رئيس دار الأوبرا: صمدنا أمام محاولات "الإخوان" إلقاء فن الباليه في سلة المهملات

رئيس دار الأوبرا: صمدنا أمام محاولات "الإخوان" إلقاء فن الباليه في سلة المهملات
- مجدي صابر
- رئيس دار الأوبرا
- الأوبرا
- أوبرا العاصمة الإدارية
- حفلات الأوبرا
- الباليه
- مجدي صابر
- رئيس دار الأوبرا
- الأوبرا
- أوبرا العاصمة الإدارية
- حفلات الأوبرا
- الباليه
قال الدكتور مجدى صابر، رئيس دار الأوبرا المصرية، إن الدار كانت حائط الصد الوحيد الذى صمد فى مواجهة الأفكار الظلامية والرجعية للإخوان وجماعتها الإرهابية، والتى كانت تحاول «إلقاء فن الباليه فى سلة المهملات، وتحويل الدار لمجلس شورى الجماعة».
د. مجدى صابر: أوبرا العاصمة الإدارية تحفة فنية.. ونتمنى إنشاء دار فى كل محافظة
وأوضح، فى حواره لـ«الوطن»، أن أوبرا العاصمة الإدارية تُعتبر تحفة فنية ومن أجمل دور الأوبرا فى العالم، وعند افتتاحها ستعمل جنباً إلى جنب مع دار الأوبرا الحالية، مضيفاً: «نتمنى أن يكون هناك دار أوبرا فى كل محافظة».
الحفلات ترضى كل الأذواق والطبقات
وطالب «صابر» بتغيير آلية سن المعاش للفنانين، حيث تعانى دار الأوبرا المصرية من عجز كبير فى العازفين على آلات النفخ والآلات الوترية، قائلاً: «خسرنا عشرات الفنانين الكبار، بسبب بلوغهم سن المعاش، والاستعانة بعناصر جديدة تكلف الكثير من الأموال لتدريبهم وتجهيزهم».
هناك نشاط مكثف لفعاليات دار الأوبرا فى المحافل الدولية.. ما أهم المشاركات؟
- الأوبرا تمتلك العديد من الفرق ما بين باليه وأوركسترا وموسيقى عربية ورقص حديث وأوبرا وغناء كلاسيك، وهذا تنوع كبير يجعل دار الأوبرا قادرة على إقامة احتفالات كبيرة تتناسب مع الأحداث القومية والزيارات الكبرى التى تشهدها مصر، ولله الحمد لم تشارك دار الأوبرا فى أى من الأحداث القومية إلا وكانت على قدر المسئولية، وأرى أن دار الأوبرا هى سفير فوق العادة بفنانيها الذين يمثلون مصر خير تمثيل فى الداخل والخارج، وكانت آخر المشاركات الدولية مشاركتهم فى احتفالات معرض بلجراد للكتاب، الذى حلت عليه مصر كضيف شرف للمرة الأولى، ووصلنى تقرير يشيد بحفلتى باليه أوبرا القاهرة الذى أبهر الجمهور الصربى الذى حرص على حضور أوبرا بلجراد بكثافة وتخطى العدد 2500 مشاهد فى كل حفلة، وتلك ليست المرة الأولى، حيث مثلت فرق دار الأوبرا مصر فى 15 محفلاً دولياً بدول عربية وأجنبية مثل فرنسا وبلجيكا وأوزبكستان والهند وتونس والجزائر والمغرب والإمارات والبحرين وحتى المملكة العربية السعودية، ودعماً للعلاقات المصرية الأفريقية شاركنا بفرق الإنشاد والموسيقى العربية فى احتفالات بعدد من الدول الأفريقية منها جنوب أفريقيا، وهذا فقط خلال 2019.
نسعى للتعاون مع السعودية
تحدثت عن حفلات فى السعودية والخليج ودول أفريقية.. ماذا عن استقبال تلك الدول لفعاليات دار الأوبرا؟
- شاركنا خلال 2018 و2019 بأكثر من 20 حفلة لفرق الموسيقى العربية فى جدة والطائف وعدة مسارح أخرى، وكان النجاح مبهراً وكنا نشعر أننا فى مصر ولسنا فى غربة بسبب حفاوة الاستقبال وحب الجمهور وتفاعله وإقباله الذى فاق التوقعات على الحفلات المصرية، وهو ما يجعلنا حريصين فى المرات المقبلة على المشاركة بشكل أكبر، كما أنه تم إيفاد فرق موسيقى عربية وإنشاد دينى لأفريقيا.
وهل من الممكن أن نرى تعاوناً أكبر فى صورة ورش تدريب لفرق خليجية؟
- هناك بالفعل تعاون مع الأوبرا السلطانية بسلطنة عمان وستقام 3 حفلات للباليه مارس المقبل فى السلطنة لباليه «الليلة الكبيرة» وباليه زوربا، إلى جانب حفل للإنشاد الدينى، وستشارك فرقة عمانية فى مهرجان الموسيقى العربية المقبل، ونأمل أن يكون هناك تعاون مع باقى دور الأوبرا فى الخليج، سواء فى مجال التدريب أو تبادل الخبرات، وفى ظل ما تشهده المملكة العربية السعودية مؤخراً من نهضة ثقافية وفنية مميزة من الممكن أن نرى قريباً حفلات للباليه، خاصة أننا لدينا أعمال باليه مميزة تتماشى مع طبيعة المملكة وتتماشى مع تلك النهضة التى تُعنى بكل ما هو مميز.
مركز تنمية المواهب معمل لتفريخ وصقل أى موهبة من الأطفال والشباب
حقق مركز تنمية المواهب بدار الأوبرا مؤخراً نجاحات عديدة، حدثنا عنها.
- تحول مركز تنمية المواهب لجامعة فنية أو معمل لتفريخ وصقل المواهب من الأطفال والشباب الذين وصل عددهم لـ2800 طفل وشاب فى القاهرة والإسكندرية وطنطا فى مختلف الفنون من باليه وغناء وعزف ورسم وتصوير وديكور، ويحرص المئات على الالتحاق، وبعض من لا يحالفهم الحظ يعاودون المحاولة فى العام الذى يليه نتيجة تميز الناتج النهائى، وهناك مبدعون حقاً، ولا يكاد حدث قومى يمر إلا ونرى موهبة عبقرية تبزغ، وكل ذلك نتيجة جهد نخبة من الأساتذة، ولله الحمد يحصد طلبة المركز المراتب الأولى فى كل المسابقات.
لدينا بروتوكول تعاون مع الصين لإقامة أوبرا فى الأقصر وأنهينا دراسة الجدوى الخاصة بالمشروع
ومتى نرى أنشطة مشابهة فى صعيد مصر؟ وهل من الممكن أن نرى دار أوبرا فى وجه قبلى؟
- بالفعل هناك بروتوكولات تعاون لعمل فصول تنمية مواهب فى الأقاليم، وذلك بتوجيه من وزيرة الثقافة، وكان هناك بروتوكول تعاون مع الصين لإقامة أوبرا فى الأقصر، وبالفعل تم عمل دراسة جدوى ونأمل أن تبدأ الخطوات التنفيذية قريباً.
لدينا 1200 كرسى فقط ونقيم 7 حفلات يومياً ولا بد من التوسع لخدمة الـ"100 مليون مواطن"
سعة دار الأوبرا معضلة كبرى تمنع المئات من الجماهير من حضور الفعاليات.. هل هناك توجه لعمل مسرح ملحق بساحة الدار لحل المشكلة؟
- سيكون من الصعب إقامة المزيد من المسارح على أرض دار الأوبرا، ولحل تلك المشكلة يجرى حالياً العمل فى واحة الثقافة فى مدينة السادس من أكتوبر وانتهينا بالفعل من 70% والمتبقى فقط تغطية المسرح والأسقف، وسيكون افتتاحها خلال عامين وسعتها 1200 كرسى، ولاستيعاب الطلب المتزايد نحرص على تشغيل كل مسارحنا بالتوازى، وأحياناً يكون لدينا 7 حفلات فى يوم واحد، وبالرغم من كل ذلك لا نستطيع استيعاب الطلب المتزايد على حفلات الدار، فالسعة الكلية 1100 كرسى لشعب 100 مليون، وهناك عروض يكون الإقبال عليها كبيراً جداً، حتى إن إجمالى من يدخلون على موقع الحجز الإلكترونى يتخطى الـ100 ألف فى بعض الأحيان، والمتاح فقط 1100 مقعد يحصل عليها 250 شخصاً يحجز كل منهم 4 تذاكر، وأملنا تعمل أوبرا العاصمة الإدارية التى تُعتبر تحفة فنية ومن أجمل دور الأوبرا فى العالم، جنباً إلى جنب مع دار الأوبرا الحالية وأتمنى أن يكون هناك دار أوبرا فى كل محافظة فى مصر.
لا نقدم فناً نخبوياً.. وهدفنا مواجهة الأفكار الظلامية.. وكثير من العازفين والفنانين هاجروا إلى الخارج لأنهم يحصلون هناك على مقابل مادى 10 أضعاف.. وحريصون على تقديم ثقافات جديدة
البعض يرى أن الأوبرا فن نخبوى، ما تعقيبك؟
- نحن نقدم مختلف الفنون لكل الأذواق وكل الطبقات، من موسيقى عربية لباليه لأوركسترا، فهل ما نقدمه نخبوى؟ بالطبع لا، ودار الأوبرا كانت حائط الصد الوحيد الذى صمد فى مواجهة الأفكار الظلامية والرجعية، وأنا شخصياً لى الفخر أننا فى خضمّ الثورة والأوضاع مشتعلة على بُعد خطوات فى ميدان التحرير، قدمنا باليه بحيرة البجع، وبعدها أوبرا عايدة، ثم كارمن بعد أيام، ولم نتوقف، وصمدنا فى عهد الإخوان برغم محاولاتهم المستميتة لإلقاء فن الباليه فى سلة المهملات، وتحويل الدار لمجلس شورى الجماعة، لكننا استقبلنا مهرجانات سينمائية وحفلات عالمية، وكنا الموقع الثقافى الوحيد الذى صمد فى مواجهة طيور الظلام بنخبة من فنانين حقيقيين دعمهم شعب واع مثقف ورث الفن منذ الفراعنة ورفض الرضوخ، وكانت جميع الحفلات مكتملة الجمهور فى وقت كان ميدان التحرير فيه مشتعلاً.
نعانى أزمة فى سعة الأوبرا والأمل فى مشروع العاصمة الإدارية
حدثنا عن تجربتكم فى فن الباليه.
- بدايتى بسيطة للغاية، فكنت طالباً فى إحدى المدرس الحكومية بمحافظة الجيزة، وعلمت أن هناك خبيراً روسياً طلب عدداً من الطلاب ليدرسوا فى المعهد العالى للباليه، بعد خضوعهم لمجموعة من اختبارات القدرات، وتم قبولى فى المعهد ومعى اثنان من أصدقائى، ولم أخبر أسرتى بذلك، حيث كان فن الباليه وقتها شيئاً غريباً مقارنة بالوقت الحالى، لذلك رفضت سحب ملفى من المدرسة فى البداية، إلى أن أخبرت أسرتى التى لم تعترض، وتلقيت تعليماً على يد نخبة من الخبراء الروس، مما أتاح لى فرصة التميز «كنت شقى بس شاطر».
وماذا عن رحلة الدراسة بالمعهد؟
- شاركت فى أول حفلة للباليه فى العام الثالث من الدراسة، وشاركت فى بطولة المدرسة، ومثلت على المسرح، وقتها انبهر والداى بما رأياه ولم يصدقا أننى من قدمت كل ذلك، بعدها التحقت بفرقة الباليه بأكاديمية الفنون، إلى أن عملت بدرجة (بريميير) فى فرقة الباليه بالأوبرا، «يعنى نجم الفرقة»، ثم شاركت فى كل الأدوار.
على مدى تاريخك.. ما العمل الذى تفخر بتقديمه؟
- أفتخر بكل ما قدمته، ولكن الحقيقة أن أكثر عمل شعرت بالفخر بتقديمه كان باليه الليلة الكبيرة، ولم أتوقع نجاحه بهذا الشكل، وقتها كان الدكتور عبدالمنعم كامل رئيساً للدار، وكنت أخشى الفشل، وكنت أقول له سيتم رفدنا بعد هذا العمل، وكان رده «اشتغل وانت ساكت»، ثم فوجئت بإعجاب موظفى الأوبرا بالبروفة النهائية، وكان المخطط ثلاث حفلات فقط، ونتيجة للنجاح المبهر وصل عدد الليالى لـ17 حفلة، كما أفخر بمشاركتى فى الإعداد لأكثر من 20 حفلة لذكرى انتصارات حرب السادس من أكتوبر، وقدمت أوبرا عايدة ثلاث مرات بمعبد حتشبسوت، وشاركت فيها شخصياً من قبل كراقص باليه فى التسعينات، وكانت من أكثر المشاركات التى أفخر بها، خاصة حين تستشعر أنك فى أحضان التاريخ، وكان مشهد النصر أروع مشاهد الأوبرا، لأنه يمثل حالة من الإبهار غير المسبوق، وكنا 12 راقصاً ومخرجاً إيطالياً ومصمم رقصات بلجيكى صمموا مشهداً لا يزال محفوراً فى ذاكرتى حتى الآن رغم مرور أكثر من 20 سنة، وكلها أعمال تدعو للفخر.
كيف ترى الأوضاع المالية للفنانين؟
- إلى حد ما مُرضية.. ونعمل على تحسين دخولهم، وأتابع جيداً مع وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم التى تبذل جهوداً مضنية من أجل تحسين أوضاع الفنانين، كما أن وزارة المالية حريصة على تقديم الدعم المالى لهم بشكل جيد.
هل هناك نية لتغيير بنود لائحة الأجور بدار الأوبرا؟
- نعم.. غيّرنا لوائح المكافآت، بعد أن تم عرضها على مجلس الإدارة، ولا بد أن يكون هناك نوع من المرونة فى رواتب الفنانين.
وماذا عن معاشات الفنانين؟
- هناك ضرورة مُلحة لتغيير آلية معاش الفنانين، وعدم اقتصاره على سن معينة، بل يكون مدى الحياة، فلدينا عجز كبير فى العازفين على آلات النفخ والآلات الوترية، وخسرنا عشرات الفنانين الكبار بسبب بلوغهم سن المعاش، وبالرغم من أن الاستعانة بعناصر جديدة تكلف الكثير من الأموال على تدريبهم، وتأهيلهم بشكل مميز، إلا أن القوانين تجعل يدنا مغلولة أمام ذلك، وحتى إن استعنا بمن خرجوا على المعاش، فإن التعاون معهم يكون بالقطعة وهو أمر غير محبذ لهم.
كيف تفسر هجرة الكثير من العازفين والفنانين للخارج؟
- «المرتب بيفرق».. العازف فى ألمانيا يصل دخله من الحفلة 4000 يورو، وأقل عازف فى العموم بره مصر دخله يتراوح من 1000 لـ2000 دولار فى الحفلة الواحدة «يعنى يعملهم فى 10 حفلات فى الأوبرا فى مصر».
هل لديكم شراكات مع دول أخرى؟
- حريصون على تقديم ثقافات جديدة، وتخريج مخرجين جُدد، ولدينا شراكات مع العديد من الدول الأجنبية لتبادل المدربين والفرق المسرحية كاليابان والصين وإسبانيا والأرجنتين، وأمريكا اللاتينية، وآسيا.
أوبرا توت عنخ آمون لزاهى حواس ستُعرض كإحدى فعاليات افتتاح المتحف المصرى الكبير
بمناسبة الحديث عن أوبرا عايدة، هل من الممكن أن نرى قريباً أوبرا توت عنخ آمون التى ألفها زاهى حواس؟
- عقدنا بالفعل عدداً من جلسات العمل مع الدكتور زاهى حواس، واتفقنا على أن يقيم عدداً من الحفلات فى الخارج، ثم تنتقل لمصر لعرضها كإحدى فعاليات افتتاح المتحف المصرى الكبير، وهى عمل مميز وكبير يسعدنا أن نقوم به، وستضاف كعمل فنى مصرى مميز.