صوت جميل وإيد تتلف في حرير.. مواهب ضحية قطار طنطا لم ترَ النور

كتب: نهال سليمان

صوت جميل وإيد تتلف في حرير.. مواهب ضحية قطار طنطا لم ترَ النور

صوت جميل وإيد تتلف في حرير.. مواهب ضحية قطار طنطا لم ترَ النور

صوت عذب يشجي الآذان، وأيادٍ ذهبية تصنع الإكسسوارت، موهبتان اجتمعا في شخص واحد، لكن الأولى ظلت حبيسة لمة الأصدقاء وأفراح المعارف والأعزاء بدون مقابل، بينما كانت الثانية سببا في أن يلقى حتفه تحت عجلات القطار، وهو في طريق عودته من الإسكندرية بحثا عن زبائن تشتري ما صنعت يداه وعندما تغير الطقس وانقلبت الأحوال الجوية ساءت أحوال بضاعته، فلم يستطع البيع وأراد العودة إلى شبرا الخيمة، حيث يعيش، دون امتلاكه لثمن تذكرة، ليطلب منه مفتش القطار الانصراف من القطار أثناء سيره، فمات الشاب العشريني، دون أن تصل إحدى الموهبتين إلى آخر حدود الإبداع.

"فين التسامح اللي ربنا قال عليه، فين المحبة والنوايا الطيبة" كلمات تغنى بها المطرب بهاء سلطان، لتحكي نهاية محمد عيد المأسوية، بعد أن كان قد تغنى بها كعادته بين أصدقائه عندما يروق البال في فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ليحكي صديقه عامر جمال لـ"الوطن" أن الغناء كان أكثر ما يجعل محمد، ضحية قطار طنطا، سعيدا، حتى أصبحت شهرته بين بني منطقته "أم بيومي" في شبرا، "لما يكون مبسوط أو عايز يبسطنا يلمنا ويبدأ يدندن ولو فيه فرح لحد جارنا أو معرفة بس يكون بيعزه بيروح يغني له ببلاش.. عمره ما ياخد فلوس ولا فكر في كدة لأنه بيعتبرها محبة وعينيه مليانة".

صوت عذب وطريقة في الغناء فيضفي على المقطوعة المغناة جزءًا من شخصيته، بحسب حديث عامر لـ"الوطن"، متابعا أنه عندما يخرج عيد إلى الشارع بمزاج جيد يبدأ في الغناء حتى صارت شهرته تملأ شوارع شبرا الخيمة ليطلب منه الكثيرون أن يغني لهم، "وأنا في البيت بسمعه في الشارع بطلع البلكونة علشان أسمعه أحسن وأشوف إحساسه وتعبيراته".

موال لطارق الشيخ أو أغنية لأم كلثوم أو آخرين كثيرين، يرى عامر أن صديقه كان يتقنها باقتدار، فيقوم هو أو شخص آخر من أصدقائهم بالتسجيل ليحتفظ بها على هاتفه ويسمعها وقتما يشاء أو ينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن صاحب الصوت والموهبة لم يكن يلقِ بالا لكل ذلك، "محمد ماكنش بيحب يفتح نت كتير أو حتى ياخد فيديو يشوف نفسه بس كان حابب يتشهر ويغني بجد وكان يستاهل لأن صوته حلو".

بينما رحل "فاكهة الشلة" كما يصفه صديقه، ليجد صوته طريقا للنور اليوم بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، يتناقلون فيما بينهم ذلك الفيديو الذي يتغنى به بكلمات كاد البعض يصفها بأنها كلمات تنعى صاحبها، الذي توفي في عمر الـ23 عاما، وكان صوته قد تغنى "فات قد إيه من العمر وفاضل قد إيه.. ليه مش في بالنا إن النهاية قريبة".


مواضيع متعلقة