة فى المنطقة العربية، التى أكدت من خلاله أهمية هذا النمط من السياحة الذى يتميز عملاؤه بالولاء وتكرارية الزيارة حال توافر الخدمات والتسهيلات التى تُلبى احتياجاتهم.
وخرج المنتدى بعدد من التوصيات لتطوير مفهوم السياحة الميسرة، فى مقدمتها دعوة المنظمة العربية للسياحة بإنشاء مجلس مختص لهذا النمط فى الوطن العربى، والتأكيد على ضرورة إقامة مؤتمرات وندوات لرفع الوعى بها، ودعوة وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعى لإبراز أهميتها.
وعلى جانب آخر فإنه لاستقطاب تلك الشريحة السياحية بأعداد متزايدة يؤكد خبراء السياحة أن البداية يجب أن تكون بتجهيز البنية التحتية، من مراعاة إنشاء فنادق بمواصفات تناسب هذا النوع من السائحين، من حيث الغرف أو الشواطئ، وكذلك توفير وسائل مواصلات ونقل خاصة تناسب فئة السياح المستهدفة، كما أنه على الدولة الالتفات لتجربة مثل طوكيو بإلزام المستثمرين المقدمين للخدمات الفندقية باشتراطات قانونية تخدم هذا النوع من السياحة، سواء بعدد غرف مُعدة بتجهيزات خاصة أو فى التصاميم الهندسية الخاصة بالبنيات.
إلهامى الزيات: السياحة الميسرة عائدها يزيد بنسبة 20% على الأنماط الأخرى.. ومصر لا تملك سوى مركب سياحى واحد يراعى فئة ذوى القدرات الخاصة
وفى هذا الصدد أكد إلهامى الزيات، رئيس الاتحاد العام للغرف السياحية سابقاً، عضو الشركة القابضة للمطارات، ضرورة الاهتمام بسياحة ذوى القدرات الخاصة، لأنهم يمثلون شريحة كبيرة على المستوى العالمى والمحلى، خاصة أن أنظار العالم كله حالياً تتجه إلى هذه النوعية من السياحة، التى بدأت أوروبا فى استقطابها، وعلى رأسها دولتا فرنسا وسويسرا، وأضاف أنه لضرورة نجاح منظومة السياحة الميسرة علينا أن نراعى أولاً تمهيد المزارات التاريخية بطرق وأرصفة ومنحدرات تراعى راحة هذا السائح، إضافة إلى إيجاد مواصفات خاصة بغرف الفنادق، متابعاً: بالفعل هذا مطبق فى عدد قليل من الفنادق الـ5 نجوم، إلا أن مصر لا يوجد بها سوى مركب واحد يحتوى على 4 غرف تراعى هذه الفئة من السائحين، ولفت إلى أهمية تحفيز شركات السياحة على استخدام مواصلات سياحية مجهزة، موضحاً أنه بعد الانتهاء من تجهيز البنية التحتية لاستقبال مثل هذا النوع من السياحة، علينا الترويج لجذب شريحة ذوى القدرات الخاصة، من أسواق السياحة العالمية، وطالب «الزيات» بإدراج بعض القوانين وإدخالها حيز التنفيذ فيما يخص إلزام الفنادق بحد أدنى من التجهيزات التى تخدم سياحة ذوى القدرات الخاصة، مؤكداً أن الخسارة ستلحق بأصحاب المنشآت الفندقية فى حالة خسارة هذه النوعية من السياح، الذى تفوق نفقاته أكثر من 20% عن السائح العادى، لأنه عادة ما يصطحب مرافقاً أو أكثر.
نورا على: الدولة لديها الإرادة الجادة لتدشين هذا النمط من السياحة والاهتمام بالبنية التحتية أولى الخطوات
وترى نورا على، رئيسة مجموعة «ماستر ترافيلز» للسياحة، رئيسة الاتحاد المصرى للغرف السياحية سابقاً، إن مصر لم تستعد بعد لاستقبال مثل هذا النوع من السياحة، موضحة أن الدوله لديها الإرادة الجادة لتبنى مثل هذا النمط ذات العائد المرتفع عالمياً، وذلك بما يتواكب مع تغيرات فى متطلبات البنية التحتية، خاصة وسائل المواصلات الخاصة وتمهيد الطرق كخطوة أولى وهامة قبل كل شىء، وأضافت أن السياحة الميسرة أصبحت تُدار اليوم فى أوروبا من قبل شركات متخصصة فى هذا النمط فقط، ويقام لها مؤتمرات كبيرة فى دول أوروبا والولايات المتحدة.
عمرو صدقى: مشروع قانون السياحة الميسرة يمهد لمواكبة مصر التطورات العالمية للتيسير على ذوى القدرات الخاصة
وقال الدكتور عمرو صدقى، رئيس لجنة السياحة والطيران المدنى بمجلس النواب، إن مشروع قانون السياحة الميسرة لذوى الاحتياجات الخاصة يعد جزءاً من قانون تنظيم السياحة الصحية، منوهاً أنه تم الانتهاء من مناقشة اللجنة لهذا القانون وعرضه على رئيس مجلس النواب ليتم التصديق عليه خلال الفترة المقبلة، وأن مشروع القانون فى شكله النهائى سيُنفذ بسهولة، وشدد صدقى على ضرورة توظيف الثروة البشرية لأنواع مختلفة من السياحة، مشيراً إلى أن مصر تقتصر على نشاطين فقط فى السياحة، هما التقليدية والشاطئية، وعلينا العمل على زيادة أنماط السياحة كـ«الميسرة والاستشفائية» لجذب نسبة أكبر من السياح بمختلف شرائحهم.
فيما أشار بهاء مختار، الأمين العام المساعد بالمجلس القومى لشئون الإعاقة، إلى أن نسبة ذوى الاحتياجات الخاصة فى مصر بلغت 10.6% من إجمالى عدد السكان، مضيفاً أن دور المجلس يرتكز على تقديم أنشطة وحلول للمشكلات التى تواجهها هذه الشريحة، وذلك بالتعاون مع العديد من الوزارات التى تقدم خدمات لذوى الاحتياجات الخاصة، وأوضح أنه يجرى فى الوقت الحالى تأهيل المحافظات لاستضافة سياحة ذوى الاحتياجات الخاصة، من حيث المنحنيات التى تكون أقل من ارتفاع الرصيف، دورات مياه بمواصفات معينة، وإشارات مرور صوتية لذوى الإعاقة البصرية ولغة الإشارة لإعاقات الصم، والشباك المخصص لهم.