المشاركون فى منتدى إعلام مصر يطالبون بتقديم صحافة جيدة لمواجهة غول "السوشيال ميديا"

المشاركون فى منتدى إعلام مصر يطالبون بتقديم صحافة جيدة لمواجهة غول "السوشيال ميديا"
- منتدى إعلام مصر
- النادي الإعلامي الدنماركي
- تلنادي الإعلامي للمعهد الدنماركي
- النادي الإعلامي للأعمال الصحفية المتميزة 2019
- منتدى إعلام مصر
- النادي الإعلامي الدنماركي
- تلنادي الإعلامي للمعهد الدنماركي
- النادي الإعلامي للأعمال الصحفية المتميزة 2019
أكد المشاركون فى منتدى إعلام مصر الذى انطلق أمس أن الصحافة الجيدة هى الهدف الذى يسعى إليه الجميع لتقديم خدمة صحفية مميزة للجمهور، مطالبين بضرورة تطبيق المعايير الصحفية الصحيحة، فى ظل انتشار الأخبار غير الدقيقة لتحسين سمعة المهنة ومواجهة «غول السوشيال ميديا».
وقالت بيرنيلا برامبج، منسق المبادرة الدنماركية المصرية للحوار، إن النادى الإعلامى تلقى طلبات كثيرة لحضور منتدى إعلام مصر، وهو ما يؤكد وعى أصحاب المهنة بفكرة التعلم وتطبيق المعايير الصحيحة للصحافة، موضحة أن قضية الصحافة الجيدة من أهم محاور النقاش فى المنتدى، لمحاولة الإجابة عن سؤال «ما الصحافة الجيدة؟».
وأكدت خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى أنه لا ينبغى للصحفى، بل لا يجوز له، نشر أى شىء يحض على الكراهية، لأن هذه موضوعات أصبحت ذات أهمية كبيرة، وتنتقل الصور والأخبار بسرعة قصوى بعدما غيّرت وسائل التواصل الاجتماعى مجرى الأمور، وأصبحت الأصوات كثيرة الآن، وهذا شىء جيد، لأنه أصبحت لدى الأشخاص القدرة على مشاركة المعلومات والمصالح.
وتابعت: «أصبحت الحاجة إلى أخبار موثّقة تتنامى بقدر الإعلام الحديث وأصبح العامة يحتاجون إلى صحافة موثوق بها أكثر من أى وقت مضى، لكن فى فرنسا أصبحت مهنة الصحافة غير مقدّرة كما كانت، وفى الدنمارك أصبحت سمعة الصحفيين أقل من تجار السيارات المستعملة، وطريقة استعادة هذه السمعة بالطبع هى إنتاج صحافة ذات جودة، لكن كيف؟».
وقالت الدكتورة هويدا مصطفى، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة، إن أدوات الإعلام متغيرة، وأصبحت هناك مواقع إلكترونية لها وسائل وطرق أخرى فى التفاعل مع الجمهور وقياس اتجاهاته، مشيرة إلى وجود تحدٍّ آخر يتمثل فى ضرورة تحرى المواقع الإلكترونية الدقة فى ظل انتشار الشائعات، التى يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعى، لأن متداولى الشائعات لا يمتلكون المعايير الصحفية أو الأخلاق المهنية المتوافرة لدى أى صحفى محترف.
وأكدت أنه من المعايير المهمة للصحافة الجيّدة وجود عمق فى التناول قائم على التحليل والتفسير والخدمة الميدانية، فهى قواعد ننظر إليها على أنها أساسيات، ومهما اختلفت التحديات التى تواجه الصحفى، فهناك معايير للحكم على الصحافة الجيّدة، بأن تكون متوازنة دون تحيّز، مشيرة إلى قيمة أخرى مضافة إلى الصحافة الجيدة، وهى التنوع لتقديم خدمة معرفية جيدة للجمهور.
وقال الكاتب الصحفى عبدالله السناوى، إن الجودة مصطلح يتعلق بالمنافسة والمزاحمة، وفى الصحافة لا يمكن التحدث عن الجودة، لعدم وجود مرجعيات كالسلع والخدمات، لكن فى الصحافة هناك شىء آخر يربط بين الصحيفة والقارئ، وهو المصداقية.
وأضاف فى كلمته خلال الجلسة الأولى «مناخ الصحافة الجيدة: الشروط والتحديات القائمة»، أن الصحافة المصرية تحتاج إلى إعادة تأهيل بعد أن اتفق الجميع على تدهور أوضاع الإعلام المصرى، وهى أوضاع ليس لها علاقة بفكرة الصحافة فى أبسط معاييرها، لكن هناك مشكلة بالفعل مع سيد الصحيفة، وهو القارئ، مشيراً إلى أن هناك مشكلة فى مستوى الكتابة الصحفية، فضلاً عن أن القارئ يتابع الأحداث لحظة بلحظة عبر شاشات التليفزيون، كما أن هناك مشكلة تتعلق بالتوزيع، فعلى سبيل المثال كل ما يُطبع اليوم من صحف ثلث ما كان يُطبع فى الستينات والسبعينات، رغم أن تعداد السكان حينها يمثل ثلث عدد السكان الآن.
وتابع: «لم تعد هناك أصول فى الصحافة المحافظة أو حتى الشعبية، كله ماشى بالبركة».
وأكد الدكتور ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامى، أن مصر لديها رؤية دستورية لتنظيم عمل الصحافة، ولو طبقت الجوانب التشريعية ستُحرر الصحافة بكل طاقتها، وتعبر بشكل جيد، مشيراً إلى أن القوانين وُضعت على عجل، ومفهوم الصحافة الجيدة يتمثل فى 24 معياراً تتضمن 4 حزم، وتراجعت معدلات الثقة من 39 - 42% فى الصحافة العربية وفقاً لاستفتاء تم إجراؤه على 7000 شخص فى عدة دول، من بينها مصر.
وتساءل «عبدالعزيز»: ما الوسيلة التى تلجأ إليها لمعرفة أوقات اتخاذ القرارات؟ وهل الوسائل الإعلامية ممتعة؟ هل هناك اعتماد مؤسسى جيّد، مشيراً إلى أن المعايير تتمثل فى مدى قياس الثقة والاعتماد والمتعة والاعتماد المؤسسى، مضيفاً أن الحريات ليست الشرط الوحيد لضمان صحافة جيدة، لكنها شرط مهم، متابعاً أن مصر متراجعة فى مجال الحريات، نظراً لأن القائمين على هيئة الإعلام لم يقوموا بواجبهم.
من جانبه، قال عزت إبراهيم، رئيس تحرير «الأهرام ويكلى»: هناك نقلة حدثت فى السنوات الأخيرة تتعلق بالخشية من انقراض الصحافة بشكل عام، بسبب تدخّلات كثيرة بعد توسع دور منصات التواصل الاجتماعى، وأصبح هناك توجه للجوء إلى الكيانات الصحفية الكبرى فى إطار الصراع من أجل البقاء، لا سيما فى مصر.
"عزت": نعانى فقراً فى المحتوى
ونوه «إبراهيم» بأن الصحافة الجيدة مصطلح مراوغ، فما أراه جيداً يراه آخرون غير جيد، بجانب وجود فقر شديد فى المحتوى، حيث توقف الإنفاق على تطوير صالات التحرير وتقديم صحافة استقصائية قوية، وأصبح الهم الأول تسديد الرواتب دون الالتفات إلى المحتوى، وهذا تعانى منه جميع المؤسسات فى مصر، سواء حكومية أو خاصة. وأشار إلى أن الناس تلزم نفسها بقيود أكبر مما تحتمل، فهناك 80% من القضايا داخل المجتمع قابلة للتناول فى الإعلام المصرى لكن الأغلب يؤثر السلامة.
وتابع: «الأمر السائد هو الشكوى من أزمة المحتوى، لكن نادراً من يتحدث عن حلول من داخل المهنة، ففى أمريكا على سبيل المثال يجهز الكونجرس مشروع قانون لدعم الصحافة الجيدة من خلال الصحف الكبرى لإنقاذها من غول التواصل الاجتماعى، وفى الوقت نفسه يقتسم معها الأرباح».
وطالب الكاتب الصحفى أحمد سمير، بزيادة هامش الحرية فى الصحافة، باعتبارها إحدى أهم الأدوات التى تسهم فى ارتفاع مستوى المهنة التى عانت مؤخراً.
"سمير": مواقع التواصل تغولت لتراجع دور الصحافة
وتابع: «لو تحدثنا عن صحافة جيدة فأنا لدىّ أسئلة حول خطاب الكراهية والسباب، وتحول الإعلام الرياضى إلى ساحة للملاسنات، فأين الرقابة والانضباط فى الإعلام؟»، مؤكداً أن السوشيال ميديا ظهر دورها بسبب غياب الصحافة.
وضمن فعاليات المنتدى الذى ينظمه النادى الإعلامى للمعهد الدنماركى بالتعاون مع جريدة «الوطن»، نظمت ورشة تحت عنوان «لماذا الصورة؟.. تحديات وحلول السرد القصصى البصرى»، أدارها المصور الصحفى «روجيه أنيس»، وعرض خلالها عدداً من الصور التى أسهمت فى توثيق بعض الأحداث وكان لها دور فى إحداث تغيير، من بينها صورة الطفل محمد الدرة الذى استُشهد على يد الاحتلال الإسرائيلى عام 2000، وما زال البعض يتداولها حتى الآن، مشيراً إلى أن التقاط الصور فى أى حدث كافٍ لتوثيقه والتعبير عنه.
وأوضح «أنيس»، خلال الورشة، أن تحول بعض الصحف المطبوعة لموقع إلكترونى له مزايا وعيوب وتحديات، فمن مميزاته أنها أتاحت الفرصة لتقديم محتوى صحفى مرفق به عدد أكبر من الصور التى توثق الحدث بشكل مختلف، مضيفاً: «ناشيونال جيوجرافيك تعرض القصص الصحفية ومعها عدد كبير من الصور بجودة عالية، فالصورة قادرة على وصف الحدث للقارئ وكأنه موجود فى المكان، وتضيف إليه معلومات».
من جانبها، قالت سلمى حسين، الصحفية المتخصّصة فى الاقتصاد، خلال ورشة طرق تبسيط المحتوى الاقتصادى وآليات وصوله إلى الجمهور، إن الصحافة الجيدة قائمة على ثلاث قواعد، الأولى التحقق من المعلومات المتاحة، والثانية الكتابة بشكل متوازن أى التواصل مع أكثر من مصدر، والثالثة هى الخاصة بالصحافة الاقتصادية وهى الكتابة بشكل مفهوم، عن طريق تقديم معلومات سليمة ومبسطة، وعدم الإفراط فى استخدام الأرقام داخل التقرير الصحفى.
"سلمى": الجودة تبدأ بالتحقق من المعلومات
وأضافت «سلمى» أن الهدف الرئيسى من الورشة هو كيفية الاستفادة من البيانات الصادرة عن الهيئات الحكومية المليئة بالأرقام إلى تقارير وقصص خبرية جيدة ومتوازنة تهم القارئ وتجذبه إليها، وأكدت أهمية «الصحفى الشكاك» من أجل التأكد من سلامة المعلومات، قائلة: «كل ما تبقى شكاك هتبقى صحفى أكتر، ودور الصحفى أو الإعلامى هو التساؤل الكتير علشان يقدر يطلع بموضوع أفضل»، مشيرة إلى أنه يجب التدقيق فى المعلومات مع إضافة مصادر أخرى إلى جانب البيان.