"الدنيا لسا بخير".. الأسطى حسين رجع شنطة فلوس لصاحبها ورفض المكافأة

كتب: نهال سليمان

"الدنيا لسا بخير".. الأسطى حسين رجع شنطة فلوس لصاحبها ورفض المكافأة

"الدنيا لسا بخير".. الأسطى حسين رجع شنطة فلوس لصاحبها ورفض المكافأة

"الدنيا لسا بخير".. كلمات أشاد من خلالها كثيرون عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بموقف سائق تاكسي، كان قد عثر على حقيبة بها مبلغ كبير من المال، ورغم عدم وجود أية بيانات بالحقيبة توصله بصاحبها، إلا أنه أبى إلا الوصول إليه بأي طريقة رافضا أن يأخذ المال، ليتداول البعض قصته في مواجهة سلبيات كثيرة انتشرت بين أفراد المجتمع بأن من هم مثله من "الناس الطيبة" هم الأمل في أن يسود الخير.

محمود داوود: طول الطريق كان السواق معاه تليفون مختلف مع اللي بيكلمه على 100 جنيه وظلمته قلت فلوسي مش هترجع

تعطلت سيارته ما جعل محمود داوود يستقل تاكسي من منزله إلى البنك لإيداع مبلغ مالي يخص عمله، وبمجرد دخوله إلى البنك اكتشف أنه ترك حقيبته القماش بنية اللون في التاكسي، فخرج مهرولا من البنك يبحث عن سيارة تاكسي بيضاء اللون، بخيبة يحلمها في نفسه أن لن يستطع العثور عليها، فكثير من السيارات "بُنية" مثلها.

غير أن مفارقة أن سائق التاكسي كان يتحدث عبر هاتفه طوال طريق داوود من منزله حتى البنك عن خلاف مع شخص آخر فحواه 100 جنيه "وأنا بدور على التاكسي قولت عمري ما هرجع الفلوس.. دا السواق طول الطريق كان بيتخانق مع حد على 100 جنيه هيرجع لي شنطة فيها 50 ألف جنيه"، بحسب حديث داود لـ"الوطن".

"أنا متجوز ومعايا ولدين وأبويا عودني إني مهما أشوف فلوس مش بتاعتي لازم أرجعها لصاحبها مهما كانت حاجتي ليها"، بهذه الكلمات بدأ حسين فتحي، سائق تاكسي بالمنوفية وبطل الوقعة، حديثه لـ"الوطن"، رافضا فكرة إدخال أي مال لم يتعب ويكد في الحصول عليه إلى منزله.

حسين فتحي: عمري ما أدخل فلوس على ولادي ماعرفش مصدرها ماتعبتش فيها

كعادته يخرج حسين كل يوم من بيته بأحد أحياء مدينة السادات، يتنقل بين أنحاء المدينة ينقل الزبائن إلى مقاصدهم، لكنه تفاجأ أمس بوجود حقيبة في التاكسي الخاص به، وبعد أن فتحها تبين أن بها 50 ألف جنيه ولا شيء سوى ذلك، "مالقيتش لا رقم موبايل ولا اسم ولا حاجة بس افتكرت إني نزلت زبون عند بنك ورجعت على البنك بسرعة وبلغت الأمن واتأكدت فعلا إن زبون البنك هو صاحب الفلوس لما الأمن قالوا لي إن فيه حد بعد ما قطع تذكرة رقم دخول البنك طلع جري يقول نسيت الشنطة في تاكسي".

ويحكي سائق تاكسي السادات أنه ترك رقم هاتفه ورقم السيارة واسمه لرجال أمن البنك وقرر العودة إلى عمله حتى لا يتأخر في عودته لمنزله، وبعد وقت غير قليل كان مالك "الشنطة"، قد عاد بعد أن يأس في الوصول إلى التاكسي، وعندما حكى له أمن البنك ما حدث تواصل مع حسين على الفور "قولت له اهدى بس أنا هجيلك لحد عندك بس قولي مواصفات الشنطة"، ومن هنا تأكد 50% من أنه صاحب المال.

عاد حسين إلى البنك واستفسر من الأمن عن الرجل ليتأكد مرة أخرى من كونه هو الشخص صاحب الحقيبة، وفي وجودهم قام بتسليمه ماله ليطلب المغادرة سريعا بحثا عن زبائن ليكمل يوم عمله، ورغم ضيق الحياة وزيادة النفقات فإن سائق التاكسي لم يطالب بمكافأة، يراها البعض حق مكتسب، بل رفض عرض صاحب المال، وطلب منه أن يتأكد من قيمة نقوده "الراجل طلع ورايا بالشنطة وقالي عايزك تاخد مكافأة وقولت لأ وهو كان مصمم جدا لكن أنا مش عايز حاجة.. أنا عملت حاجة لله تبقى لله كلها أنا مش عايز غير الستر وماعرفش أصل الفلوس إيه علشان أدخلها على بيتي".

ويروي داود، صاحب الشنطة أن السائق رفض الحصول حتى على مقابل عودته إلى البنك مرتين كي يسلم الشنطة، ورغم كون عدم وجود أي وسيلة للتواصل أو بيانات للوصول إلى صاحب الشنطة فإنه حرص على إرجاع الحق لصاحبه "أنا نشرت الحكاية على فيسبوك لأني ما كنتش بصدق لما بشوف إن حد بيرجع حاجة مش بتاعته وقولت علشان الناس تعرف إن لسة فيه خير في الناس رغم وجود مبررات إن الحق مايرجعش".

"الخير في أمتي إلى يوم الدين"، شعار رفعه والد حسين في تربيته ليرفعه هو وزوجته في تربية أبنائهما حتى يكونوا هم بذرة خير في مجتمعهم، "أنا أول ما شوفت الشنطة كلمت زوجتي وهي فضلت معايا لحظة بلحظة لحد ما رجعتها ولما روحت حكيت الموقف مع ولادي وكل ما يكون فيه موقف زيه لازم أقولهم ويعرفوا الصح"، بحسب حسين الذي تابع "ابني لما كان بيلعب في النادي لقى موبايل من اللي هما حجمهم كبير ومن النوع الجديد مارجعش البيت غير لما لقى صاحبه واداه ليه".


مواضيع متعلقة