عيد الحب وليلة القدر.. مناسبات اجتماعية بدأها مصطفى وعلي أمين 

كتب: نهال سليمان

عيد الحب وليلة القدر.. مناسبات اجتماعية بدأها مصطفى وعلي أمين 

عيد الحب وليلة القدر.. مناسبات اجتماعية بدأها مصطفى وعلي أمين 

دعاوى لنشر الحب والإنسانية بدأها مصطفى أمين وعلي أمين معا، فكان أن لهم الريادة في الأعياد الاجتماعية المصرية بحثا عن مناسبات لإشاعة الحب وتجديد العواطف الإنسانية، فدشنا عيدا للأم وآخر للأب وعيد الحب المصري الذي يحتفل به اليوم، ثم ابتكرا احتفالا بليلة القدر تطور إلى أسبوع الشفاء ومساعدة طفل لإبراز دور المجتمع في تقديم مساعدات إنسانية تنم عن مشاعر وعواطف ورغبة في التعبير عن الامتنان والوفاء للأسرة أو لمن لا نعرفهم.

عيد الحب المصري أصله جنازة لرجل سبعيني ماشي فيها 3 أشخاص فقط

في الرابع من نوفمبر يحتفل المصريون بعيد الحب، الذي تعود بداية الاحتفال به إلى أكثر من 30 سنة، حيث تفاجأ مصطفى أمين أثناء سيره في ميدان السيدة زينب بجنازة لا يسير فيها سوى 3 أشخاص، وعندما علم أن المتوفى رجل سبعيني زادت دهشته وتعجب أن يعيش رجل 70 عاما ولا يستطيع أن يكون من الصداقات والعلاقات ما يجعل له جنازة حقيقية، ومن هنا طالب أمين بضرورة تحديد يوم من كل عام لتجديد مشاعر الحب التي كانت قد نسيت في ظل سرعة الحياة وطغيان الجوانب المادية، وبعرضه للفكرة على القراء كان اختيار يوم 4 نوفمبر من كل عام، كيوم للحب والعواطف الإنسانية بين البشر، وذلك بحسب رواية صفية مصطفى أمين في مقابلة صحفية متلفزة نشرت على موقع يوتيوب منذ عامين.

دعا مصطفى أمين لعيد الحب في الثمانينيات حين طغت المادة على عرش الحب بدلا عن القلب

عيد الحب الذي نحتفل به الآن يعود إلى جنازة شاهدها أمين قاصدا كل معاني الحب الشامل بين أفراد الأسرة والمجتمع والأوطان وحب كل ذي فضل كالمعلمين، واستجاب لدعوته المصريون بعد أن لمس الكثيرين زيادة الذاتية وحب النفس ليكون يوما للتفكير في إسعاد الغير ول بكلمة بسيطة، "والدي لم يقصد هدايا ودباديب بين الأحبة لكن قصد تقديم هدية إنسانية للبشر تتمثل في إظهار العواطف"، بحسب صفية.

"عملنا عيد الحب لما شوفنا المادة تجلس على عرش الحب بدلا من القلب"، هكذا علق الكاتب الصحفي مصطفى أمين على دعوته لعيد الحب في إحدى حلقات البرنامج الحواري "دردشة" في لقاء استضافته فيه الإعلامية سهير شلبي، فبدأ الاحتفال باليوم منذ الثمانينيات، بهدف تأصيل مشاعر الطيبة والحب في المجتمع المصري.

احتفال بليلة القدر بتقديم مساعدات إنسانية تطور إلى أسبوع الشفاء ومساعدة طالب و"لست وحدك" للوقوف بجوار المحتاج

"ليلة القدر" دعوة إنسانية أخرى، دعا إليه مصطفى وعلى أمين، بدأت بذكرى جمعتهما معًا عندما كانا في عمر الطفولة ويرغبون في امتلاك "دراجة"، ونظرا لمشاعر الخوف التي تملكت والدتهما فرفضت الفكرة، قام الاثنان بتوفير ثمن الدراجة من مصروفهما لمدة عام كامل، وحصلا على الدراجة، يستقلاها سرا إلى المدرسة ثم يضعانها في بيت أحد الجيران بعد العودة، وانقلبت الذكرى إلى سيل من الأموال التي فاضت إلى الكاتبين الصحفيين لتحقيق آمال صغيرة للأطفال كانوا قد ظنوا أنها مستحيلة مثلما ظن الاثنان قديما في الحصول على دراجة.

وفقا لمقطع فيديو على قناة ماسبيرو زمان على موقع يوتيوب، يظهر الكاتب الصحفي مصطفى أمين في لقاء تليفزيوني في برنامح "سينما الأطفال"، يجمع بين الأطفال والكاتب الصحفي، ليحكي أن تلك الذكرى جعلتهم يكتبوا إلى القراء يطلبون منهم أن يرسلوا أمنياتهم، فوصلهم 360 ألف أمنية، تم إحالتهم إلى 18 محررة وتبرع كلا من الكاتبين بمبلغ 2000 جنيه، لتبدأ مهمة المحررات في اختيار حالات إنسانية يمكن أن تتحقق بـ4000 جنيه، وحين جاءت ليلة القدر تجولت الـ18 محررة بين 40 شخصا تحقق أمنيتهم وتدخل السرور على قلوبهم. 

ليلة القدر بدأت بذكرى أمنية مصطفى وعلي أمين في الحصول على دراجة

بين طفل يريد دراجة وطفلة تريد دمية وفلاح يتمنى بقرة بدلا عن التي ضاعت وغير ذلك، ما جعل الكثيرين يتفاعلون مع المبادرة لتأتي تبرعات بمبالغ كبيرة فتم عمل "أسبوع الشفاء" لتقديم عمليات جراحية وخدمات علاجية لمن يحتاج، ثم تطور الأمر وتم إضافة "مساعدة طالب" بمصروف وملابس ثم مبادرة "لست وحدك" لعرض أزمات مادية واجتماعية والبحث عن حلول لها، وظل الأمر يتطور بأفكار من الكاتبين الصحفيين نحو زيادة تداخل المجتمع وإبراز مشاعر إنسانية نبيلة.

الأخوان أمين دعوا إلى عيد الأم كي يكون يوما للوفاء وتعزيز الروابط الأسرية

قبل دعوة الأخوين أمين إلى عيد الحب وليلة القدر كانت دعوتهما إلى عيد الأم الذي نحتفل بيه إلى الآن،ففي كتاب "أمريكا الضاحكة، لمصطفى أمين دعا إلى يوم للاحتفاء بالأم مثلما يحدث في أمريكا، لكن الفكرة لم يدعمها أحد، لتتجدد مرة أخرى بعد 10 سنوات حين دخلت مواطنة تطلب لقاء الصحفيين، تشكو من نجلها الذي كرست حياتها لتربيته بعد وفاة الأب حتى أصبح طبيبا ناجحا، وبعد أن وفرت المال لتدفع له تكاليف زواجه من مهر وشقة ذهب للزواج دون أن يقل لها شكرا، وذلك وفقا للكاتبة صفية مصطفى أمين في مقال صحفي منشور على موقع أرشيف الصحافة المصرية التابع لمكتبة الإسكندرية، بتاريخ 20 مارس 1999.

كانت شكوى المرأة هي سبب أن فكر الأخوان في تخصيص يوم للاحتفال بالأم والتعبير عن الشكر لها ليصبح بعد ذلك عيدا قوميا ومناسبة تلتف حولها الأسرة وتقول ولو مرة كل عام "شكرا يا أمي"، كان اختيار يوم 21 مارس للاحتفال لموافقته مع أول أيام عيد الربيع وفقا للقاء التليفزيوني مع الكاتب مصطفى أمين في برنامج "سينما الأطفال".


مواضيع متعلقة