صناعة التُلّي على "جزيرة شندويل": 1400 سنة من شغل "الأيادي الدهب"

صناعة التُلّي على "جزيرة شندويل": 1400 سنة من شغل "الأيادي الدهب"
- حرفة التلي
- الحرف اليدوية التراثية
- المشغولات اليدوية
- برنامج تنمية الصعيد
- تنمية الصعيد
- الحرف التراثية
- حرفة التلي
- الحرف اليدوية التراثية
- المشغولات اليدوية
- برنامج تنمية الصعيد
- تنمية الصعيد
- الحرف التراثية
تعد حرفة التُلّى من الحرف اليدوية التراثية التى تستخدم لتزيين العبايات والإيشاربات والمفروشات وغيرها يعمل بها السيدات والفتيات فى جزيرة شندويل بمحافظة سوهاج وتخرج مشغولاتها بشكل جميل وعلى قدر عالٍ من الدقة والحرفية وتحظى بإقبال محبى المشغولات اليدوية من السياح، وجاء وضع الحرفة ضمن الحرف التراثية التى تحظى باهتمام برنامج تنمية الصعيد، والتلّى هو فن التطريز على قطع القماش المكون من القطن باستخدام خيوط مطلية باللون الذهبى أو الفضى، وكانوا قديماً يستخدمون الذهب الخالص والفضة الخالصة، ولكن مع غلاء الأسعار استبدلوها بالخيوط المطلية، ويتم استخدام التلّى فى أشكال عديدة ورسومات متنوعة على الإيشاربات والعبايات، مثل الجمل والفارس والنخلة والشمعة والعروسة والحجاب والجامع والكنيسة والزراعة والطبلة والإبريق، وتستغرق تلك المشغولات وقتاً طويلاً لإنجازها علاوة على ارتفاع أسعارها وتراجع السياحة، وكلها أمور «تهدد الشغلانة».
يعمل أغلب بنات وسيدات جزيرة شندويل بتلك الحرفة منذ القرن الثامن عشر، حيث كان يتم استخدام هذا النوع من التطريز فى تزيين جلابيب النساء وطرحة العروس عند الزفاف وفقاً للتقاليد التى كانت سائدة هناك، كان خيط التُلى يصنع بالفعل من شرائح الذهب والفضة، لكنه يصنع الآن من خيوط النحاس المطلية بالذهب والفضة.
"آمال": ارتداء إسعاد يونس ويسرا منتجنا زاد الدعاية للمهنة
ارتدته نجمات السينما المصرية، مثل زينات صدقى وتحية كاريوكا، كما ارتدته ملكة مصر، نازلى، فى إحدى الصور الرسمية لها لتعبر عن أناقة المرأة المصرية، وارتدت الفنانة العالمية بروك شيلدز التلى فى فيلم «صحارى» وكذلك الفنانة هيدى لامار فى فيلم «شمشون ودليلة» وصار زياً مفضلاً لدى نجمات هوليوود، كما ارتدى النجم توم كروز وشاحاً من التلى فى فيلمه Rock of Ages عام 2012، بحسب آمال سيد حسن، إحدى رائدات صناعة التلى بجزيرة شندويل، ورئيس مجلس إدارة إحدى الجمعيات، مضيفة: «ارتداء الفنانتين إسعاد يونس ويسرا لعباءة مزخرفة بالتلى يعد أكبر إعلان ودعاية لمنتجات التلى، وهذا أدى إلى رواج هذه المشغولات».
وأضافت أن شريط التلى لا يتعدى عرضه 3 مللى مستورد من أوروبا، ويمتاز بالمرونة واللمعان حتى يكون سهل التطريز، وتستخدم الإبرة فى تطريز التلى وتصنعها بنات جزيرة الشندويل، وهى مبططة ولها طرف مدبب وآخر به ثقبان. وأشارت «آمال» إلى أنها عانت من عدم الاهتمام خلال سنوات سابقة: «كان يتم دعوتنا من قبل المحافظة للمشاركة فى معارض وأيضاً معارض الأسر المنتجة بوزارة التضامن وكانت هناك معارض للتنمية المحلية، وحالياً المشاركة فى المعارض تتطلب دفع مقابل مادى وليس بإمكان الجمعيات أو العاملات فى هذا المجال سداد رسوم المعارض التى تصل لـ5 و6 آلاف جنيه»، مشيدة باهتمام المجلس القومى للمرأة بالحرف التراثية وإنشاء معارض ببيت السحيمى وأيضاً بدء اهتمام التنمية المحلية بالحرفة من خلال برنامج البنك الدولى، داعية إلى ضرورة دعم الحرفة: «الجمعية تحتاج أجهزة كمبيوتر لتسويق المنتج، بالإضافة لفتح المعارض بالمجان لعرض المشغولات»، مشددة على ضرورة تدخل المحافظة لتوفير الخامات، التى يوجد بها نقص كبير.
وأوضحت أن حرفة التلى لا يعرفها كثير من المصريين حالياً، فتاريخها يعود إلى 1400 سنة، مشيرة إلى أنها دربت ما يقرب من 500 سيدة وفتاة فى جزيرة شندويل ومؤسسة الأحداث بالجيزة، وفيما يتعلق بمشكلات المهنة أشارت إلى أن الحرفة غير مجدية إلى حد ما لأن المنتج سعره مرتفع وتسويقه صعب، والخامة سعرها فى ارتفاع: «طن التل بـ1400 جنيه غير القماش والمصنعية والتسويق»، مؤكدة ضرورة وجود معارض وتسويق المنتجات داخل وخارج مصر، لافتة إلى أن أى سيدة بإمكانها البدء فى مشروع التلى بألفى جنيه، لافتة إلى أن مشروعها الخاص يحقق أرباحاً بسبب خبرتها الكبيرة فى المجال واعتمادها على فريق عمل كبير من الفتيات.
"سماح": "بنشغّل 1200 فتاة على الجزيرة"
وقالت سماح أحمد، مدربة حرف يدوية تراثية ومنتجة للتلى، إن 1200 فتاة تعمل بالتلى فى جزيرة شندويل، مؤكدة أن الفتاة الصعيدية هى الأكثر إبداعاً فى هذه الحرفة: «بنعمل رسومات فرعونية وتراثية مثل الجمل والشجرة والشمعدان والعروسة، وكل طقوس العرس على الشال»، مؤكدة أن الشال يباع بـ200 جنيه حسب الشغل، ويستغرق مع الفتاة المحترفة نحو أسبوع لتجهيزه، أما المبتدئة فتحتاج 10 أيام، لافتة إلى أن ورشتها تضم 50 سيدة لإنتاج التلى، بالإضافة إلى وجود سيدات يعملن فى بيوتهن بسبب ظروفهن العائلية أو العادات والتقاليد.
وأشادت «سماح» بدعم برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر لهن: «ننتظر منه الكثير ونتمنى المساندة المستمرة من المحافظة»، لافتة إلى مصاعب المهنة التى تتمثل فى ضعف إبصار وآلام الظهر. وفيما يتعلق بدخل العاملات فى المهنة، أوضحت أن الدخل مرتبط بالإنتاج، فكل عاملة حسب قدرتها، لكنه يتراوح بين 200 و800 جنيه وأكثر: «أعمل فى المهنة منذ 15 عاماً وحالياً لدىّ مشروعى الخاص، وبعد تخرجى فى معهد فنى تجارى لم أجد فرصة عمل، فلجأت إلى التلى».