جائزة مصر للتميز الحكومى
- رامى جلال
- توزيع جوائز مصر للتميز الحكومى
- جوائز التميز الحكومى
- رامى جلال
- توزيع جوائز مصر للتميز الحكومى
- جوائز التميز الحكومى
ما نفع سفينة ترسو طوال الوقت على الشاطئ؟ ربما من الممكن أن تتحول إلى مطعم عائم مثل تلك المنتشرة على نيل القاهرة، هذا جيد، ولكنها لن تكون سفينة.. لكن ليكون لسفينة ما وجود فلا بد لها من شق طريقها بين الأمواج فى رحلة تعطيها معنى لوجودها وتكسبها هذا الوجود ذاته.
الثبات والجمود من ملامح الموت.. أما المغالاة فى الاستقرار فهى فى الحقيقة موات.. دون مغامرة محسوبة لن نتمكن من التقدم، ودون حركة لن نصل لأى مكان، فالخسارة لا تحدث أبداً للإنسان إلا إذا توقف عن المحاولة. سباقات الماراثون مثلاً، يكمن الفوز الحقيقى فيها فى فكرة المشاركة، وتحدى المسافات الطويلة.. أحياناً ما تحتاج الحركة المطلوبة إلى مُحفز، بعدها تدور العجلة فى طريقها دون توقف، ومن أفضل المحفزات هى تلك التى يتم تقديمها من الدول لمواطنيها.
أمس، الخميس، كان يوماً مميزاً لفكرة الحافز الذى يعين على الاستمرار والانطلاق.. تم بالأمس توزيع جوائز مصر للتميز الحكومى.. 45 فائزاً، فى 15 مجالاً.. كان التنافس هذا العام بين: المدن، والمراكز، والأحياء، والقرى الكبرى، والكليات، ومكاتب البريد، ومكاتب الشهر العقارى، والمراكز التكنولوجية، مع بعض القيادات المتميزة من الوزارات والمحافظات.. كل ما سبق هو مرحلة أولى، وفى السنوات القادمة ستتوسع الدولة المصرية فى فئات الجائزة.
جائزة مصر للتميز الحكومى تهدف إلى الارتقاء بالأداء الحكومى على مختلف المستويات، وتحفيز العاملين بالجهاز الإدارى للدولة على التميز والإبداع والابتكار، وتشجيع المنافسة بين مختلف المؤسسات والهيئات الحكومية على تقديم خدمات حكومية نوعية تسرّع مسارات التنمية فى مختلف القطاعات الاقتصادية والحيوية وتلبى احتياجات وتطلعات المواطنين وفق المعايير العالمية للجودة والتميّز الحكومى، بالإضافة إلى تكوين جهاز إدارى كفء وفعال يطبق مفاهيم الحوكمة، ويساهم بدوره فى تحقيق التنمية المستدامة بما يتوافق مع «رؤية مصر 2030» للعبور بمصر إلى مصاف الدول المتقدمة.
جائزة مصر للتميز الحكومى تم تصميمها بالتوافق مع منظومة التميز الحكومى التى تم تطبيقها فى عدد من الدول، وتم تطوير معاييرها فى دولة الإمارات العربية المتحدة.. وهى تتويج لشراكات طويلة بين الشعبين.
فى زيارات متعددة، قابلت عشرات المصريين ممن يعملون فى المؤسسات الحكومية الإماراتية، وكان لهم فضل كبير فيما وصلت إليه دولة الإمارات الغالية من تقدم فى مجال الخدمات الحكومية والتطور الإدارى وما إلى ذلك.. هضمت الإمارات خبرات دول كثيرة واستفادت بشكل محترف، ثم خرجت بنموذجها الخاص الناجح.
قصة معايير التميز الحكومى، هى ملخص التجربة الإماراتية المبتكرة.. أخذت الإمارات معايير التميز الموجودة فى أوروبا والعديد من الدول، هضمتها وخرجت هى منها بمعاييرها الجديدة، ولم تكتف بذلك بل اعتمدتها عبر أهم خبراء العالم.. تقوم الإمارات الآن بتطبيق تلك المعايير الجديدة فى عدة دول منها مصر والأردن.. نتمنى أن تصبح المعايير الإماراتية المتقدمة هى المعايير العالمية للتميز.
مبروك للفائزين بجوائز مصر للتميز الحكومى التى نتمنى أن تكون دافعاً وحافزاً للعاملين بالجهاز الإدارى للدولة الذى يعانى من مشكلات كثيرة سببها تراكم سنوات دون تطوير ودون محفز.