"السيسى": إرادتى لن تلين فى مواجهة الإرهاب.. ومش طمعان فى حاجة

"السيسى": إرادتى لن تلين فى مواجهة الإرهاب.. ومش طمعان فى حاجة

"السيسى": إرادتى لن تلين فى مواجهة الإرهاب.. ومش طمعان فى حاجة

قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، إن «الاحتفال بالمولد النبوى فرصة طيبة للجميع؛ للحديث عن الآمال والطموحات والتطلعات، وتسليط الضوء على تحديات البلاد، حيث يسعى الجميع إلى مواجهتها»، مهنئاً شعب مصر والشعوب العربية والإسلامية كافة بمناسبة هذه الذكرى العطرة، داعياً الله أن يعيدها بالخير على المصريين وكل المسلمين.

وأضاف «السيسى»، خلال احتفال وزارة الأوقاف بالمولد النبوى، اليوم، بمركز المنارة للمؤتمرات، أن «المنهج الذى يجمع بين الإيمان واليقين فى الله، والعمل المنظم والجهد المتواصل المبنى على أسباب الدنيا وقوانينها وتطورها، هو الذى ينتصر فى النهاية، إذ إنّ الله يكافئ المجتهدين الذين يسعون إلى الخير والسلام، وتعمير الحياة ويعملون على تخفيف آلام الناس، وتحسين الواقع الذى يعيشون فيه»، مضيفاً: «إننا إذ نقتدى بالرسول الكريم، فإننا نبذل أقصى الجهد لتحقيق نقلة نوعية فى أداء دولتنا وتوفير أسباب القوة والتقدم، فالأمانة التى يتحملها كل منا فى نطاق مسئوليته تحتم عليه ألا يدخر جهداً فى الإحاطة بأسباب التقدم والعلو وتجنب أسباب الانهيار».

وأوضح الرئيس أن احتفال اليوم بذكرى مولد نبى الرحمة والهدى، مناسبة طيبة للتأمل فى جوهر ومقاصد الرسالة التى تلقاها النبى الكريم، والتى بلّغها لنا متحملاً فى سبيل ذلك الكثير من الأذى، الذى لم يمنعه عن أداء الأمانة، مردفاً أنّ المشاق الجسيمة التى تحملها تعطى لنا دروساً يجب تعلمها واستيعابها، وفى مقدمتها تحمل الأذى بثبات وصبر على المكاره بأمل فى نصر الله ومواجهة الصعاب، وعمل دؤوب لا ينقطع.

أثق فى نصر الله القريب لمصر.. و"لازم نعرف الدين بيقول إيه فى الكذب".. و"سنواجه الشر بالخير.. والهدم بالبناء.. واليأس بالعمل.. والفتن بالوحدة"

وواصل: «لا شىء يشغلنا عن تحقيق تطلعات شعب مصر العظيم فى الأمان والسلام والتنمية، ولا نلتفت إلى ما يحاول أعداؤنا تنفيذه من تعطيل وإعاقة، ويكون ردنا عليها هو المزيد من العمل والكثير من الجهد والنظر إلى الأمام بأمل وثقة، موقنين بوعد الله بأنّ ما ينفع الناس يمكث فى الأرض»، مضيفاً: «أثق تماماً بنصر الله القريب لمصر وشعبها وتحقيق آمالنا جميعاً فى بناء وطن حديث متقدم ينعم فيه شعبنا بحياة كريمة آمنة».

وشدد «السيسى» على أن «التطرف والإرهاب والتشكيك الكاذب والافتراء على الحق وجميع محاولات التدمير والتخريب المادية والمعنوية التى نواجهها لن تثنى هذا الشعب ذا الإرادة الحديدية عن المضىّ فى طريقه نحو المستقبل الأفضل»، مؤكداً أن مواجهة الشر ستكون بالخير، والهدم بالبناء، واليأس بالعمل، والفتن بالوحدة والتماسك، مستطرداً: «لعل سيرة النبى تكون لنا جميعاً أسوة حسنة، تلهمنا القوة والإرادة والصبر والتحمل والجرأة والشجاعة، وسلامة المقصد والغاية».

وقال الرئيس: «هاخد من كلام فضيلة الإمام شيخ الأزهر، اللى كان بيتكلم فيه عن النبى محمد (صلى الله عليه وسلم)، ووثيقة الإنسانية اللى تحدث فيها وكان من ضمنها شهادة النبوة ثم شهادة الأخوة».

وتابع رئيس الجمهورية: «أنا بقول الكلام ده لينا مش لحد، لكل اللى بيسمعنا، الكلام سهل، والكلام اللى قاله النبى محمد وجاء فى القرآن والسنة، كلام استراتيجيات، عناوين تتحول لسياسات وعادات وتقاليد، لما تقول أخوة، قل لى السياسات بتاعتك فى مصر عشان هتعمل أخوّة إزاى بين كل الناس وبعضها باختلاف ألوانهم وعقائدهم وثقافتهم وأفكارهم وعاداتهم».

وواصل الرئيس السيسى حديثه قائلاً: «النبى محمد قال كلمة لكن إحنا ماعملناش، وحتى اللى عملوا قبل كده عملوا فى عصرهم، وده الكلام اللى بنتكلم فيه مع بعض، لما بنقول بنطور فكرنا وفهمنا لديننا مش هنغير الثوابت أبداً، لكن أكيد فيه كلام كتير بيتغير».

الرئيس فى احتفال "المولد النبوى": قلت لعدلى منصور "اترشح وأنا أفضل مكانى.. قال لى كفاية كده".. والتطرف والإرهاب لن يثنيا الشعب عن بناء المستقبل الأفضل

وكشف الرئيس عن كواليس حوار ترشحه للانتخابات الرئاسية مع الرئيس السابق المستشار عدلى منصور، قائلاً: «انتم قبل الانتخابات والترشح قلتم هو ليه مش عايز يقدم، أنا حابب أقول حاجة، ومعرفش الكلام اللى هقوله فخامة الرئيس عدلى منصور هيزعل منى ولا لأ، لكن هقوله: أنا اتحايلت عليه شهور إنه يترشح وأنا أكون فى مكانى زى ما أنا»، وتابع: «أنا بقول كده، علشان تعرفوا إن الكل زاهد فيها والتحدى كبير سواء دنيا أو دين»، وأكمل: «قلت لسيادة المستشار سنة عدت اترشح وأنا أفضل مكانى وهعمل كل اللى يتعمل علشان خاطر مصر وهو قال لا يمكن.. كده تمام وكفاية».

وأضاف: «الحكاية مش حكاية رئيس ونظام، هى قضية بناء أمة مصر والدفاع عنها والجرى بأقصى ما يمكن لوجودها فى مكانتها، وعلى جانب آخر، مواجهة الشر وأهله لأننى لا أنسى، أنا بقول كده علشان الناس تعرف إنى عمرى ما كدبت حتى وأنا موجود فى مكان أهل السياسة»، وتابع: «لو انتم تصورتم إن 30 يونيو و3 يوليو، إنى كنت جاى طمعان فى حاجة، تبقوا ظلمتم الفكرة وظلمتم القيم والمبادئ اللى وقفنا من أجلها»، وزاد: «لو انتم تصورتم إن الموضوع كله عشان أبقى موجود هنا، ده أنا أبقى أوحش منهم، لأ والله».

واستطرد قائلاً: «ومن ناحية أخرى، تتعلق المسألة (الترشح للرئاسة) أيضاً بمواجهة الشر وأهله؛ لأنى لن أنساهما أبداً؛ لا الآن ولا حتى بعد سنين طويلة. وهنا أقول، منذ سنين طوال، ويعرف الناس عنى أننى لا أكذب أبداً، حتى وأنا أشغل منصبى الحالى، الذى يصفه أهل السياسة بأنه بحاجة للتحايل، لكن هذا ليس صحيحاً».

وأردف: «الناس اللى تعرفنى تعرف إن عمرى ما كدبت، حتى وأنا موجود فى المكان اللى بيقولوا عليه أهل السياسة بيحتاج (لَوع) وحاجات من دى (أكاذيب)، النبى محمد قاد ومكنش كده، ونجح، عشان الصلة.. وربنا يجعلنا من أهل الصلة».

كما تحدث الرئيس، عن طلبه تفويضاً من الشعب المصرى فى يوم 24 يوليو 2013 لمحاربة الإرهاب، قائلاً: «اوعوا تفتكروا يوم ما قلت فى 24 يوليو 2013، الكلمة اللى هى بتاعة الإرهاب وعاوز تفويض، عاوز أقول لكم فى الوقت ده كان كتير من اللى كانوا معانا مستهجنين الدعوة، وتفويض إيه وإرهاب إيه اللى بتقول إننا هنقابله فى مصر، وإنك عاوز تفويض تتعامل معاه بعد كده»، مضيفاً: «أصل عندهم المنهج كده يا يحكموا يا يقتلوا، فكنا رايحين للحرب وماكنتش هاقدر أروح للحرب دى، ولما انتم عملتم 30 يونيو ماكنتوش تعرفوا إن النتايج هتكون كده، إنهم هيفضلوا ورا منكم ويقاتلوكم بالكلمة والكذب والافتراء، غير السلاح والتخريب والتدمير، النفوس مريضة وقلوبهم مريضة، لا يمكن تكون قلوب سوية وسليمة تؤمن بالله تعمل فى الناس كده».

الله يكافئ المجتهدين العاملين على تخفيف آلام الناس وتحسين الواقع.. وأحارب الإرهاب من أجل الدين

وشدد على إرادة الدولة فى محاربة الإرهاب، قائلاً: «أنا عندى إرادة لا تلين فى مواجهتهم؟ طبعاً، من حديد، من حديد»، وتابع: «بالمناسبة، أنا بواجه فى إطار مواجهة لأجل خاطر الدين، كل الدين، لأن اللى بيحصل ده كان له تأثير سلبى كبير جداً على فكرة الأديان والاعتقاد فى الله سبحانه وتعالى، الناس تشككت إيه القيم والأديان اللى تطلع وتقتل فى الناس بالطريقة دى، مش ممكن»، مضيفاً: «شوفوا اللى بيحصل كل يوم وانتم تعرفوا إن انتم فى قتال، وفى نضال مستمر وشوفوا كل يوم فيه حكاية، أنا والله ما اعرف هيقابلوا ربنا بالكدب ده كله إزاى، ده كدب كتير ربنا يكفينا شرهم».

وحذر الرئيس من نشر الشائعات عبر مواقع التواصل، متسائلاً: «يا ترى الدين بيقول إيه فى الكذب اللى إحنا بنشوفه عبر مواقع التواصل؟ من غير ما نحس بننقل عن بعضنا دون إدراك إننا فى يوم من الأيام إذا كنا عارفين إننا هنقابل ربنا، وهنتحاسب على كل اللى عملناه»، مردفاً: «كل يوم بنكدب، بتكلم على مواقع التواصل، مش بتكلم على الإرهاب خالص، والفيلم اللى شفناه هنا ماغطاش الحقيقة، حقيقة الإرهاب والتدمير والخراب، اللى فى دول كتير وضحايا وأكترها فى دول المسلمين»، مؤكداً أن «الخراب مش هينتهى أبداً إلا لما نكون عندنا قناعة الأول، إحنا مين؟ كلنا، أهل الدين وأهل السياسة وأهل الإعلام وأى حد وأى أسرة فى البيت، وكل إنسان عنده أسرة صغيرة أو كبيرة، إزاى هيغرس فيهم المناعة ضد الفكر ده».

وأوضح أن شبكات التواصل والسوشيال ميديا، يستخدمها متطرفون فى بعض الأحيان، لتجنيد الشباب وتعليمهم وتكليفهم بالجرائم الإرهابية والمتطرفة، دون أن يلتقى أى طرف بالآخر، مستطرداً: «عمر الأمم ما هتطلع قدام بالطريقة دى، وإحنا كمصريين وكبشر معنيين بإننا نعلم ولادنا عشان يبقوا أسوياء»، وتابع: «حال انفصال الزوج والزوجة عن بعضهما البعض، يتم غرس الخصومة بينهما دون قصد داخل نفوس الأبناء، وبالتأكيد لن يصبحوا أسوياء أبداً، ده قمة عطاء الأسرة فى حالة عدم التفاهم، إنهم يخلوا بالهم إنهم عاوزين يطلعوا ابنهم أو بنتهم على درجة عالية من الاستواء، لأجل حياتهم لما يكبروا».

وقال «السيسى»: «لسه بقية الكلام يا دكتور، إحنا متفقين على حاجة تانية، موجودة؟!»، ليرد الوزير قائلاً: «جاية، ربنا يحفظك يا سيادة الريس، دى مرحلة وكل ما استطعنا تحسين مواردنا الذاتية سنحسن أحوال الأئمة والعاملين».

ودعا الرئيس إلى عقد ندوة أو مؤتمر لمدة أسبوع أو أكثر؛ للنقاش حول المفاهيم التى طرحها الوزير فى كلمته، فضلاً عن المفاهيم التى طرحت من قبل، مضيفاً: «أنا لا أتحدث عن أهل الدين فحسب بل عن السياسيين والاقتصاديين وأهل الثقافة، وكل المعنيين فى المجتمع، ونعقد ندوة لمدة أسبوع أو أكثر وفقاً لما يتطلبه الأمر، ونبدأ نقاشاً فى الشأن العام من المنظور الدينى أو الثقافى أو الفكرى أو الاجتماعى أو السياسى».

ودعا الرئيس الإعلام إلى أن يغطى هذا الحدث بشكل جيد، حتى تصل النقاشات إلى المواطنين، مضيفاً: «الحدث ضرورى لكى نفهم معنى (الشأن العام) لأن هذا الأمر مهم وخطير جداً فى ظل الظروف التى تمر بها منطقتنا وبمصر».

وتابع «كان من الممكن أن أوجّه هذا الكلام لرئاسة الجمهورية لكى تنظم الحدث من خلال أجهزة الدولة، لكنى قلت إن أهل الدين أولى بالحديث فى الشأن العام، وندّى الفرصة للكل يتكلم ويسمع وأنا هاحضر».

كما قدّم وزير الأوقاف نسخة من المصحف الشريف، هدية منه ومن جميع الأئمة والعاملين بالوزارة للرئيس.

من جانبه، أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن الأزهر لديه ثقة كاملة فى الله تعالى بأننا سوف نتجاوز جميع التحديات، كما يثق الأزهر بحكمة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وعزمه وإخلاصه فى الحفاظ على الوطن والنهوض به وسط عالم متلاطم الأمواج، مضطرب الغايات والأهداف.

وأضاف «الطيب»، خلال كلمته بمناسبة الاحتفال، أن الأزهر خلال أكثر من ألف عام يقوم على حراسة القرآن الكريم والسنة النبوية، اللذين تركهما لنا رسول الله، دفاعاً عن ثقافة الأمة ووحدتها، ودفاعاً عن الوطن وتاريخه، ونعكف الآن على صياغة خريطة ثقافية لتجديد الخطاب الدينى، وترشيد الوعى الثقافى، والوقوف إلى جوار كل المؤسسات التى تجعل من أهم غاياتها حماية هذا الوطن من عدوى الإرهاب الفكرى والجسدى، ومقاومة كل تيارات الغلو والإفساد، بمنهج إسلامى يجعل من مقاصد الشريعة فى حماية الدين والنفس، والمال والعرض، حماية للإنسان، كل إنسان، قبل حماية الأديان.

وقال وزير الأوقاف إننا كأمة إسلامية فى حاجة ملحة إلى ثورة حقيقية فى الفكر الدينى، ليس على الدين، ولن تكون أبداً، إنما هى ثورة على الأفكار الجامدة والمتطرفة، ثورة على المتاجرة بالدين والتفسيرات الخاطئة والمنحرفة لجماعات التطرف والإرهاب، ثورة تعود بالخطاب الدينى إلى مساره الصحيح دون إفراط أو تفريط، بحيث تكون المصلحة المعتبرة للبلاد والعباد هى الحاكمة لمسارات الاجتهاد والتجديد.

وأضاف الوزير، خلال كلمته فى الاحتفال: «استطعنا فى إطار خطتنا الدعوية أن نبنى نسقاً معرفياً مستنيراً، يقوم على إعمال العقل فى فهم صحيح النص، وإحلال مناهج الفهم والتفكير محل مناهج الحفظ والتلقين دون تأمل أو تحليل، والانتقال من فقه الجماعة النفعى إلى فقه بناء الدول.

وتابع: يسرنى أن أتقدم باسمى وباسم جميع الأئمة والعاملين بالأوقاف بكل الشكر والتقدير للرئيس على اهتمامه بتحسين الأحوال المعيشية والمالية للأئمة، فبناء على ما وجهتم به فى ذلك، وعلى تدبير التمويل اللازم من الموارد الذاتية للوزارة، صدر قرار رئيس مجلس الوزراء بزيادة فى بدل صعود المنبر قدرها 600 جنيه للحاصلين على درجة الليسانس، و800 جنيه للحاصلين على درجة الماجستير، و1000 جنيه للحاصلين على درجة الدكتوراه، وذلك من بداية ديسمبر المقبل، إضافة إلى مائة جنيه شهرياً بواقع 1200 جنيه سنوياً لكل إمام لتوفير الزى اللائق له بمعرفة وزارة الأوقاف.

تعليق.. الخطاب الدينى المستنير 

نعمل على التحول بالخطاب الدينى المستنير من ثقافة النخبة إلى ثقافة مجتمع بشراكة واسعة مع المؤسسات العلمية والتعليمية والثقافية والإعلامية، وعمل برامج تدريبية وتثقيفية جادة لبناء جيل مستنير من الأئمة العلماء، ووسعنا عملنا التثقيفى المشترك مع وزارات التربية والتعليم والتعليم العالى، والثقافة، والشباب والرياضة، والهيئة الوطنية للإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، فضلاً عن العمل المشترك مع الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية.

جابر طايع - رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف


مواضيع متعلقة