في مئويته.. مشاهد من سجن محمد فريد

في مئويته.. مشاهد من سجن محمد فريد
مئة عام مرت على رحيل "محامي الشعب والأمة"، ظل فيها السياسي والحقوقي الشهير محمد فريد، الذي فقد ثروته في سبيل القضية المصرية، واحدا من المناضلين المصريين المؤثرين في التاريخ الحديث.
ولد محمد فريد في 20 يناير 1868، وهو من أصل تركى أنفق عمره وثروته من أجل القضية المصرية ضد المحتل الإنجليزى، ورحل فى 15 نوفمبر 1919، وكانت له جهود عدة في إنشاء أول نقابة عمالية في مصر بجانب إنشاء المدارس الليلية في الأحياء الشعبية لتعليم الفقراء مجانًا، كما وضع الأساس للعديد من المدارس فى القاهرة والمحافظات النائية.
ولمحمد فريد فترة سجم مليئة بالأحداثـ وذكرها عبد الرحمن الرافعي، في كتابه بطل الكفاح الشهيد محمد فريد قصة سجن:
كتاب وطنيتي للاستاذ علي الغاياتي الصادر في يوليو 1910 كان وراء سجن محمد فريد، وكان للكتاب مقدمتين واحدة لمحمد فريد والثانية للشيخ عبد العزيز جاويش، ورغم أن الزعيم الراحل كان قد كتب مقدمته دون أن يطلع على محتويات الكتاب وقبل أن يتم الغاياتي وضعه، وسلمها إليه في فبراير سنة 1910 أي قبل إعداد الكتاب للطبع، سافر إلى أوروبا في 5 مايو وظهر الكتاب في بوليو ، ورغم أن المقدمة ليس بها ما يؤخذ عليه إلا أن النيابة عدته شريكا للمؤلف في التهم.
في أغسطس لعام 1910 بدأت محاكمة الثلاث، وحكم على الغاياتي غابيا بالحبس سنة إذ كان في أوروبا، وعلى الشيخ جاويش بالحبس ثلاثة أشهر، وكان الحكم نذيرا بالحكم على الزعيم محمد فريد الذي كان في أوروبا آنذاك.
خطاب ابنته:
"إنني أسعى للعفو عنك إذا وعدت بتغيير خطتك"، فأجابه فريد "إن ما تطلبه مستحيل!" فعدل كولسن باشا وقال "إنني لا أطلب منك تغيير مبادئك بل تخفيف لهجتك" فرفض. فقال له كولسن باشا "أنت إذن تريد قضاء الستة شهور في السجن" فقال الزعيم "نعم .. وأزيد عليها يوماً لو أردتم!
التحقيق معه
وعاد فريد في آواخر ديسمبر سنة 1910 حتى أخذت النيابة العامة تحقق معه وقد تولى هذا التحقيق محمد توفيق نسيم بك فاستجوبه يوم 4 يناير سنة 1911
ونظرت القضية أمام محكمة جنايات مصر يوم 23 يناير سنة 1911فانعقدت أمام محكمة جنايات مصر يوم 23 يناير سنة 1911 فانعقدر برئاسة المستر دلبر وجلي، وفي هذه المحكمة حضر محمد فريد دون اصطحاب محامين مكتفيا بأفواله في التحقيق، وأن التهمة نفسها لا أساس لها من الحق والقانون فلا تحتاج إلى دفاع.، وعند الحكم عليه تلقة الحكم بقلب ثابت.
أسابيع في السجن
جاء كولسن باشا مدير مصلحة السجون إلى محمد فريد وتحدث إليه بالفرنسية قائلاً: "إنني أسعى للعفو عنك إذا وعدت بتغيير خطتك"، فأجابه فريد "إن ما تطلبه مستحيل!" فعدل كولسن باشا وقال "إنني لا أطلب منك تغيير مبادئك بل تخفيف لهجتك" فرفض. فقال له كولسن باشا "أنت إذن تريد قضاء الستة شهور في السجن" فقال الزعيم "نعم .. وأزيد عليها يوماً لو أردتم!
وبالفعل يخرج محمد فريد من سجنه بعد الستة شهور ليعاود نضاله وكفاحه ففضح محاولات بطرس باشا غالى من بيع حق إستغلال قناة السويس لمدة أربعون عاما أخرى.