وزيرة الثقافة: نؤسس كيانات اقتصادية لتسويق وبيع منتجاتنا الثقافية

09:39 م | السبت 09 نوفمبر 2019

قالت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، إنها تطمح لوصول الفعاليات الثقافية لكل شبر فى مصر، مضيفة أنه خلال شهر سيتم تدشين الشركة القابضة للصناعات الثقافية وبعدها الشركة القابضة للسينما والشركة القابضة للتراث، بهدف تأسيس كيانات اقتصادية لتسويق ودعم وإنقاذ المنتج الثقافى.

إيناس عبدالدايم لـ"الوطن": نتخلص من أى عنصر إخوانى يعطل منظومة العمل

وأضافت فى حوارها لـ«الوطن» أنها تواجه العناصر الإخوانية الموجودة فى بعض القطاعات من خلال العمل، قائلة «من لا يعمل يخرج من منظومتنا، ومن يعيقنا أو يوقفنا سنتخلص منه».

وأشارت إلى أن مهرجان القاهرة السينمائى بدأ يأخذ شكله الحقيقى ومضمونه الذى نشأ عليه بعيداً عن الشو والـ«ريد كاربت»، وأن مهرجان الموسيقى العربية سيظل حائط صد قوياً لأى تشويه للموسيقى المصرية وما طرأ عليها من أغانى المهرجانات وخلافه.

عامان على توليك مسئولية وزارة الثقافة.. ما العقبات التى واجهتك وكيف نجحت فى تخطيها؟

- هناك الكثير من المشكلات تقابل أى مسئول عند توليه منصباً جديداً، وكونى عملت مع العديد من وزراء الثقافة من خلال موقعى كرئيس لدار الأوبرا ساعدنى أن أكون مطلعة على العديد من التحديات والمشكلات، وأول الملفات التى عملت عليها كان لم شمل الوزارة وقطاعاتها المتفرقة، وأنهينا حالة الجزر المنعزلة التى كانت عليها قطاعات الوزارة، وحاولنا التغلب على العقبات والمشكلات المالية التى تواجهها وزارة يذهب الجزء الأكبر من ميزانيتها للأجور، وكان هدفنا أن نقلل الأعباء على الدولة، والأهم أن تساعد القطاعات بعضها البعض لتحقيق الخطط الموضوعة، وأصبحنا نرى للمرة الأولى كل قطاعات الوزارة تتكاتف فى الفعاليات والأحداث الثقافية كل فى منطقته وبما يستطيع تقديمه وفى النهاية النجاح للوزارة.

ما طموحك فى الفترة المقبلة؟

- طموحى أن يكون هناك انطلاق أكبر ووجود أكبر فى كل شبر من مصر، ولكن تظل يدنا مغلولة لضعف الإمكانيات، وهنا كان دور قصور الثقافة ذراع الوزارة فى المحافظات التى ساعدتنا فى إنهاء مركزية الأنشطة فى القاهرة والإسكندرية، حيث طورت من أدائها أولاً بما يتلاءم مع خصوصية كل إقليم، وساعدتنا فى استضافة المسرحيات والحفلات، بل وحتى أنشطة دار الأوبرا خرجت للأقاليم وطرحنا التجربة فى طنطا وكانت تجربة ناجحة مما شجعنا على المضى قدماً فى بروتوكول تعاون بين قصور الثقافة ودار الأوبرا، والمفاجأة التى أعلن عنها اليوم وفى إطار إعادة إنتاج نجاح مهرجان القلعة الذى أسعد آلاف المصريين ممن لا يستطيعون حضور فعاليات فنية بالأوبرا، قررنا إطلاق نسخة ثانية من مهرجان القلعة، وتلك المرة ستكون فى محافظة قنا، تلك المحافظة البعيدة عن الفعاليات الثقافية التى تعانى من نقص المنتج الثقافى، كما تعانى من ميراث الثأر على عكس الأقصر وأسوان الزاخرتين بالأنشطة والمهرجانات، ووقع اختيارنا عليها بعد دراسة متعمقة لأحوال المحافظة وما تحتاجه، وسيقام المهرجان بين أحضان معبد دندرة وقصر ثقافة قنا، هذا الصرح الثقافى المتعطش للأنشطة والجمهور، ولن نكتفى بمهرجان غنائى فقط ولكن سنقيم وزارة ثقافة مصغرة وسننتقل بكامل قوتنا فمن معرض للكتاب لعروض مسرحية لمعارض حرف تراثية لعروض سيرك وباليه، وسيكون ذلك نهاية يناير 2020 ستكون قنا قبلة لأهالى الصعيد وسننتقل بعدها لمحافظات أخرى.

أول نشاط فنى فى السعودية بعد نهضتها الثقافية كان من خلال الأوبرا المصرية وأتمنى إنشاء معهد للباليه فى المملكة

ماذا عن استعادة دور مصر الثقافى إقليمياً ودولياً؟

- لدىّ إيمان أن من أهم مهام وزارة الثقافة تمثيل مصر بصورة مشرفة فى الخارج، وأن يكون لنا رؤية فى كيفية تمثيل مصر خارجياً والأماكن التى تحتاج منا الوجود بشكل أكثر تكثيفاً واهتماماً والصورة التى نريد تقديم مصر بها، لذا وضعت البعد الدولى فى مقدمة أولوياتى عقب تولى وزارة الثقافة وكانت البداية بالعمق العربى بشكل عام والخليجى بشكل أكثر تخصصاً حيث شهدت دول الخليج نهضة ثقافية كبيرة خلال السنوات الأخيرة وأصبحت مشاركة مصر ذات بعد مختلف نظراً لتاريخ مصر الطويل الثقافى والفنى والضارب بجذوره فى أعماق التاريخ وإيمان المنطقة العربية بدور مصر الثقافى، يكفى أن نقول إن أول نشاط فنى فى المملكة العربية السعودية بعد نهضتها الثقافية كان من خلال دار الأوبرا المصرية منذ عامين ونصف تقريباً، وكان لفرق الموسيقى العربية، وكان تمثيلاً رائعاً وإقبالاً غير عادى واستمرت مشاركاتنا مع المملكة فى التطور، وأصبحنا جزءاً أساسياً من كل الفعاليات والمواسم التى تشهدها بقاع المملكة، ليس ذلك فقط فهناك تعاون مرتقب فى مجال التدريب والتطوير وإنشاء معاهد وأكاديميات فنية سينمائية وموسيقية وغيرها من المجالات، ونتمنى أن نرى معهداً عالياً للباليه فى المملكة قريباً.

السنغال ضيف شرف معرض الكتاب المقبل.. وإثيوبيا شاركت بفرقها الفنية فى مهرجانات مصرية

وماذا عن باقى دول الخليج وأفريقيا؟

- هناك تعاون منذ سنوات مع سلطنة عمان، توج مؤخراً بالاتفاق على إقامة سلسلة من الفعاليات ودعم إنشاء مراكز إبداعية وتدشين مهرجان فنى متكامل، وفى الإمارات كذلك يجرى الاستعداد حالياً لإكسبو 2020 وقمنا بتشكيل لجان لبحث المشاركة المصرية والإعداد لجناح مصر الذى تشارك فيه العديد من الوزارات والجهات فى تعاون مثمر، ونحن من جانبنا نعد لمجموعة من الفعاليات والمشاريع الثقافية التى سيكشف عنها النقاب قريباً، أما أفريقيا فعدنا لها بقوة بعد فترة غياب ثقافى وفنى كبيرة عن القارة السمراء وشاركنا فى فعاليات قوية، حيث حلت مصر كضيف شرف معرض نيروبى للكتاب بخلاف حفلات الباليه والإنشاد الدينى والعروض المسرحية والمهرجانات التراثية، وكان لى شرف أن أكون نائباً عن رئيس الجمهورية فى افتتاح منتدى عموم أفريقيا لثقافة السلام بالعاصمة الأنغولية لواندا باعتبار مصر الرئيس الحالى للاتحاد الأفريقى، وأنا أرى أن ثقافتنا واحدة لذا حرصنا كذلك على تنظيم العديد من الفعاليات لعدة دول أفريقية فى مصر، كما ستحل السنغال كضيف شرف معرض الكتاب المقبل، وشاركت إثيوبيا بفرقها الفنية فى مهرجانات فنية مصرية ونأمل أن تكون قوة مصر الناعمة سبيلنا لحل أى صدع قد يكون أصاب علاقاتنا بأى دولة أفريقية وعلى رأسها إثيوبيا.

لا حقيقة لوجود خلافات بين الوزيرات.. والتعاون غير مسبوق

الحكومة الحالية تضم أكبر عدد من الوزيرات.. حدثينا عن التعاون بينكن، وما حقيقة وجود خلافات؟

- لا حقيقة لوجود خلافات، بل بالعكس التعاون أكبر من رائع بين جميع الوزيرات، جميعنا نعمل وندعم بعضنا البعض ونستفيد من كل المتاح لدى كل وزارة بما يخدم مشروع الدولة الواحدة، فعملنا مرتبط بشكل كبير مع الوزيرة رانيا المشاط وزيرة السياحة، وكذلك وزيرة الهجرة الدكتورة نبيلة مكرم فى جميع الفعاليات الدولية ومنها شهر الحضارة المصرية فى كندا الذى كان نتاج تعاون عدة وزارات، وهناك حالة تعاون فريدة نراها فى دعم الوزيرات لبعضهن البعض سواء بالحضور فى الفعاليات أو المشاركة بتطوير الفعاليات ليشارك كل قطاع بما يمكن تقديمه، والبعض يتعجب حين يعرف أن هناك تعاوناً وثيقاً بين وزارتى الثقافة والتضامن، حيث نقوم بدعم الأنشطة التوعوية بالمحافظات والقرى والمراكز من خلال هيئة قصور الثقافة، حيث نقيم سلسلة من الندوات والفعاليات والحملات المشتركة وليست الوزيرات فقط بل الوزراء أيضاً، فكل فعالياتنا خارج مواقعنا الثقافية تستضيفها المواقع الأثرية وتدعمنا وزارة الآثار فى ذلك بقوة.

مهرجان الموسيقى العربية حائط صد قوى لأى تشويه تسببه "أغانى المهرجانات"

28 عاماً من عمر مهرجان الموسيقى العربية ما الذى قدمه للثقافة؟

- هذه السنوات شهدت تطورات فى المنطقة والمجتمعات العربية ككل مما انعكس على المهرجان من استخدام تكنولوجيا حديثة ومشاركات عربية، وحفلات مجانية من مواهب جديدة، لذلك سيظل مهرجان الموسيقى العربية حائط صد قوياً جداً لأى تشويه للموسيقى المصرية وما طرأ عليها من أغانى المهرجانات وخلافه.

ما جديد معرض القاهرة الدولى للكتاب فى نسخته الـ51، وكيف سنستثمر نجاح النسخة السابقة الذى فاق التوقعات؟

- كان لدىّ بعض التخوفات قبيل المعرض الماضى بعد نقله للتجمع الخامس وتعالى الأصوات التى راهنت على فشل المعرض، والبعض جزم باستحالة نجاحه وعزوف الجمهور عن الذهاب وهو ما انعكس على العارضين والناشرين العرب الذين أعربوا عن تخوفهم من المشاركة، ولكن رهاننا كان على الجمهور الذى لم يخذلنا وجاء المعرض بكثافة غير متوقعة بل وأصبح لدينا مشكلة هذا العام أن الطلب للمشاركة من قبل الناشرين بعد الأرباح التى حققوها العام الماضى أكبر من سعة أرض المعارض، وهنا أؤكد أن دراسة أى حدث من جميع جوانبه والمشكلات التى تحيطه تصل بنا للنجاح فى النهاية، وطالبت بأن نهتم بالكيف وليس بالكم فيما يخص الأنشطة الثقافية المصاحبة للمعرض، وأن يكون محتواها مُعداً بشكل جيد وقبلها بفترة كافية.

أيام تفصلنا عن تشكيل لجان المجلس الأعلى للثقافة وسط مطالب متكررة باستحداث لجان وإلغاء أخرى، ما رؤيتك لهذا التشكيل؟

- تم تشكيل لجنة من قامات المجلس الأعلى للثقافة لدراسة اللجان، وتقدير مدى فاعليتها، وتم عمل دراسة عُرضت على هيئة المجلس وتم الاتفاق على دمج بعض اللجان مع الابقاء على اللجان الأساسية والحفاظ على كل المكتسبات المهمة التى تمت من خلال اللجان السابقة.

هشام عزمى أميناً للمجلس الأعلى للثقافة خلال أيام.. ونبحث عن بديل لتولى مسئولية دار الوثائق

متى سيتم اختيار أمين عام للمجلس خاصة أن القائم بأعمال الأمين العام دكتور هشام عزمى يتولى رئاسة دار الكتب؟

- يجرى حالياً البحث عن بديل لتولى دار الكتب والوثائق وخلال أيام يتولى الدكتور هشام عزمى رسمياً أمانة المجلس.

المجلس الأعلى للثقافة فخر لمصر.. وبدلاً من المطالبة بإلغائه علينا التفكير فى كيفية تفعيل دوره

ما تعقيبك على المطالب بإلغاء المجلس الأعلى للثقافة، خاصة أنه أصبح يهتم بتنظيم الندوات أكثر من رسم السياسة الثقافية للدولة؟

- هذا ما نعمل عليه منذ فترة ليست بالقليلة، لأن مهمة المجلس الأولى يجب أن تكون رسم السياسة الثقافية للدولة، هذا ما نعمل عليه، ولذلك أعطيت لهيئة المجلس كل الصلاحيات فى إعادة رسم خارطة المجلس بما يضمن تحقيق الهدف الرئيسى للمجلس الذى يحوى قامات مصر الثقافية الذين بدأوا بالفعل فى وضع استراتيجية ثقافية لمصر، ولست مع المطالبين بإلغاء المجلس فهو مكتسب عظيم ولا نستطيع إنكار دوره التنويرى خلال السنين الماضية، والسؤال: هل توجد دولة فى المنطقة لديها هذا الكم من العقول والمفكرين وتقوم بالاستغناء عن فكرهم؟ هذا المجلس فخر لمصر وأتحدى أن توجد دولة عربية لديها ما نمتلكه وبدلاً من المطالبة بإلغاء المجلس علينا التفكير فى تفعيل دوره.

متى سنرى مشروع نشر موحد لوزارة الثقافة؟

- أصابنى الذهول عقب تولى المسئولية حينما فوجئت بنفس الكتاب يصدر من أكثر من جهة من جهات النشر بالوزارة وهو ما تصديت له ومنعته تماماً، حيث تم تشكيل لجان جرد ومراجعة وتحديد اختصاصات، وأصبح لكل قطاع مسئول عن النشر له اختصاصاته، فالترجمة بالقومى للترجمة وقصور الثقافة تبحث عن كنور الأقاليم وغيرها.

تدشين الشركة القابضة للصناعات الثقافية خلال شهر

ومتى سترى الشركة القابضة للصناعات الثقافية النور؟

- خلال شهر سيتم تدشين الشركة القابضة للصناعات الثقافية وبعدها سيكون هناك الشركة القابضة للسينما والشركة القابضة للتراث، سيكون لدينا سلسلة من الكيانات الاقتصادية للتسويق ودعم وإنقاذ المنتج الثقافى، فوزارة الثقافة وزارة ضخمة ومتشعبة ومثقلة بالمهام بالرغم من كونها وزارة غنية، ونأمل أن تحقق الشركات القابضة حلمنا بالاستفادة وتسويق منتجنا الثقافى، فمن غير المعقول أن نشارك فى معارض دولية للحرف على سبيل المثال ونتكبد مصاريف شحن وسفر وخلافه لمنتجات تراثية ويدوية ونكتفى بعرضها فقط ثم نعاود شحنها وإعادتها لمصر بتكاليف أخرى فقط لأن اللائحة والقانون يمنعنا من بيعها، لذا شكلنا لجاناً تشريعية لكل القطاعات تعمل بقوة للخروج بمقترح لتشريعات جديدة بديلة لتلك اللوائح التى لا تتماشى مع وقتنا الحالى، حيث نقف عاجزين عن تسويق منتجاتنا الثقافية فى الوقت الذى تحقق فيه دول لا تحوى ربع تراثنا المليارات من صناعاتها الثقافية.

لدينا كنوز سينمائية وكنوز مسرحية مسجلة على أفلام كيف نحميها من التلف والضياع؟

- هناك تكليف لكل الجهات المسئولة على تلك الكنوز، حيث يجرى العمل على تطوير مدينة السينما وترميم ورقمنة ما تحويه من أفلام، كما يعمل المجلس القومى للسينما والمركز القومى للمسرح وجهاز الرقابة على المصنفات الفنية على رقمنة سجلاتها وجرد وحفظ الأفلام، وقريباً جداً سنعلن عما تم فى هذا المجال ولكن الانتهاء الكامل أمر يحتاج وقتاً وتمويلاً، فالحمل ثقيل والحلم يحتاج وقتاً لتحقيقه.

وكيف واجهتِ ما قيل عن سرقة واستبدال لوحات الفنانين العالميين فى مخازن المتاحف المغلقة؟

- كما كنتم تسمعون عن تلف واستبدال لوحات كنت أسمع بالمثل، وكنت حريصة على مراجعة هذا الملف بشكل شخصى، وشكلت لجاناً للجرد، وهناك تقارير دورية تعرض علىّ مباشرة وستعرض كل تلك اللوحات قريباً فى متاحف محمود خليل والفن الحديث خلال شهرين، نتمنى أن يشهد العام القادم ثورة لإعادة فتح المواقع الثقافية المغلقة لتلحق بمتحف نجيب محفوظ الذى افتتح بعد سنوات، وكانت مشكلته الرئيسية مشكلة تنسيقية بين وزارتى الثقافة والآثار، وبحمد الله تم التعاون والاتفاق الكامل، والجديد موافقة وزير الآثار على ضم الطابق الأخير من المتحف الذى تشغله الآثار للمتحف.

عقب 25 يناير أغلقت العشرات من قصور الثقافة.. متى يعاد فتحها؟

- كان هناك قصور معطلة وقصور لم ينته العمل بها، كما عطلت مسارح لعدم توفر اشتراطات الحماية المدنية وعدم توفر صيانة دورية، ونظراً لأنى على دراية بأهمية الحماية المدنية منذ رئاستى لدار الأوبرا التى ساعدتنا الصيانة الدورية فيها على استمرارية مسارحها ولم تطفئ الدار أنوارها يوماً واحداً فى أى من مسارحها، وعقب تولى الوزارة كانت المسارح وقصور الثقافة المغلقة واحدة من أكبر المشكلات التى واجهتها ووضعنا خططاً زمنية لإعادة فتح المواقع الثقافية المغلقة فى ظل ضعف الإمكانيات، وكانت الأولوية لتلك المواقع التى قاربت على الانتهاء ويتبقى لها لمسات بسيطة لا تزيد على 20% وهو ما ساعدنا فى افتتاح 16 موقعاً ثقافياً وفتح 90% من المسارح، ليس ذلك فقط بل حرصنا على تطوير الأنشطة بما يتماشى مع كل منطقة وإقليم، وفى نفس التوقيت نعمل على مراجعة الحماية المدنية فى المواقع العاملة حتى لا تتكرر مأساة بنى سويف والمسرح القومى.

كنت شاهدة على فترة من أصعب الفترات التى مرت على الثقافة المصرية أثناء حكم الإخوان.. كيف واجهتِ عناصر الإخوان فى الوزارة؟

- استفدت من تلك الفترة العصيبة جداً وأثرت فىّ بشكل كبير كما أثرت فى أسلوب تفكيرى وأسلوب مواجهتى للحياة العملية، أما فيما يخص العناصر الإخوانية الموجودة فى بعض القطاعات، فنواجههم بالعمل، ومن لا يعمل يخرج من منظومتنا، ومن يعيقنا أو يوقفنا سنتخلص منه، أما إذا تفرغنا لتصنيف الأشخاص لفئات مجتمعية فسنهدر وقتاً كبيراً نحن فى أمس الحاجة إليه.

خسرنا خلال الفترة الماضية عشرات الأعمال المسرحية التى لم توثق وتسجل لعرضها لاحقاً، كيف سنتفادى ذلك فى الفترة القادمة؟

- أنا حزينة لخسارتنا روائع مصرية لعباقرة بعضهم رحل عن دنيانا ولم نوثق عمله المسرحى الأخير، وهذا أحد أهدافى التى نتحرك فيها سريعاً وبقوة فمن غير المنصف خسارتنا لعمل بحجم «الملك لير» و«ليلة من ألف ليلة».

شهدنا فى السنوات الأخيرة ما أطلق عليه فوضى المهرجانات المدعومة من الوزارة؟

- تتم حالياً مراجعة كل تلك المهرجانات سواء مهرجانات الوزارة أو تلك التى تحصل على دعم ورعاية، فهناك مهرجانات طورت من نفسها وأثبتت نفسها على الساحة مثل مهرجان السينما الأفريقية ومهرجان سينما المرأة وهناك مهرجانات عادت للخلف.

مهرجان القاهرة السينمائى يركز على المضمون بعيداً عن الشو والـ"ريد كاربت"

وما جديد مهرجان القاهرة السينمائى هذا العام؟

- استحدثنا جوائز وهناك لجان تحكيم من قامات فنية، وندوات متخصصة وشراكات دولية وفرص حقيقية لصناع السينما، المهرجان بدأ يأخذ شكله الحقيقى ومضمونه الذى نشأ عليه بعيداً عن الشو والـ«رد كاربت».

سننتج أعمالاً تدعم الهوية الوطنية على غرار "الممر"

بعد نجاح فيلم «الممر» اتجهت الأنظار لوزارة الثقافة.. أين هى من إنتاج عمل حقيقى يدعم الهوية الوطنية والمصرية؟

- أملنا فى الشركة القابضة للسينما أن تتبنى مثل هذا الحلم ويرى النور.

بدأنا خطة الرقمنة وسنرى الفعاليات الثقافية على شاشة المحمول قريباً

ومتى ستدخل وزارة الثقافة العصر الرقمى؟

- بدأنا بالتعاون مع وزارة الاتصالات بقوة والمحتوى كبير ومتنوع، وقريباً سنرى وزارة الثقافة على شاشة الهواتف المحمولة، فمن عروض لاستعراضات لمسرح لكتب ومقتنيات ومتاحف.

هل أخذت وزارة الثقافة إيناس عبدالدايم الفنانة من فنها وأسرتها؟

- مما لا شك فيه أن وقتى أصبح مثقلاً بالأعباء ولكن فنى أهم جزء فى تاريخى وحياتى ورغم أن وجودى فى الأنشطة الفنية يشبع جزءاً من طموحى الفنى، ولكن أنا كعازفة فلوت أحرص على المشاركة ولو بجزء بسيط فى الفعاليات الفنية لأن ذلك ما يمدنى بطاقة إيجابية أحتاجها لاستكمال الطريق وما زلت حتى الآن أحرص على الدراسة خلال اللحظات التى أختلسها بين الأيام والمسئوليات لاستعادة نفسى وتقديم عمل يليق بجمهورى، كما أننى أستمد قوتى من أسرتى التى تمنحنى الرعاية، من أمى رحمها الله لزوجى لأولادى وإيمانهم بى وتقديرهم لمسئوليتى، لذا أحاول أن يكون يومى بين عملى وأسرتى، وبالرغم من أنى أعيش فى منزل أسرة مع شقيقتى وأبنائى إلا أنى لا أراهم إلا بعد تحديد ميعاد، أصبحت حقيبة السفر رفيقى فى مكتبى، فكثيراً ما تأتى تكليفات داخلية وخارجية تضطرنى للسفر بشكل مفاجئ، وتلك هى المسئولية.