المولد النبوي.. فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا

المولد النبوي.. فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا
- المولد النبوى
- الاحتفال بالمولد النبوى
- الأزهر
- دار الافتاء
- المولد النبوى
- الاحتفال بالمولد النبوى
- الأزهر
- دار الافتاء
حشود تملأ المكان وزينة تعبِّر عن الفرح والسرور، احتفالاً بمولد سيد الأولياء النبى محمد صلى الله عليه وسلم، حلوى وألوان وأضواء ولافتات وأصوات متداخلة تلهث بالذكر والدعاء والثناء والبحث عن البركات والقرب من الله.
حالة دينية يعيشها الصالحون ويعشقها البسطاء
الاحتفال بالمولد النبوى حالة دينية يرفضها المتشددون ويعيشها الصالحون ويعشقها البسطاء، وجدٌ وشوق وهيام للحظة رضا ربانية يشرق فيها النور الإلهى على هذا المتخلى عن الدنيا والناس ليكون مع الله، والمتحلى بالصفات الحسنة كلها ليرضى رب العالمين، والمتصوف طالب العفو والتجلى الربانى بالنعم الروحية والقلبية.
«الوطن» تعرض مظاهر الاحتفال بمولد سيد الخلق، والبركات والكرامات التى يشهد بها المريدون، وترصد الاحتفالات الشعبية والرسمية، وتواجه خطأ جماعات التشدد التى تنتقد الاحتفال بالمولد، رغم حث رب العالمين على الاحتفال به، حيث قال الله تعالى «وذكرهم بأيام الله»، ومن خير أيام الله تعالى يوم مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم.
"الأزهر": الاحتفال به واجب دينى و"الإفتاء": محبة النبى من أصول الإيمان
يعد المولد النبوى الاحتفال الأكبر للمسلمين المُقدرين بـ«مليار ونصف المليار» حول العالم، فى الثانى عشر من ربيع الأول كل عام.. ولا يعد ذلك الاحتفال مجرد طقس احتفائى أو اجتماعى فحسب، بل يرتقى إلى درجة الواجب الدينى، وفق تعبير الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، فى كلمة له على موقع الأزهر الرسمى: «النبى الكريم له فى رقابنا نحن المؤمنين به وبسنته أكثر من حق وواجب، فالاحتفال به أمر واجب لأنه مجمع العظمة التى تستوجب الاحترام والتوفير».
أما الاحتفال بمولد النبى فى نظر الدكتور شوقى علام، مفتى الديار المصرية، فهو «شهادة حب» وإقرار بالتعظيم لجناب سيدنا النبى، وشكر لله تعالى على هذه المنة، وهو ما يعززه قول المولى عز وجل فى سورة يونس: «قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا»، وأوضح المفتى فى تقرير له على موقع دار الإفتاء، أن النبى محمد له إطلالة للرحمة الإلهية بالنسبة للتاريخ البشرى جميعه؛ والاحتفال به من أفضل الأعمال وأعظم القربات، لأنها تعبير عن الفرح والحب للنبى، وتلك المحبة أصل من أصول الإيمان، فقال الحافظ ابن رجب فى «فتح البارى»: «محبة النبى من أصول الإيمان، وهى مقارنة لمحبة الله عز وجل، وقد قرنها الله بها، وتوعد من قدم عليهما محبة شىء من الأمور المحببة طبعاً من الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك، فقال تعالى «قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِى سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِىَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ».
الدكتور عبدالحليم منصور، عميد كلية الشريعة والقانون بالأزهر، قال لـ«الوطن» إن الاحتفال بالمولد تجديد للدين فى نفوس العباد وحثهم على اقتفاد أثر النبى، ففى الاحتفال شكر للنعمة التى أسبغها الله على عباده، حيث كان سبباً فى إخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومن الشرك إلى الإيمان بالله، ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وكل هذه نعم تستوجب الشكر. وبسؤاله عن موقف العلماء ممن يرى الاحتفال بمولد الهادى بدعة، قال «منصور»: لو كانت بدعة فهى بدعة حسنة، وليست سيئة، وليست البدعة كل ما استحدث بعد رسول الله بإطلاق».
وأضاف: «استحدث المسلمون أشياء كثيرة لم تكن فى عهد النبى، ولا تعد بدعة، مثل استحداث سيدنا عثمان بن عفان أذاناً آخر، يوم الجمعة بالزوراء (مكان خارج المدينة) لما كثر الناس، واتسعت المدينة، ومثل استحداثهم العلوم المختلفة، وتدريسهم فى المساجد علوماً لم تكن على عهد النبى، وإنما اقتضاها التطور، وفرضتها الحاجة، ولم تخرج عن مقاصد الشريعة».
وتابع: «الاحتفال بالمولد أقل تعبير عن حبنا للحبيب، لكن الاحتفال يجب أن يُحاط بمجموعة ضوابط، منها عدم اختلاط الرجال بالنساء بما يؤدى للمحرمات، ومنها ألا يكون الاحتفال مقصوراً على الطبل والزمر، بل يكون بصوم يوم مولده، ومذاكرة سيرته، واتباع أخلاقه، ولا بأس بأكل الحلوى، والتوسعة على الأهل، فى إطار قوله تعالى: «وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ».
"أمين": نحتاج إلى استعادة الأخلاق المحمدية وأبرزها الصدق والأمانة وحسن التعامل مع الناس والمواطنة والحلم ونبذ الفجور
ودعا الدكتور علوى أمين، عميد كلية الشريعة الأسبق، إلى ضرورة استعادة الأخلاق المحمدية فى تلك المناسبة، خاصة الصدق والأمانة، وحسن التعامل مع الناس، والمواطنة، وحسن الجوار، كذلك تقبل الآخر والتحاور معه، والتحلى بالحلم وإقصاء الغضب والتنابذ والفجور، فالخلق كما قال عنه النبى «إنّ من خياركم أحاسنكم أخلاقاً»، فهو من بعث من أجل أن يتمم مكارم الأخلاق.
وأكد عبدالغنى هندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الاحتفال بمولد النبى يتم بتجمع الناس حول ذكر الله والصلاة على النبى، والإنشاد فى مدحه والثناء عليه، وإطعام الطعام صدقة لله، إعلاناً لمحبة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، وإعلاناً لفرحنا بيوم مجيئه الكريم، فلا حرج فى الأساليب والمسالك؛ لأنها ليست عبادة فى ذاتها، فالفرح به صلى الله عليه وآله وسلم عبادة، والتعبير عن هذا الفرح إنما هو وسيلة مباحة، لكل فيها وجهة هو موليها.