برامج شبابية تواجه أكاذيب الإخوان عبر الإنترنت: تثقيف وتنوير ومخاطبة عقول

برامج شبابية تواجه أكاذيب الإخوان عبر الإنترنت: تثقيف وتنوير ومخاطبة عقول
- البرامج التليفزيونية
- ورا الستارة
- يوتيوب
- زي الكتاب ما بيقول
- تحرير سعر الصرف
- سد النهضة
- البرامج التليفزيونية
- ورا الستارة
- يوتيوب
- زي الكتاب ما بيقول
- تحرير سعر الصرف
- سد النهضة
تجارب برامجية شبابية جديدة، خرجت من رحم الشبكة العنكبوتية، فى الأسابيع الأخيرة، قوامها يعتمد على التثقيف والتنوير وتبسيط المعلومات للمواطنين، إيماناً منهم بالدور الإعلامى فى الوقت الحالى، إذ يأتى دورها جنباً إلى جنب البرامج التليفزيونية الكبرى، فى محاولة منهم للوصول إلى أكبر قطاع من الجمهور، بعيداً عن الوسائل التقليدية، الأمر الذى يُسهم فى حدوث حالة تمزج بين ثراء المحتوى وتنوع المضامين. أولى هذه التجارب، برنامج «ورا الستارة»، وهو عبارة عن مسرح سياسى ساخر، وهو كذلك مشروع مختلف وجذاب، كونه يصف نفسه بأنه غير مُحايد إطلاقاً، وينحاز للتنوير ضد الظلام، والتقدّم ضد الرجعية، والتفكير ضد التكفير، والعقل ضد الغباء، والبهجة ضد التعصب، حيث يكمن هدفهم الوحيد فى إزاحة الستار عما وراءه من ظلال ومؤامرات، إذ يرصد أبرز القضايا التى تُحاك ضد مصر بشكلٍ خاص ومنطقة الشرق الأوسط بشكلٍ عام، من خلال شخصيات قديمة ومُعاصرة، سواء كانت سياسية أو فنية.
نحو عشر حلقات من «ورا الستارة» عُرضت على موقع «يوتيوب» حتى الآن، فقد جذبت هذه التجربة الأنظار منذ الحلقة الأولى، والتى تناولت الحرب الجديدة التى اتبعتها أمريكا وإسرائيل، بعد انتصارات أكتوبر، لاستهداف العقول، واختراق الدول العربية بأدوات غير مُباشرة، إذ أشاد الجمهور بالمستوى الاحترافى، لهذا البرنامج، بداية من الجرافيك، مروراً بالسيناريو، نهاية باختيار الشخصيات ومدى تفاعلها مع الموضوع. وأشاد الفنان ومُخرج العرائس وليد بدر، بفكرة البرنامج واستخدام القائمين على هذه التجربة، للعرائس، لما لها من سحر خاص فى القدرة على الإقناع، إذ إن القائمين عليها نجحوا فى الاختيار، بداية من تصنيعها وتحريكها وكذلك الأصوات والمونتاج الذى يُعد السبب الأول فى نجاح هذه التجربة: «المُشاهد العادى سيُصاب بحيرة شديدة بسبب احترافية الصورة ومدى تشابهها مع الشخصيات الحقيقية».
وأوضح أن المخرج المسئول عن تحريك الشخصيات يلجأ إلى مُشاهدة أصحابها الحقيقيين مرات متتالية، لدراسة حركتهم، لتنفيذها بشكل دقيق، كما أنه يحاول فى بعض الأحيان المبالغة فى حركة ما بشأن إبرازها للجمهور.
أحمد سلامة: "زى الكتاب ما بيقول" يتطلب مجهوداً ضخماً.. وتقديم معلومات ناقصة للجمهور بمثابة كذب.. وانطلاق الموسم الثانى 16 نوفمبر
ويخوض أحمد سلامة، تجربة جديدة عبر الإنترنت، من خلال تقديم برنامج يحمل اسم «زى الكتاب ما بيقول»، حيث يغوص فى عالم الكتب، لتكوين رؤية تحليلية حول عدد من القضايا المختلفة، ورصد التجارب والخبرات الإنسانية على مر العصور واختلاف الحضارات، ويُقدمها فى مقاطع مصورة لا تزيد على الدقائق العشر.
موضوعات عدة، تطرق لها «سلامة» فى برنامجه، ما بين تحرير سعر الصرف، وحرب المياه، وسد النهضة، والحرب الباردة، وأخطر الدول فى العالم، فقد نالت هذه التجربة استحسان الجمهور، مُشيدين بوجود برنامج تثقيفى توعوى، دون إبداء أى آراء من قِبل صُنّاعه، مُطالبين إياه بزيادة مدة الحلقة، وكذلك عدد الحلقات فى الأسبوع.
يقول «سلامة» إن هذه التجربة تتطلب مجهوداً ضخماً، لكن الجمهور يستحق أكثر من ذلك، لا سيما أن تعليقات المُشاهدين، على المحتوى، كان بمثابة دافع قوى لاستمرار هذا البرنامج، مؤكداً أن فريق العمل كان حريصاً طوال الوقت على البحث عن المعلومات وتقديمها للجمهور: «الأزمة ليست فى البحث عن المعلومة، بقدر الوصول لها بشكل كامل، لأن نصف معلومة بمثابة كذب، لكن الجمهور يستحق المعلومة الكاملة».
ويستعد «سلامة» لتصوير موسم ثانٍ، ومن المُقرر انطلاقه اعتباراً من يوم الأحد 16 نوفمبر الجارى، وذلك بعد النجاح الذى حققه الموسم الأول، وحصده ملايين المشاهدات، وذلك منذ انطلاق البرنامج قبل شهر تقريباً. ويكشف لؤى الخطيب، فضائح جماعة الإخوان الإرهابية والتيارات الإسلامية كافة وكذلك المؤسسات التى تخوض حروباً خفية ضد مصر، عبر برنامج يحمل اسم «لمبة»، إذ يعتمد على التنوير وتقديم الحقائق والمعلومات فى أبسط صورة، حيث يُقدم حلقاته بطريقة تمزج بين التمثيل والتقديم التليفزيونى، فى محاولة منه لكسر الرتابة التى قد تكون موجودة فى مثل هذه النوعية من البرامج التحليلية.
أحمد أمين يعود لـ"الديجيتال" بعد فترة غياب طويلة
وتخوض مجموعة من الفنانين الشباب، تجربة فنية جديدة، يغلب عليها الطابع الكوميدى، تحمل اسم «الشيخ أتّة غرقان فى الفتّة»، أبطالها هم «الشيخ أتة»، القيادى الإخوانى البارز، المنبوذ من الجميع باستثناء تلميذه الوحيد «صهيب حشاد»، حيث يرصدون من خلال هذه التجربة تفاصيل حياة الجماعة الإرهابية، والرغبة الدائمة فى التضليل والتدليس والتقليل من قيمة المشروعات التى تُقوم بها الدولة، والدور الذى تقوم به المؤسسات الإعلامية المُعادية لمصر.
"الشيخ أتّة" يكشف أسرار الجماعة الإرهابية بشكل كوميدى
المشروع الخامس والأحداث، هو خاص بالفنان أحمد أمين، حيث يخوض تجربة فنية جديدة، عبر مواقع التواصل الاجتماعى، من خلال برنامج يحمل اسم «الفاميليا»، وهو عبارة عن برنامج يتناول علاقة الآباء بأبنائهم، حيث يأتى ذلك بعد فترة غياب طويلة عن برامج «الديجيتال» التى كان يُقدمها واكتسب الشهرة من خلالها، مثل «30 ثانية» و«البريك». «الفاميليا» يدور فى معسكر يجتمع فيه مجموعة من الآباء مع أبنائهم، ويُقدم «أمين» موضوعاً مختلفاً فى كل حلقة، بجانب التعليق على الأنشطة التى مارسها ضيوفه، فضلاً عن تقديم أغنية فى كل حلقة بشكل يتميز بالطابع الكوميدى مع مراعاة المرجعية التربوية.
وأوضح شريف عبدالفتاح، أحد أعضاء ورشة كتابة «الفاميليا» أن هذه التجربة تهدف إلى تطوير العلاقة بين الآباء والأبناء، لا سيما فى ظل اعتماد الأطفال على التكنولوجيا فى الوقت الحالى بشكل مكثف وقضائهم معظم الوقت فى المدرسة والنادى، بالإضافة إلى انشغال الآباء فى وظائفهم: «سعينا أن نُنبه الأسرة بهذه الأزمة، لمدى أهميتها فى المستقبل».
وأكد «عبدالفتاح» أن البرنامج يستهد الآباء الذين لديهم أبناء من عمر السابعة وحتى الخامسة عشرة تقريباً، وهى الفئة التى تُنشئ أجيالاً جديدة، يكون لها دور فى مجتمعهم فى المستقبل القريب، لافتاً إلى أن أحمد أمين شغوف بالأطفال من الأساس، لا سيما أن بداية عمله كانت فى صحافة الطفل، كما أنه استشعر مدى معاناته مع أبنائه فى السنوات الأخيرة، الأمر الذى دفعه للدخول فى «تحدى العيلة».
وأشار إلى أن «أمين» تلقى عرضاً من قِبل المُنتج رامى السكرى، الذى تحمس لإطلاق برنامج اجتماعى، يُناقش واحدة من القضايا الأسرية المهمة، موضحاً أن «الفاميليا» عبارة عن معسكر، به تجارب وألعاب وألغاز بين الآباء والأبناء، فضلاً عن الأغانى. ويقول محمود التميمى، خبير تطوير المحتوى التليفزيونى، إنه اطلع على «زى الكتاب ما بيقول» و«لمبة» و«ورا الستارة»، مؤكداً أن هذه التجارب فاقت توقعاته من حيث الرسالة وجودة التنفيذ، واصفاً التجربة الأخيرة بأنها الأكثر احترافية من حيث التنفيذ، لأنها برنامج يتطلب إمكانيات ضخمة، وتوجه له ميزانية كونه برنامجاً تليفزيونياً يُبث على قناة فضائية.
وأوضح «التميمى» أن «زى الكتاب ما بيقول» و«لمبة» فى تحدٍّ كبير، أمام «ورا الستارة»، بشأن التكلفة، إذ إن نجاحهما يتوقف على مدى صياغة الرسالة وأسلوب تقديمها: «أعتقد أن ورا الستارة تطلب جهوداً مادية كبيرة حتى يظهر فى الصورة التى عليها الآن»، مُشيداً بمؤشر النجاح الذى حققته هذه التجارب، لكنها فى حاجة إلى المزيد من التحسينات وأن يكون بها شىء من الإبهار وتقديم أفكار خارج الصندوق: «أحمد سلامة ولؤى الخطيب لديهما مواطن قوة، لم تخرج إلى النور بعد».
وأبدى توقعه أن الفترة المُقبلة ستشهد مزيداً من هذه النوعية من البرامج عبر مواقع التواصل الاجتماعى: «الأهم هو ظهور تجارب جديدة بعيداً عن التكرار حتى لا ينصرف عنها المُشاهد»، موضحاً أن النجاح فى المحتوى التليفزيونى ينطلق من شغف صُنّاعه.
ومن جانبها، أشادت الدكتورة إلهام يونس، أستاذ الإعلام المساعد ورئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بالمعهد الدولى العالى للإعلام، بوجود تجارب برامجية شبابية عبر الإنترنت، دائماً ما تعتمد على التثقيف والتنوير وتقديم المعلومة، بعيداً عن الإساءة: «الإعلام الديجيتال هو البديل، فى السنوات المُقبلة، فى ظل اعتماد قطاع كبير من المواطنين عليه، واستخدامهم للهواتف المحمولة طوال الوقت».
وقالت إن التجارب البرامجية التى تحترم عقول المُشاهدين وتلتزم بالموضوعية، حتى إن قُدمت فى قالب ترفيهى أو كوميدى أو غيرها من قوالب العمل الإعلامى، تحظى باحترام الجمهور، ولديها فرص قوية لتحقيق النجاح، مثل «ورا الستارة» و«زى الكتاب ما بيقول»، مُعربة عن تمنيها بإطلاق المزيد من هذه البرامج عبر الإنترنت خلال الفترة المُقبلة، الأمر الذى يُسهم فى تصحيح الأوضاع وتطوير المنظومة الإعلامية.