الجلسة الـ3 غدا.. قضية "شهيد الشهامة" من موقف رجولي حتى موعد الحكم

08:58 م | السبت 16 نوفمبر 2019

في واقعةٍ، نال ضحيتها محمود محمد البنا، كل الدعم من المواطنين ليس في المنوفية وحدها، وإنما في كل ربوع مصر، ووجدت أسرة الضحية، كل الدعم المعنوي، الذي تمثل في تدشين "هاشتاج" متكرر للمطالبة بالقصاص من "راجح وشركاه"، الذين قتلوه بدم بارد، بطعنات متفرقة في جسده، وسط توقعات باسدال ستارها في جلسة الغد.

"شهيد الشهامة".. قضية تحولت لبطولة ونموذج، بدأت بالدفاع عن فتاة، حاول المتهم الرئيسي محمد راجح، التعدِ عليها وضربها، في أحد شوارع مدينة تلا، التابعة لمحافظة المنوفية، ما استفز مشاعر الشاب الصغير ابن الـ17 عامًا، فكتب منشورًا على أحد مواقع التواصل الإجتماعي، يقول فيه: "ليس من الرجولة التعدِ على فتاة".

قرر "راجح وشركاه"، الانتقام من "البنا"، واتصل بالأخير قبيل الواقعة، وذهب لمنزله، مهددًا إياه وقائلا له: "لو راجل انزل لي"، وانتظره بمعاونة 3 من أصدقائه، في أحد الشوارع المحيطة بمنزله، وتعدوا عليه بالضرب، ففر هاربًا، ولكنهم لحقوا به وطعنوه طعنات متفرقة بالجسد، أودت بحياته.

تمكنت وحدة مباحث تلا، بقيادة الرائد أحمد الشافعي رئيس المباحث، وتحت إشراف اللواء محمد عمارة مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن المنوفية، من إلقاء القبض على المتهمين الثلاثة في أقل من 24 ساعة، وتم تحويل القضية إلى النيابة لمباشرة التحقيقات، التي أمرت بضم متهم رابع، ساعد المتهم الرئيسي في الهروب.

والد شهيد الشهامة: المتهمون استدرجوا محمود وقتلوه

وكان محمد البنا والد الضحية، أكد في تصريحات لـ"الوطن"، أن طريقة حدوث واقعة القتل، تدل علي وجود جرأة زائدة، وبلطجة وعنف لدى المتهمين، وهذا نتيجة لإهمال الأهالي في التربية، ووجود خلل لدى المجتمع كله، موضحًا أن المتهمون استدرجوا محمود، وترتيب موعد خروجه من المنزل، وأماكن مروره، وهجموا عليه.

من جانبه أوضح، عبدالعزيز نصير محام المجني عليه، أنه يتوقع توقيع المحكمة أقصي عقوبة على المتهمين الأربعة، مضيفًا أنه يتوقع الحكم في القضية في الجلسة الثالثة، موضحًا أنه من منطلق ثبوت الجريمة، وثبوت التخطيط، والإعداد لها من المتهمين، فإنه يتوقع توحيد العقوبة عليهم جميعًا، لأنهم فاعلين أساسيين في قضية القتل.

وطالب محامِ "شهيد الشهامة"، في تصريحات لـ"الوطن"، مجلس النواب، ببحث آليات تعديل القوانين المصرية الخاصة بالطفل، وإنشاء مشروع قانون جديد، بخصوص تحديد السن، أو مفهوم جديد لمسمى الطفل، أو تحديد المعنى الحقيقي للبلوغ في القانون المصري، بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية.

تحويل القضية للجنايات وبدء جلسات المحاكمة

أصدر النائب العام، قرارًا بإحالة المتهم محمد أشرف راجح وثلاثة آخرين، إلى محاكمة جنائية عاجلة، لاتهامهم بقتل المجني عليه محمود محمد البنا، عمدًا مع سبق الإصرار والترصد.

وأوضحت تحقيقات النيابة، أن أطباء مصلحة الطب الشرعي، أكدوا أن الطعنة التي أصابت فخذ المجني عليه الأيسر، هي التي تسببت في وفاته، وأنها جائزة الحدوث من مطواة، وهو ما أجمع عليه الشهود.

وعقدت محكمة جنايات الطفل، والمنعقدة بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، أولى جلسات محاكمة المتهم محمد أشرف عبدالغني راجح و3 آخرين، يوم الأحد 20 أكتوبر الماضي، في قضية قتل محمود البنا، عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، وسط تشديدات أمنية مكثفة بمحيط قاعة المحاكمة، بحضور والد محمود البنا، وموكلين عنه.

وعقب سماع المرافعات من المدعين بالحق المدني، وتلاوة أمر الإحالة إلى المحكمة، واجه رئيس الدائرة القضائية المتهمين الأربعة، بقتلهم محمود البنا عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، قالًا: "هل أنتم قتلتوا محمود محمد البنا؟" فرد عليه جميع المتهمين بإنكارهم الإتهام بقتل المجني عليه، قائلين: "مقتلنهوش يا سيادة المستشار"، وقرر تأجيل المحاكمة إلى 27 من الشهر الماضي.

وفي ثاني جلسات المحاكمة، استمعت هيئة المحكمة برئاسة المستشار باهر حسن، لشهادة الشهود، ومواجهة الطبيب الشرعي، والتأكد من السن الحقيقي للمتهمين، وقررت تأجيل الجلسة، ليوم الأحد 17 نوفمبر الجاري، لسماع المرافعات من محاميِ المتهمين.

من جانبه، توقع عبدالعزيز نصير محامِ المجني عليه محمود البنا، أن المحكمة ستصدر حكمها في القضية، في جلسة الغد، وهي الجلسة الثالثة، بعد سماع مرافعات محامو المتهمين.