إله الحكمة وسيد السحر.. "تحوت" الوفي يرسم تميمة أمم أفريقيا

إله الحكمة وسيد السحر.. "تحوت" الوفي يرسم تميمة أمم أفريقيا
- بطولة أمم أفريقيا
- الأمم الأفريقية
- المنتخب الأوليمبي
- أمم أفريقيا
- تميمة أمم أفريقيا
- الإله تحوت
- تميمة البطولة
- بطولة أمم أفريقيا
- الأمم الأفريقية
- المنتخب الأوليمبي
- أمم أفريقيا
- تميمة أمم أفريقيا
- الإله تحوت
- تميمة البطولة
طائر له منقار طويل، يرتدي زيًا فرعونيًا فاردًا جناحيه، وواضعًا قدمه فوق الكرة، تميمةٌ كشفت عنها اللجنة المنظمة لبطولة كأس الأمم الأفريقية للشباب تحت 23 عاما "توتال مصر 2019"، التي ستنطلق، غدا وتستمر حتى 22 نوفمير الجاري، وهي التميمة التي ترمز للإله "تحوت"، الذي تعود عبادته إلى عصر ما قبل الأسرات، حسبما يرى الخبراء والباحثون الأثريون.
الباحث الأثري أحمد عامر، قال إن الإله "تحوت" أو كما يعُرف في اللغة المصرية القديمة باسم "جحوتي" هو المعبود الذي نسب إليه أصول الحكمة والحساب ورعاية الكتابة والكتاب والفصل في القضاء، كما اعتبروه كاتبا أعلى ووزيرا، ونائبا لمعبودهم الأكبر "رع"، فهو الذي يقسم الزمن إلى شهور، وهو الذي ينظم شئون العالم، فكان "تحوت" أعظم الموظفين شأنًا.
وأشار في حديثه لـ"الوطن" إلى أنه كان الوزير الذي يقف بجانب "رع" على سطح سفينته ليتلو عليه شئون الدولة، وهو القاضي الذي يقضي في منازعات الآلهة في السماء، ويتنبأ للآلهة والبشر بما سوف يحدث لهم، ويشيد المدن ويضع حدودها، وهو الذي أعطى الناس الكلمات والكتابة وعلم الحساب الصحيح، ولما كانت الرياضة والفلك مرتبطة عند القوم بالسحر والكهانة فقد كان "تحوت" سيد السحر الكبير.
وأوضح أنه عندما كان وزيرا لـ"أوزيريس" علمه فنون الحضارة، كما علم "إيزيس" التعاويذ التي جعلتها جديرة بلقب "الساحرة الكبيرة"، والتي مكنتها من إعادة الحياة لـ"أوزيريس" فضلا عن شفاء طفلها الذي عانى من جميع الأمراض والمعروف باسم "حورس".
وأكد "عامر" أن المصريين القدماء رمزوا إلى الإله "تحوت" بثلاثة كائنات منها الطائر أبيس "أبو منجل" أو رأس أبيس على جسد آدمي، إلا أنه كان من الممكن أن يكون كذلك قردا، أو أن يبرز نفسه كقمر ثم سرعان ما خرج المصريون القدماء بتأويلات عديدة عن روابط تحوت بهذه الرموز.
ولفت إلى أن بعض الباحثين يرون أن عبادة "تحوت" نشأت أولا في الدلتا، ثم انتقلت إلى الإقليم الخامس عشر، ربما في "هرموبوليس بارفا"، ثم وجد له موطنا جديدا بعد ذلك في "الأشمونين"، والتي تبعد عن مدينة ملوي 10 كيلومترات تقريبا، حيث أصبحت بعد ذلك المركز الرئيسي لعبادته في مصر كلها.
وأشار عامر إلى أن عبادة الإله "تحوت" ظهرت منذ عصور ما قبل الأسرات، حيث صوره المصريون على رؤوس الصولجانات واللوحات، كما ظهر رمزه على هيئة الطائر "أبيس" على بعض بطاقات الأسرة الأولى، واعتبر كذلك الإله الصديق الوفي للآلهة وبني الإنسان.
فيما قال الدكتور مجدي شاكر، الخبير الأثري، إن المعبود تحوت هو أحد المعبودات في مصر القديمة، والذي يظهر في الفن المصري على شكل طائر أبيس "أبومنجل" بهيئة رجل يحمل رأس طائر الأبيس.
وأضاف شاكر لـ"الوطن"، أن تحوت هو المعلم أو الوحي أو الرسول الذي ينقل العلم من عالم الروح إلى العالم المادي، موضحا أن من بين صفات "تحوت"، الانتقال بين العوالم، لذلك اختار قدماء المصريين طائر الأبيس ليكون رمزا له.
وأوضح أن المصري القديم تأمل طائر الأبيس فرأى أن هذا الطائر دائما ما يقف على الحد الفاصل بين الماء واليابسة، وكأنه يقف بين عالمين، فكان ذلك رمزا لتحوت الذي يمتلك القدرة على الانتقال بين عالمين، حسب حديثه.
وأكد الخبير الأثري أنه في الحضارة الفرعونية كان تحوت هو الكاتب الذي يدون وقائع المحاكمة التي يقف فيها الإنسان في قاعة الماعت "العدل والنظام الكوني" يوم الحساب لتوزن أعماله، وتعرض على قضاة العدل الـ 42 ليحكموا عليه إن كان يستحق الحياة الأبدية أم لا، كما ارتبط تحوت بالإتزان والميزان، فكان من ألقابه "رب التوازن" و أيضا "سيد الميزان".