صور.. "الوطن" داخل أول مدرسة لتعليم صناعة الحلي والمجوهرات بمصر

كتب: حسن صالح

صور.. "الوطن" داخل أول مدرسة لتعليم صناعة الحلي والمجوهرات بمصر

صور.. "الوطن" داخل أول مدرسة لتعليم صناعة الحلي والمجوهرات بمصر

أطلق الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إشارة التشغيل الرسمية لمدرسة "إيجيبت جولد" للحُلي بالعبور، أمس الأربعاء، التي تعد الأولى في مصر، بحفل ضخم بمشاركة الدكتور علي مصيلحي، وزير التموين، وسفير اليابان بالقاهرة في خطوة تؤكد أنّ الوزارة والحكومة جادين في سعيهما لتطوير التعليم وخاصة الفني، حيث أكد الوزير خلال الافتتاح على تنمية روح الانضباط والتطوير لدى الطلاب أنفسهم ليصبحوا نافعين لمجتمعهم.

الوزير خلال الافتتاح أوضح أنّ فلسفة "إيجيبت جولد" تقوم تخريج طالب واعٍ وذو فكر مستنير في مجال صناعة كاد أنّ يوشك على الإندثار.

تفقد الوزير، خلال الافتتاح، ورش المدرسة وفصول الدراسة والملاعب وغرف التثقيف ومعامل الرسم والحاسب الآلي، مشيرًا إلى سعي الوزارة وخطاها نحو التوسع في إطلاق العديد من المدارس التي تتبع منظومة مدارس التكنولوجيا التطبيقية المطبقة للمعايير الدولية، وذلك من خلال إبرام شراكات مع شركات القطاع الخاص والمؤسسات التعليمية؛ لجعل التعليم الفني بمصر يواكب أفضل النظم التعليمية بالعالم، وإعداد خريجين مؤهلين لمواكبة احتياجات سوق العمل المحلي والدول.

وقال "شوقي" إنّ هذا ماجرى تطبيقه بمدرسة "إيجيبت جولد" للتكنولوجيا التطبيقية بالشراكة مع شركة "إيجيبت جولد"، والتي تعد من الشركات الرائدة على مستوى الشرق الأوسط بمجال صناعة الحُلي والمجوهرات.

وأضاف أنّ التعليم الفني هو المستقبل الذي يجب على جميع الهيئات والمنظمات والشركات الاستثمار فيه؛ لما له من أهمية ودور فعال في تطوير ورفع كفاءة الصناعة المصرية.

وأكمل شوقي أنّه خلال عامين فقط من إطلاق منظومة مدارس التكنولوجيا التطبيقية أطلقت الوزارة 11 مدرسة تكنولوجيا تطبيقية بمختلف محافظات مصر، وبمختلف التخصصات والمجالات الصناعية والزراعية والتجارية والفندقية التي تطبق لأول مرة بمصر مثل تخصص الحاسبات والمعلومات وتكنولوجيا الإنتاج الزراعي والداجني وصناعة الحُلي والمجوهرات وإدارة وتشغيل المطاعم، ذلك إضافة إلى تخصص الكهرباء والميكانيكا والتبريد والتكييف ونجارة الأثاث والميكاترونيات وتشكيل المعادن وغيرهم.

وأضاف الوزير أنّه فيما يتعلق بالمدرسة، اختارت الوزارة فريق عمل المدرسة بناءًا على استمارة إلكترونية جرى تدشينها على الموقع الرسمي لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ومقابلات شخصية جرت وفق معايير محددة، ليجرى عليه توفير تدريب تقني عالي الجودة على أيدي خبراء لمن تم اختيارهم للالتحاق بفريق عمل المدرسة؛ لتنمية خبراتهم العملية ومهاراتهم الفنية، وشرح كيفية تدريس المناهج الجديدة المطبقة بالمدرسة والقائمة على نظام الجدارات.

وأضاف شوقي، أنّه فيما يتعلق بطلاب المدرسة، فجرى قبول 200 طالبا وطالبة ممن تقدموا من مختلف محافظات مصر للالتحاق بالمدرسة وفق اختبارات وضعتها الوزارة في اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات، وسيجرى توفير العديد من المميزات لهؤلاء الطلاب مثل حصولهم على شهادة مصرية ذات جودة عالمية، وتدريبات عملية بمصانع شركة "إيجيبت جولد"، ذلك إضافة إلى حصولهم على مكافآت مادية أثناء فترات التدريب العملي.

وأشاد مصطفى نصار، رئيس مجلس إدارة شركة إيجيبت جولد، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في إطلاق المدرسة، مشيرًا إلى أن مثل هذه المدارس مهم للنهوض بالصناعة في مصر.

وقالت حبيبة عز، مستشار الوزير، إنّ إقبال الطلاب على المدارس كان كبير جدًا حيث جرى قبول 200 طالب من بين 1000 طالب تقدموا للمدرسة.

وأضافت أن الوزارة تسعى إلى تأهيل طلاب لديهم مهارات سوق العمل بما يعود بالنفع على مصر.

الطلاب: فضلناها عن الثانوي.. ومميزات الالتحاق بها كثيرة

"الوطن" تجولت في المدرسة، والتقت القائمين عليها والطلاب، لتقديم رؤية واضحة  عن المدرسة، حيث أعرب العديد من الطلاب عن سعادتهم ببدء الدراسة، مؤكدين أنّ المدرسة الجديدة تمثل نوعًا جديدًا للدراسة المرتبطة بسوق العمل، مشيرين إلى أنّهم فضّلوا الالتحاق بها عن الثانوي العام حتى تكون بوابة لهم لسوق العمل.

قال الطالب محمد مصيلحي، من بنها، حاصل على 255 درجة في الإعدادية، إنّه فضّل الالتحاق بالمدرسة الجديدة عن الثانوي العام، لأن هذا المجال في التعليم حديث وفريد في مصر والدول العربية، مشيرًا إلى أنّه سعيد لتمكنه من التقدم للمدرسة الجديدة، وأنّه يستعد ليكون من المتفوقين الأوائل بها.

وأشاد محمود السعيد، طالب من سوهاج، بنظام المدرسة وتوفير الإمكانيات والرعاية للطلاب، وأنّه بمجرد الوصول للمدرسة جرى استقباله بشكل جيد واطلاعه على القواعد النظامية، مؤكدًا أنّ المدرسة مجهزة بشكل رائع للدراسة والإقامة والإعاشة وممارسة الأنشطة.

بسنت السيد، طالبة بالمدرسة، قالت إنّها سعدت جدًا عندما تلقت اتصالا يفيد قبولها بالمدرسة بعد إجراء كل الاختبارات، موضحة أنّ المدرسة تقوم على الانضباط الجاد والتدريب المستمر، مشيرة إلى أنّ اليوم الدراسي يبدأ من خلال إجراء طابور الصباح وتحية العلم ، ثم بدء اليوم الدراسي، للمواد العلمية والتثقيفية، ثم راحة في الساعة الواحدة لتناول وجبة الغداء ثم استكمال اليوم الدراسي.

الطالب محمد عبد الله، من مدينة شبرا الخيمة، أكد أنّه انبهر من المدرسة ودرجة الانضباط بها، موضحًا أنّ المدرسة بثت في نفوس جميع الطلاب حب المدرسة أولا ثم حب المهنة، وبالفعل بدأ جميع الطلاب باستيعاب المادة المقدمة بشكل كبير، وبدأوا في تنفيذ تصميمات بمساعدة المدربين والمعلمين

إدارة المدرسة: الطلاب أثبتوا مهارتهم وشغفهم لاتقان التخصص والدراسة بتفوق

أوضح المهندس ياسر محمود، مدير التصنيع بالمدرسة، أنّه يجرى تقسيم الأسبوع الدراسي للطلاب إلى 3 أيام عملي، و3 تثقيفي علمي، حيث يجرى التعامل معهم في كل المراحل بداية من سحب المعدن حتى تشكيله وخروجه للمنتج النهائي، مشيرًا إلى أنه يجرى تدريب الطلاب بالمدرسة على معدن الفضة، حيث يتعاملون معها بداية من كونها سبيكة حتى خروجها كمنتج نهائي.

وأضاف "محمود" أنّه يجرى تدريب الطلاب بورش المدرسة على سحب الشمع وتركيب الأحجار والتلميع والتلحيم على التازجة، مشيرًا إلى أنّ الطلاب لديهم قدرة عالية على الاستيعاب والوعي بالمهنة، حيث أنّ هذه المهنة تعتمد بشكل أساسي على الشغف والحب، قائلا: "اللي بيحب الشغلانة والصنعة بيبقى عاوز يعرف كل حاجة فيها، ودا موجود فعلا في الطلاب، وإحنا حسينا بنجاح كبير على إيد الطلاب اللي استوعبوا أعمال كبيرة بشكل أسرع".

وأشار إلى أنّ الفتيات بالمدرسة لديهن قدرة استيعاب عالية جدًا تُعادل الفتيان، وأظهرن حبهن للصنعة، حيث أنّ هذه المهنة تعاني من الاندثار، والمدرسة ستواجه هذا الاندثار بخروج كوادر بأنواع مختلفة من العمال الحرفيين المهرة أصحاب الجودة العالية، ولديهم احترافية عالية في التصنيع.

قالت مريم لطيف، مدربة كنترول بورش مدرسة "إيجبت جولد"، إنّ الطلاب بالمدرسة لديهم حب استطلاع كبيرة جدًا عن جميع خطوات إنتاج معدن الذهب، وتحويله من سبيكة صلبة إلى تحفة، مشيرة إلى أنّه يجرى اطلاع الطلاب على بعد سحب السبيكة، ويجرى تحديد الرسمة الخاصة بالمنتج المراد استخراجه، ثم بدء تطبيقها على الماكينات الخاصة باللحام والتازجة والتشكيل، حتى تخرج في شكل منتج نهائي ثم بعد ذلك التلميع.

أضافت "لطيف" أنّ التدريب مع الطلاب يبدأ نظريًا، وتحديد خطوات الخروج بالمنتج النهائي وطرح التوصيات والتحذيرات أثناء العمل على الماكينات، وبالفعل أثبت الطلاب قدرتهم على الاستيعاب السريعة، إلى جانب دقة التطبيق، وبالفعل بدأوا في تنفيذ تصميمات بأيديهم، وكانت في منتهى الدقة، وهناك تطور كبير في العمل.

فيما أكد نصر محمد عبد القادر، مدير المدرسة، أنّ عدد الطلاب الملتحقين بالسنة الأولى لبدء العمل بالمدرسة 200 طالبا وطالبة تمكنوا من اجتياز اختبارات القبول من ضمن ما يزيد 1000 طالب وطالبة من الحاصلين على الشهادة الإعدادية هذا العام تقدموا للاختبارات، مشيرًا إلى أنّ المدرسة تتضمن 13 فصلا دراسيًا وتهدف لتطبيق التكنولوجيا التطبيقية "حُلي والمجوهرات" من خلال إعداد أفضل خريجين مؤهلين للعمل بالسوق المحلية والدولية بمجال تكنولوجيا صناعة الحلي والمجوهرات.

وأضاف "نصر" أنّ المدرسة تقع بجوار المنطقة الصناعية رقم "1" بالعبور، وعلى مساحة 9 آلاف و844 مترا مكونة من مبنى 3 أدوار وبها مكاتب لشؤون الطلبة وصالات وملاعب متنوعة والعديد من الورش، وجرى إنشاؤها عن طريق جهاز مدينة العبور، وتسلمتها هيئة الأبنية التعليمية بالقليوبية، مشيرًا إلى أنّ المدرسة توفر العديد من المميزات من أن الدراسة 3 أيام نظري بالمدرسة و3 أيام دراسة عملية فيما تضم ورش التدريب أحدث اﻷجهزة والمعدات في صناعة الذهب والمجوهرات، كما يحصل الطلاب على مكافأة شهرية تتراوح بين 300 و600 جنيه فور التحاقهم بالمدرسة.

وأوضح، أن المنهج الدراسي المطبق بالمدرسة يقوم على ثلاثة محاور دراسية أساسية وهى: العلوم الأساسية والثقافية، والعلوم الفنية في مجال التخصص، والتدريب العملي بشركات ومصانع إيجيبت جولد، ومدة الدراسة فيها 3 سنوات من خلال تعاون مشترك بين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، وإيجيبت جولد الرائدة في مجال صناعة الذهب والماس ومختلف أنواع المجوهرات على مستوى مصر.

فيما أكد الصادق السيد، مدير عام التعليم الفني بالقليوبية، أنّه يشترط ألا يزيد سن الطالب بالمدرسة عند التقديم عن 18 عاما، مشيرًا إلى أنّ مدرسة "إيجبت جولد" للتكنولوجيا التطبيقية تأتي ضمن توجهات الوزارة، والتي تعتمد على الشراكة مع قطاع الإنتاج بالدولة لتوفير عمالة فنية مدربة في تخصصات عدة لمواجهة سوق العمل المحلي والعربي، وأنّ الطالب فور التحاقه بالمدرسة يجرى تأمينه صحيا بشكل كامل.

يذكر أنّ وزير التربية والتعليم ووزير التموين، وطه عجلان مدير مديرية التربية والتعليم بالقليوبية، افتتحوا المدرسة، أمس الأربعاء، بحضور سفير اليابان في القاهرة، والدكتور محمد مجاهد، نائب وزير التربية والتعليم لشؤون التعليم الفني، بمشاركة الإعلامي طارق علام، والفنانين غادة رجب ومدحت صالح وحمادة هلال.

 


مواضيع متعلقة