مراد وهبة: السيسي ينادي بالتجديد.. والنخبة لا تستجيب

مراد وهبة: السيسي ينادي بالتجديد.. والنخبة لا تستجيب
قال الفيلسوف مراد وهبة، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي دائما ما ينادي ببناء الإنسان المصري وتجديد الخطاب الديني، ولكن لا نجد أي تجاوب أو تطابق بين ما يقوله الرئيس السيسي وبين النخبة، حيث إن النخبة ما زالت رافضة الدخول في تطوير الحضارة، رغم أنه مطلوب من المثقفين والنخبة الدخول مع الجماهير والانخراط معهم وتوعيتهم من أجل بناء الإنسان المصري.
وأضاف "وهبة"، خلال حواره في برنامج "نُطق فكرا"، مع الإعلامي عمرو عبد الحميد، على شاشة "TeN": "النخبة بس بتحب تتكلم وده مطلوب، بتحب تدون ما يقوله الآخرين وده برضوا مطلوب، لكن ليس هناك تيار تنويري ومفيش انشغال من جانب النخبة بتكوين رأي عام، كل واحد بيكتب عشان عنده هواية الكتابة، أو عشان يثبت ذاته، بس ده ليس هو الشيء المطلوب من المثقف الآن".
وأشار الفيلسوف، إلى أنه يرى التعليم والإعلام والثقافة خارج ملعب قضية بناء الإنسان المصري وتجديد الخطاب الديني للأسف الشديد، مضيفًا: "لازم النخبة تقبل التحدي وتقبل أنها يكون لديها الجرأة أنها تعمل تغييرات جذرية للثقافة المصرية لازم بالانفتاح على الآخر، إحنا لحد الآن نعتبر الآخر عدوا بالنسبة".
مراد وهبة: العقل المصري مُدمن محرمات ثقافية
وأوضح إن كل مجتمع له عقل يُسمى عقل جمعي، فعندما نريد أن نعرف كيف تفكر فرنسا ننظر إلى العقل الفرنسي، حيث إن كل مجتمع وله عقل جمعي، مؤكدًا أن العقل المصري مُدمن محرمات ثقافية، وذلك بسبب بداية التربية وتنشئة الطفل، فتربية الطفل في مصر مختلفة تمامًا عن الغرب، ساخرًا: "من أول ما الطفل يولد يقولوا هات يا جدع المحرمات الثقافية وتغذية".
وعن المحرمات الثقافية، قال: "كل ما ييجي يسأل تقوله عيب يا واد اسكت، بطل متسألش، عيب وحرام، بس في الغرب لا، فيكبر الطفل وهو مكبل بمحرمات ثقافية".
مراد وهبة: رفضنا حركة التنوير الأوروبية أيام "نابليون" بحجة إنه استعمار فرنسي
وتحدث الفيلسوف مراد وهبة، عن الاستعمار الفرنسي لمصر بقيادة نابليون بونابرت، حيث ذكر أن نابليون كان من إفراز الثورة الفرنسية التي حدثت في أوروبا، مضيفًا: "نابليون دخل في الديكتاتورية وأشياء أخرى من هذا القبيل ولكن ده مش مهم عندي، المهم عندي إن فكره تنويري وليس تقليديا".
وأضاف "وهبة"، أنه أثناء الاستعمار الفرنسي لمصر كان المسار الفكري في مصر لا يتفق مع مسارة الحضارة بشكل عام بل كان معاديا لها، بينما جاء نابليون بفكر تنويري، ولكن رفض الشعب المصري هذا الفكر بحجة أنه استعمار فرنسي.
وتابع: "كان في انتعاش فكري وتنوير في الحضارة الأوروبية أيام الاحتلال الفرنسي لمصر، بس إحنا رفضناها بحجة الاستعمار، بس إحنا اللي وصلنا نفسنا لكده، مش عارفين نستثمر طاقتنا فالناس اللي بره قالوا نيجي نستثمرها، البلد بتاعتنا كانت صفت كل الطاقات الإبداعية اللي فيها، بقى فيه كسل عقلي، الناس بره قالوا نيجي ننشطها".