"خليفة البغدادي".. زعيم وهمي أم صراع بين قيادات تنظيم داعش بعد مقتله؟

"خليفة البغدادي".. زعيم وهمي أم صراع بين قيادات تنظيم داعش بعد مقتله؟
قال تنظيم "داعش" الإرهابي إنه سمَّى أبا إبراهيم الهاشمي القرشي زعيما له خلفا لزعيمه السابق، أبي بكر البغدادي، الذي قُتل في عملية عسكرية أمريكية في شمال غربي سوريا، في السابع والعشرين من أكتوبر الجاري.
وأعلنت وكالة أعماق التابعة للتنظيم الإرهابي، عن اسم زعيمه الجديد، كما أقرت بمقتل المتحدث باسم التنظيم أبي الحسن المهاجر.
وجاء الإعلان في رسالة صوتية قرأها المتحدث الجديد باسم التنظيم أبو حمزة القرشي.
وقال سامح عيد، الباحث في حركات الإسلام السياسي، إن هذه المرة الثانية التي يسمي فيها التنظيم الإرهابي زعيما له بعد أبي بكر البغدادي الذي سمى بعد أبي عمر البغدادي، مشيرا إلى أن هناك فرقا بين ظروف تسمية أيمن الظواهري خلفا لأسامة بن لادن في تنظيم القاعدة نظرا لأن الأول كان معروفا من قبل.
وأضاف عيد لـ"الوطن": "أتوقع أن يكون الزعيم الجديد شخصية وهمية، وهذا يذكرنا بما قامت به جماعة الإخوان في الفترة بين 1973 و1976 بعد وفاة الهضيبي وتسمية المرشد حلمي عبدالمجيد الذي لم يكن حوله أي توافق لا سيما من الخارج، حتى تولى عمر التلمساني مقاليد الأمور في الجماعة، وأطلق على هذه الفترة المرشد السري، وفي عام 2015 انفصلت مجموعة محمد كمال عن مجموعة محمود حسين وقامت بتدشين موقع إلكتروني منفصل للجماعة وسموا شخصية وهمية عرفت بمحمد منتصر، الذي لم يكن شخصا في المجموعة لكن من خلال التسجيلات الصوتية رجح أن يكون أعضاء المجموعة أنفسهم".
وتابع: "الشخصية الوهمية كانت ضمن اختيارات تنظيم داعش لعدة اعتبارات، حيث يتخوف القادة الباقون في التنظيم من استهداف الولايات المتحدة الأمريكية للزعيم الجديد، ومن الممكن أن يديروا التنظيم بأنفسهم، فالانشقاقات واردة في مثل هذا الأمر بينهم".
وعن سر اختيار لقب "الهاشمي القرشي" لزعيم داعش الجديد، رأى أن هذا الاسم ترويج لأفكار التنظيم الإرهابي، كما أن اختيار شخص بعينه في مثل هذه الظروف سيكون مثيرا للجدل.
فيما رأى الدكتور عبدالمهدي مطاوع، مدير وحدة الأمن القومي في منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، أن دلالات اسم الهاشمي القرشي تحمل تصورين الأول أن يكون سعودي الجنسية والثاني أردني، نظرا لأن أبي مصعب الزرقاوي ترك أثرا على العناصر الإرهابية التي تحمل الجنسية الأردنية.
وأضاف مطاوع لـ"الوطن": "القرشي يعتبر تأكيدا من التنظيم الإرهابي على أن المبدأ الأساسي يتمثل في تجميع المسلمين من جميع أنحاء الأرض، وليس سوريا والعراق فقط".
وتابع: "أبو بكر البغدادي تعمد في الفترة الأخيرة نقل الإدارة في التنظيم من المركزية إلى اللامركزية، نتيجة الضربات السورية والروسية والأمريكية التي طالت التنظيم على الأرض، وحظى على أكبر عدد من المبايعات للتنظيمات الإرهابية في أفريقيا مثل بوكو حرام، وشرق آسيا".
وأوضح أن الناطق باسم تنظيم داعش الإرهابي أبو أيوب المصري الذي مات في إحدى الهجمات العراقية وكان قياديا في القاعدة قبل الانضمام لتنظيم داعش، لكن بيانات قتله كانت عراقية فقط، ولم تنشر له أي صور، رغم أن التنظيم قام بنعيه، وهذا ليس جديدا فالتنظيم نعى أشخاصا على قيد الحياة من قبل.
وأشار مطاوع إلى أن أبا لقمان القايدي في التنظيم مختفٍ منذ ثلاث سنوات، ويعتبر أهم رجل في تنظيم البغدادي، حيث إنه أسس الأمن الخاص في بداية التنظيم، نظرا لخبرته كضابط سابق في المخابرات العراقية، موضحا أن "أبو حمزة" من المحتمل أن يكون لقبا تضليليا.
وبرز اسم أبو بكر البغدادي، في عام 2014 واسمه الحقيقي إبراهيم عواد البدري، عندما أعلن تأسيس "داعش"، ونشرت تقارير كثيرة في السنوات الماضية تفيد بمقتل البغدادي ولكن تبين فيما بعد أنها غير صحيحة، ولكن التنظيم أعلن هذه المرة رسميا تعيين خليفة لزعيمه.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعلن مقتل البغدادي، وقال ترامب في بيان غير اعتيادي من البيت الأبيض، إن البغدادي فجّر سترته الناسفة بعد أن حاصرته قوات أمريكية خاصة في نهاية نفق في إدلب.
وأضاف أن ثلاثة من أبناء البغدادي الذين كانوا برفقته قتلوا أيضا في التفجير، وأن جسد البغدادي تشوه، لكن فحوص الحمض النووي أكدت هويته.ووصف ترامب العملية الليلية بـ"الجريئة"، وبأن القوات الخاصة "أنجزت مهمتها على نحو رائع".