لا لتدمير أطفالنا.. "جنات" و"ياسمين": 8 ساعات يوميا من "التلطيش".. "مابقتش حضانة"

لا لتدمير أطفالنا.. "جنات" و"ياسمين": 8 ساعات يوميا من "التلطيش".. "مابقتش حضانة"
- وزارة التضامن الإجتماعي
- محمد عبدالعزيز
- حملة لا لتدمير أطفالنا
- الصحة
- صحة
- وزارة التضامن الإجتماعي
- محمد عبدالعزيز
- حملة لا لتدمير أطفالنا
- الصحة
- صحة
كانت الطفلة «جنات» تنتظر الذهاب إلى الحضانة كباقى الصغار الذين تراهم كل يوم، وعند بلوغها عامين التحقت بحضانة تابعة لعمل والدتها، لكن سرعان ما تحولت المحبة لكُره شديد بسبب ضرب المعلمة لها، ولكل أقرانها، وتوبيخهم والصراخ فى وجوههم على مدار اليوم: «الأولاد بقوا بيعيطوا لما يشوفوا الباص جاى ياخدهم».. تقولها ليلى صبرى، التى فرحت بقبولها فى شركة توفر حضانة لطفلتيها حتى لا تحمل عبء تركهما بمفردهما، لكن على مدار شهر واحد فقط، بدأت تلاحظ تغييرات على بنتيها ورفضهما الشديد الذهاب إلى الحضانة على غير العادة: «كنت باصحى بنتى وأزعق لها تفضل تعيط بهستيريا لحد ما سألتها، ويادوب فهمت منها أنهم بيضربوا».
تحكى أن جميع أبناء زميلاتها فى الشركة كانوا أيضاً يرفضون الذهاب فى «الباص» المخصّص لهم بسبب العنف الذى كان يمارَس ضدهم فى الحضانة، مؤكدة أنها كانت حريصة على إرسال صغيرتها للحضانة فى سن مبكرة حتى تتعود عليها، لكن سرعان ما بدأت تبكى بشدة وظهرت عليها ملامح الخوف حين تذكر اسم الحضانة أمامها: «كانت بتتفزع».
لديها طفلة ذات 3 سنوات والصغيرة أتمت العامين، الاثنتان أصيبتا بجفاف نتيجة ميكروب فى المعدة من قلة النظافة والجوع: «مش الضرب بس، الحضانة فيها إهمال حتى فى النظافة وده أثر على صحة العيال»، لاحظت «ليلى» منذ شهر تقريباً آثار ضرب على جسد ابنتيها، ثم اكتشفت أنهما تتعرضان للضرب فى الحضانة فقدّمت شكوى برفقة أولياء أمور آخرين لإدارة الشركة لإيقاف إيذاء الصغار.
تحكى أن طفلتها من كثرة البكاء كانت تعود للبيت وعيناها حمراوين، فطوال وجودها فى الحضانة لما يقارب من 8 ساعات لا تتوقف عن البكاء. لم تكن وحدها التى تعانى من عنف الحضانة ضد صغيراتها، فهناك ياسمين محمد، ولى أمر، تعيش فى مدينة 6 أكتوبر، تعرّضت ابنتاها أيضاً للعنف على يد المعلمة التى كانت تضربهما بوحشية: «ماعرفش مين ممكن ييجى لها قلب تضرب طفل مابيعرفش يعبّر عن ألمه»، تقول إن ابنتها ظلت تبكى بشدة، رافضة الذهاب للحضانة مرة أخرى، لكن الأم فى البداية لم تفهم، وظنت أن هذا التصرّف طبيعى كأى طفل لا يريد الابتعاد عن حضن أمه: «لقيت الضرب معلم على ضهر بنتى، فهمت ووقفت فوراً»، ذهبت لتشكو المعلمة وتسألها ما الذى دفعها لارتكاب هذا العنف فى حق صغيرتها، لكنها رفضت وأنكرت: «ماكانش قدامى غير إنى أبعتها حضانة تانية وطلعت أسوأ». واجهت عنفاً جديداً فى المكان الثانى منذ اليوم الأول، فأسرعت إلى اصطحاب طفلتها بعد سماع صراخها وصراخ أقرانها: «ماكنتش لحقت أنزل من على السلم، لقيت العياط، بتصرخ جامد، طلعت لقيتها بتضربهم أخدت بنتى ومشيت».
خبير تربوى: دور الحضانة تعمل بدون رقابة
علق الدكتور محمد عبدالعزيز، خبير تربوى، على واقعة العنف ضد الأطفال داخل دور الحضانة، قائلاً: «الحضانات ليس عليها رقابة وتكتفى بتصريح من وزارة التضامن الاجتماعى ووزارة التربية والتعليم»، مضيفاً: «التضامن بتدّى تصريح لحد ٤ سنين وبعد كده المسئولية بتتنقل للتعليم»، مؤكداً أن هذه العملية ينشأ عنها الكثير من المخالفات، وبالتالى لا بد من لائحة وكاميرات يتم تفريغها كل فترة لمعرفة المحتوى الذى يُدرس للصغار، لافتاً إلى أن بعض هذه الأماكن تنمّى عند الطفل الفكر المتطرف، ما يتسبب فى كارثة حقيقية، حسب وصفه، مطالباً بوضع لائحة وفقاً لمعايير دولية واختيار نماذج مؤهلة للتعامل مع الأطفال وليس فقط مجرد خريجين من كليات.
كانت "الوطن" أطلقت، حملة باسم "لا لتدمير أطفالنا" تستهدف مكافحة العنف ضد الأطفال، والكشف عن تأثيراته المدمرة على الصحة النفسية، وكيف يمكن أن يساهم هذا السلوك المشين في خلق جيل مشوه يعاني من الاضطرابات النفسية والأمراض العصبية، من خلال قصص وحكايات إنسانية، أبطالها أطفال واجهوا درجات مختلفة من العنف بجميع صوره، يحكون تجاربهم ويروون مواقف شهدوا عليها وعاشوها، أفقدتهم براءتهم وطفولتهم.
ولإتاحة الفرصة للكشف عن أي جرائم ترتكب ضد الأطفال، تعلن "الوطن" عن استقبال شكاوى أو مشاكل خاصة بالقضية عبر البريد الإلكتروني newspaper@elwatannews.com، أو عبر صفحاتنا على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"؛ لنساهم معًا في القضاء على هذه الظاهرة والمشاركة في بناء جيل لا يعاني من مشاكل نفسية.