اللقطات القاتلة.. إنستجرام يقضي على الزهور والحشرات ويدمر البيئة

11:36 م | الثلاثاء 05 نوفمبر 2019

يذهب العديد من الأشخاص إلى مناطق طبيعية خلابة بهدف التقاط بعض الصور ونشرها على إنستجرام، دون الالتفات إلى أن هذا السلوك غير المسؤول يشارك في تدمير الطبيعة.

وعرض موقع "دويتشه فيله" كيفية إفساد المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي بعض الأماكن المذهلة التي يحبونها:

تدمير الزهور

يأتي عقب فصل الشتاء غزير الأمطار، الربيع، وفي جنوب ولاية كاليفورنيا هناك مساحات كبيرة من الأزهار البرية الرائعة، تشكل خلفية مثالية لاتفوت للصور، ولهذا السبب اتجه أكثر من 50 ألف شخص إلى المنطقة بحثا عن الصورة المثالية، ولكنهم تصرفوا بشكل سيئ، فعندما تداس هذه الزهور وتقطف وتسحق من قبل الأشخاص الذين يجوبون المكان لالتقاط الصور، لا تنمو مرة أخرى.

انتشار صور الأماكن الخلابة يزيد الزوار ويرفع التلوث

تحول نهر كولورادو بالقرب من غراند كانيون في أمريكا من مكاناً لعطلة عائلة محلية، إلى أحد أكثر الأماكن شهرة على الإنستجرام في الولايات المتحدة، وصارت منطقة " Horsehoe Ben" تجذب ملايين الزوار سنوياً، بعد أن كانت تستقبل بضعة آلاف فقط، لذا تم توسيع مواقف السيارات لاستيعاب الحشود التي تسد الممرات وتسبب الازدحام المروري.

وواقعة أخرى شهدتها بحيرة بافارية بعد وقت قصير من نشر المصور المحلي يوهانس هولزر صورة لها، فهي بالقرب من المكان الذي نشأ فيه، فبعدها تدفق رواد إنستجرام لالتقاط صور في المكان نفسه، فصار الطريق إلى البحيرة كأنه تعرض لهجوم جيش كبير، كما أن المكان أصبح مليئا بأعقاب السجائر والقمامة، ولم يعد مكاناً مناسباً للعزلة كما كان.

بلدة صغيرة يجتاحها ملايين الزوار سنويا

هناك قرية نمساوية صغيرة يبلغ عدد سكانها 700 نسمة، اكتشفها أحد المصورين كخلفية مثالية لصور إنستجرام، ومن هنا بدأت نحو 80 حافلة سياحية، و10 آلاف زائر بالتدفق إليها يوميا، وصار السكان يشكون من أن السياح يتجولون في ممتلكاتهم للعثور على أفضل زاوية ممكنة لصورهم، ويتركون المخلفات وراءهم، ويصورون بـ"درونز" طائرات بدون طيار التي بدورها تخيف الطيور، وتدمر السلام والهدوء بشكل عام.

أذية الحشرات والنباتات

شاطئ "بلايا جاردان" في جزيرة تينيريفي الإسبانية مكان شهير بين المصورين الذين يبنون أبراجاً صغيرة بالحجارة التي يجمعوها من الشاطئ لالتقاط صوراً رائعة، إلا أنها من جانب آخر تسبب ضررا بالنظام البيئي المحلي، لأن العناكب والحشرات والسحالي التي تعيش تحت الحجارة تفقد ملجأها عند إزالة الأحجار من الشاطئ.

وبالإضافة إلى ذلك، عند تحريك الصخور تقتلع الكائنات الحية النباتية الضرورية لصحة الأرض، ما قاد علماء البيئة إلى تفكيك التكوينات الصخرية في وقت سابق من هذا العام، ونشر تفسيرات على إنستجرام تحت هاشتاغ (#Pasasinhue) ويعني"لا تترك أثراً". بعد أيام قليلة من الحملة، بدأ رواد الإنستجرام بإعادة بناء الأبراج الحجرية.