الذكرى 102 لخطاب تسبب في أكبر صراع ديني طائفي في الشرق الأوسط

كتب: منى السعيد

الذكرى 102 لخطاب تسبب في أكبر صراع ديني طائفي في الشرق الأوسط

الذكرى 102 لخطاب تسبب في أكبر صراع ديني طائفي في الشرق الأوسط

102 عام هو عمر قصاصة ورق كانت السبب في أكبر صراع ديني في الشرق الأوسط،  كتبها وزير الخارجية "آرثر جيمس بلفور" إلى اللورد ليونيل والتر ردي روتشيلد زعيم الجالية اليهودية في بريطانيا، يؤكد تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين فكانت وعد "من لا يملك لمن لا يستحق"، الذي أدخل العالم في أكبر صراع ديني طائفي حتى الآن.

تحركات الصهيونية بدأت التمهيد للهجرة لفلسطين مبكرًا

في نهاية عام 1897 قام الصحافي تيودرو هرتزل بعمل أول مؤتمر صهيوني شارك فيه 200 مندوب من جميع دول العالم، وكان هذا بعد عام واحد من صدور كتابه "دولة اليهود"

وجرى الإعلان خلال هذا المؤتمر أن الصهيونية تطمح إلى تأسيس وطن للشعب اليهودي في فلسطين يضمنه القانون العام، وذلك من خلال تشجيع "استيطان مزارعين وعمال وحرفيين يهود في فلسطين" وتعزيز "الشعور القومي اليهودي"، والحصول من مختلف الحكومات "على الموافقة الضرورية لانجاز تطلعات الصهيونية"، وفقا لوكالة "مونت كارلو الدولية".

في تلك الفترة كان اليهود يصدرون للعالم "فكرة" الاضطهاد ومعاداة الطوائف السياسية لهم، لذلك كان اليهود يتوافدون على فلسطين حتى وصلت أعدادهم لـ 47 الفا في 1895 مقابل 24 ألفا في 1882.

وعلى الجانب الآخر فقط ظهرت الاحتجاجات الفلسطينية مبكرًا على نزوح اليهود إلى فلسطين وتوسع رقعة الاستيطان، وظهرت عام 1911 أول مقاومة للصهيونية في حيفا ويافا

كيف بدأ وعد بلفور بتقسيم الأرض؟

عام 1916 بحثت بريطانيا وفرنسا طرق تقاسم المناطق العربية التابعة للإمبراطورية العثمانية، واتفق كل من الفرنسي فرنسوا جورج بيكو، والبريطاني مارك سايكس على وضع فلسطين تحت إدارة دولية.

لكن بريطانيا لم يعجبها هذا التداول، فرأت أن تشجيع الحركة الصهيونية الناشئة، وإقامة وطن لليهود في فلسطين سيخدم مصالحها في الشرق الأوسط.

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وخروج بريطانيا منتصرة، فتم اعتبار فلسطين محمية بريطانية، ويمكن إقامة وطن لليهود، وفي نهاية أكتوبر 1917، وخلال اجتماع مجلس الوزراء البريطاني تم مناقشة وضع فلسطين، وإصدار الوعد المشئوم في الثاني من نوفمبر عام 1917.

في الثاني من نوفمبر ولدت الرسالة التي كانت سبب في وجود دولة إسرائيل، وكانت كلمات الرسالة تعلن بوضوح عن إمكانية إقامة وطن لليهود في فلسطين..

ترجمة الخطاب الذي لُقب بـ"وعد بلفور"

وزارة الخارجية

في الثاني من نوفمبر عام 1917

عزيزي اللورد روتشيلد

يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وعرض على الوزارة وأقرته:

"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتي بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر".

وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح

المخلص

آرثر جيمس بلفور

67 كلمة .. السبب في صراع ديني امتد لأكثر من قرن

وعلى الرغم من أن الخطاب لا تتعدى كلماته الـ 67 كلمة باللغة الإنجليزية، إلا أنه اعتبر أكبر انتصارات الصهيونية، بعدما أصبح بإمكانهم إقامة دولة إسرائيل.

ولم يجرى التشاور مع العرب أو التنسيق الدولي معه في هذا الأمر، ونظمت أول احتجاجات فلسطينية على وعد بلفور في فبراير عام 1920 في القدس ويافا وحيفا.

ولا يزال الفلسطنيون ينظمون احتجاجات على "وعد بلفور" سنويًا.


مواضيع متعلقة